الذي يحدث في سيناء وما يتبعه من تحركات وقرارات أمر يجعل من الوضع في أرض السلام واحدا من الألغاز التي لا حل لها. أمس وبينما كانت تتطاير أنباء عن إطلاق كثيف للنيران علي معسكر للأمن المركزي بالعريش وتهديدات بعمليات جديدة في أماكن متفرقة في سيناء وتأكيدات رسمية بأن أرض الفيروز تحت السيطرة وحذر أمريكي في التعامل مع الموقف السيناوي وصمت إسرائلي خبيث وما يشبه الاتفاق علي أن سيناء في طريقها إلي أن تكون دولة شقيقة, كانت أنباء أخري تشير إلي تكليف الرئيس محمد مرسي لمسشاره الدكتور عماد عبد الغفور للتحاور مع أولي الأمر بسيناء وأن ذلك سيكون ضمن حملة تستمر عدة أيام يشارك فيها أساتذة للفقه الإسلامي. وأثق أن البعض سوف يتهمني بالمعارضة من أجل المعارضة إذا قلت إن مثل تلك القرارات هي التي جعلت الأوضاع تزداد خطورة وتأزما ويضاف إلي ذلك التعامل المتعدد الأوجه مع تطورات الموقف وعدم حسم أي موقف تجاه ما يحدث. فقد فشل التحاور مع الجماعات المتطرفة في سيناء من قبل رغم مشاركة مجموعة من قيادات الدعوة السلفية الذين يفهمون طبيعة وفكرالسلفية الجهادية التي يقال إنها تعشش في سيناء بل وقام أهل المنطقة وبقايا المتشددين بطرد القيادات السلفية وإعلان تكفير الرئيس محمد مرسي والعديد من قيادات الدولة. المؤسف أن الدولة أضاعت هيبتها في سيناء من خلال الأحداث المتلاحقة التي تحالفت في مغزاها مع ميراث التجاهل والنسيان الذي يغطي علي حقيقة الأحداث فلا هي كانت جادة في تنمية المنطقة ولا إقامة المشروعات بها ولا نجحت في حماية السيناوية ولا وفرت لهم ما يريدون بل سقطت بالكذب في حملتها علي الإرهاب حينما حملت بياناتها أنها قتلت ونحرت ونسفت وقضت علي من يهددون سيناء بينما كان الجهاديون وأعوانهم يضحكون علي من يصدر تلك البيانات في حين كان الأهالي يبحثون عن التحالف مع تلك الجماعات بعد أن فشلت الدولة في كل اختباراتها مع سيناء وأهلها. وليت الدولة تعي علاقة الجماعات الجهادية في مصر بمثيلاتها في قطاع غزة وليبيا وتونس وألا يقتنع أحد بأن ما يقومون به جهاد ضد الشيطان وهو مالا يمكن استبعاده خاصة وأنه كان يتردد بالصوت العالي في جمعة قندهار الثانية بميدان التحرير. ولمن يضيعون الوقت ويتاجرون في الشعارات أقول إن سيناء تضيع لأنكم تضيعونها بمعالجات بعيدة عما يحدث وتطلبون توبتها عن التكفير بحوار يحقق ما تريدون وليس ما تريد سيناء وأهلها! [email protected] رابط دائم :