قرأت في باب نبض السطور قصة بصمات الشيطان وأبواب الرحمة ولا أستطيع أن أصف لك حجم تأثري النفسي بها فهذه المرأة أخطأت في حق نفسها إلا أنها امتلكت القدرة علي مواجهة نفسها وبإرادة قوية استطاعت القضاء علي بؤرة الشيطان في قلبها. أقول لها صدقيني يا سيدتي إن عفو المولي سبحانه وتعالي ورحمته لا تخطئ إنسانا قوي الإرادة مثلك أما عن الجرح الذي نكأته بحكايتك في نفسي هو أني هربت من خطيئتي وظننت أني بهذا طويت صفحة سوداء من حياتي ولكن ضميري ولم يطو هذه الصفحة. أنا إنسان تغربت في عز شبابي لغرض الدراسة وفي خلال هذه الفترة تعرفت علي إمرأة تكبرني بعشر سنوات وانخرطت معها في علاقة حب محرمة. كنت لا أريد أن أصدمها بأن علاقتنا مرهونة بانتهاء دراستي لذا قررت أن أخبرها في وقت سفري وفي هذا اليوم توجهت للمطار عائدا لبلدي واتصلت بها وسألتها أين أنت فقالت أنا في المستشفي كعادتي كل ثلاثة شهور لأني مريضة بمرض مميت فالسرطان ينهش أمعائي ولم أخبرك لأني أعلم انك سوف تذهب عائدا إلي دولتك ولو أخبرتك قد تتردد من قبيل العطف والشفقة لحالي. وبعد قولها ذلك قالت: أين أنت الآن فقلت بدون تفكير: أنا ذاهب للمطار عائدا لبلدي فضحكت وقالت: أتمني لك حياة سعيدة وأغلقت السماعة. وأنا لم انطق بكلمة واحدة قط حتي وصلت لبيتي والي يومنا هذا لا أعلم ما وقع لها ومن يومها وأنا أعتبر نفسي خائنا لنفسي. ص ع اسكندرية يا أخي ترفق بحالك ولعل شقاءك بضميرك كل هذه السنوات طهر قلبك وتأمل حكمة المولي عز وجل الذي جعل المرأة نفسها التي شاركتك الخطيئة هي نفسها الدرس والعبرة لك في هذه المرحلة من حياتك ولولا رحمة ربك بك ومغفرته لما استطعت مواصلة حياتك بعد عودتك من الغربة والنجاح في تحقيق ذاتك. أنا معك في أن إخراج مكنون النفس مهما كانت سلبيته أو إيجابيته نوع من التطهر ولكن دعنا لا نقف عند هذه النقطة ونتجاوزها حتي لايستقر في نفسك ذلك الإحساس بخداع النفس أو خيانتها ويتحول كما قلت إلي جرح عميق يعيش معك مدي الحياة تشقي به بلا أمل في أن يندمل يوما. وتذكر يا أخي قول الله تعالي في كتابه الكريم( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)( الزمر/53) بقية نبض السطور
E.M:[email protected] للمراسلة: القاهرة شارع الجلاء رقم بريدي11511 الأهرام المسائي فاكس:25791761 تليفون:0227703100 01223920261