عقد الرئيس حسني مبارك قمة ثنائية أمس بمدينة شرم الشيخ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن الذي يقوم بزيارة لمصر تستهدف بشكل اساسي تهنئة الرئيس مبارك علي الشفاء التام من العملية الجراحية الناجحة التي اجريت لسيادته في المانيا في الشهر الماضي. وجري خلال اللقاء تبادل وجهات النظر ازاء اخر التطورات علي الساحة الفلسطينية والجهود المصرية الرامية لتوحيد الصف الفلسطيني.. وكذلك الجهود المختلفة الرامية لتهيئة الاجواء اللازمة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بما يفضي إلي تحقيق حل الدولتين. وبدأت القمة المصرية الفلسطينية بمصافحة اعضاء الوفد الفلسطيني المرافق للرئيس عباس, وهم: صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ونبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية وبركات الفرا سفير دولة فلسطين بالقاهرة للرئيس مبارك لتهنئة سيادته بالشفاء من العملية الجراحية الناجحة التي اجريت لسيادته. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابومازن في تصريحات صحفية عقب اللقاء أنه بحث مع الرئيس مبارك مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك, خاصة العملية السياسية, وتطورات الموقف علي الساحة الفلسطينية, وإلي اين وصلت, والموقف الحالي الأمريكي والإسرائيلي موضحا ان الموقف الفلسطيني يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان من أجل العودة إلي مائدة المفاوضات, وأكد انه حتي الآن لم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي اي رد ايجابي من أجل العودة إلي المفاوضات, اذا ما توقف الاستيطان. وردا علي سؤال حول الرؤية الفلسطينية المتمسكة بضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي قبل العودة إلي مائدة المفاوضات, في وقت تتزايد فيه تهديدات إسرائيل بالتراجع حتي عن الوقف الصوري للاستيطان في الضفة ما لم توافق فلسطين علي استئناف التفاوض خلال شهرين.. قال الرئيس الفلسطيني ان الموقف الفلسطيني في هذا الخصوص هو ذاته موقف المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة, ولسنا متصلبين بل ان موقفنا يتسم بالمرونة, ولايختلف عن الموقف الذي يعلنه دائما المسئولون الأمريكيون, الذي يطالبون إسرائيل بوقف الانشطة الاستيطانية حتي يمكن استئناف المفاوضات, ومن ثم تناول القضايا الرئيسية الأخري المتعلقة بالحدود واللاجئين والمياه والقدس والامن وجميع قضايا الحل النهائي, ولكن حتي الآن الإسرائيليون لم يتجاوبوا مع تلك الدعوات, رغم انها تتطابق تماما مع الموقف الدولي. وردا علي سؤال حول ما اذا كانت قرارات الترحيل الإسرائيلية الأخيرة لالاف الفلسطينيين المقيمين بالضفة الغربية, وما اذا كان ذلك يعد تكريسا للانقسام الفلسطيني بين الضفة وقطاع غزة, قال أبومازن ان السلطة الفلسطينية قد بدأت بالفعل التحرك ضد هذا القرار, مؤكدا عدم احقية إسرائيل مطلقا في ترحيل اي فلسطيني من ارضه, من الضفة إلي غزة أو العكس, لان اتفاقنا الاساسي معهم هو ان الضفة الغربيةوغزة وحدة جغرافية واحدة تحت سيادة موحدة للسلطة الفلسطينية, وبالتالي فإن القرار الإسرائيلي هو نوع من الاستفزاز الذي يهدف إلي مضايقة الفلسطينيين, وشدد أبومازن في هذا الشأن علي انه لايمكن لإسرائيل التذرع بان من شملهم قرار الترحيل لايملكون بطاقات هوية مؤكدا ان جميع الفلسطينيين بالضفة وغزة يملكون بطاقات هوية. وقال ابومازن ان إسرائيل لاتملك حق ترحيل اي فلسطيني, مشددا علي ان السلطة الفلسطينية لن تسمح بذلك, وانها ستواجهه بشتي السبل. وحول ما اذا كانت السلطة الفلسطينية ستلجأ إلي مجلس الأمن في حالة فشل العملية السياسية واستئناف المفاوضات, قال الرئيس أبومازن انه لابد من ان تكون امامنا خيارات متعددة, ونحن من جانبنا سوف نستنفد كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية مع المجتمع الدولي, ومع الرباعية الدولية, خاصة مع الولاياتالمتحدة, مشيرا إلي انه اذا ما فشلت كل هذه الخيارات والمساعي, فلن يكون امامنا بالتأكيد في تلك الحالة الا اللجوء إلي المجتمع الدولي ومجلس الأمن.