لا أصدق ما يثار حول سيناء سواء ما يتعلق بالنوايا الحسنة لإسرائيل وأهل غزة وحماس أو ما يرتبط بما تشهده من تطورات أقل ما توصف أنها غامضة وغير واضحة, ولا يستطيع أحد الإمساك بخيوطها أو يشكك فيما أكده المتحدث العسكري أمس أن العملية الأمنية في سيناء مستمرة وأنه لا تفاوض مع مجرمين ومسلحين. وأتفق أيضا مع ما نقلته( بوابة الأهرام) عن اللواء نصر موسي نائب قائد القوات الجوية الأسبق بأنه كان ضروريا عدم وقف العمليات العسكرية في سيناء وضرورة استمرارها لوأد بؤرها الإجرامية ومنع إسرائيل من اختلاق القلاقل الحدودية حتي لا تتخذها ذريعة بأن المنطقة ج تسبب مشكلة لها وهو ما يتمشي مع الحلم الإسرائيلي تجاه سيناء. وهذا الكلام لا يأتي من فراغ وإنما لارتباطه بالعقلية الإسرائيلية التي تسعي دائما إلي توظيف أي موقف لصالحها حيث لا تنظر تل أبيب إلي دخول الآليات العسكرية المصرية إلي سيناء علي أنها تطور تفرضه الأحداث وتوقف توسعاته الاتفاقيات ولكنها تقف خلف ستار الأحداث بعين علي ما يدور علي الأرض وأخري علي ما تخفيه غزة التي هي قنبلة موقوتة بجوارنا وبينهما عقل متآمر يفكر في كيفية تحويل سيناء إلي بؤرة للإرهاب والمنطقة( ج) إلي كتلة من نار لتكون ذريعتها للتباكي عالميا وتدويل القضية والحصول علي صك احتلال المنطقة فإذا لم يتحقق لها ما تريد بالتدويل لاحقته بالتآمر وإحياء أحلام المتطرفين اليهود في تحقيق إسرائيل الكبري بالإضافة إلي إلقاء غزة ذاتها في حجر القيادة المصرية علي أساس أن الأرض ستضيق بأهلها ومع توالي الحروب البرية الإسرائيلية علي غزة يبدأ التهجير المرحلي. وإذا كانت العمليات العسكرية قد توقفت كما قيل بتنسيق مع مؤسسة الرئاسة لمنح الفرصة وتهيئة الظروف للحوار مع الجماعات المتطرفة فقد كان الأجدي أن نعرف ماذا حقق الحوار خصوصا مع التسريبات التي أشارت إلي أنه لم يكن هناك حوار من الأساس ولم ترصد أية جهة له أي نتائج بل إنه لا توجد أية دلالة علي هوية الجماعات الخارجة علي القانون في سيناء. المثير أن استشهاد16 من الجنود المصريين الذي كان سببا في العمليات العسكرية في سيناء لايزال لغزا لم تفلح تلك التحركات ولا التحقيقات ولا الحوار في فك ألغازه ؟ لتستمر الأوضاع في سيناء رهن خزعبلات نسمعها بين الحين والآخر من سياسيين أمثال عصام العريان عن عودة اليهود المصريين من إسرائيل إلي مصر أو عمليات عسكرية تتحول إلي تحركات أمنية. وتبدأ وتتوقف تلك العمليات دون مبرر منطقي مع قرارات وحوارات غامضة مع مشايخ وقبائل سيناء من جانب قادة كبار في مصر وتحرك يقوده أحد مستشاري الرئيس ولكن كل ذلك يصب في نتيجة واحدة هي أننا لانزال بعيدين عن مسرح الأحداث في سيناء حتي ولو اقتربنا منه!! [email protected]