والصراع حالة نفسية مؤلمة يشعر بها الفرد وذلك بوجود رغبات ونزاعات وحاجات متناقضة لا يمكن تحقيقها معا فقد يوجد لديه دافعان يريد إشباعها في وقت واحد. ولكن ذلك يكون مستحيلا لأن كل منهما في اتجاه مضاد لاتجاه الآخر, ويدفع الفرد لنشاط مخالف, ولا يمكن إشباعها دفعة واحدة ويرافق وجود الصراع شعور الرد بالضيق والقلق والتوتر, مما يحرض الفرد ويدفعه للاستجابة السريعة والخروج من هذا الموقف الضاغط بسرعة أما إذا فشل في ذلك أو طالت حالة الصراع ولم يتخلص الفرد من آثاره, فإنه في موقف لا يحسد عليه, من اختلال التوازن والقلق يجعل شخصيته عرضة للاضطراب النفسي و يرافق حالة الصراع دوما حالة من الإحباط والسبب في ذلك هو أن الشخص حتي إذا نجح في حل الصراع وإشباع أحد الدافعين أو( الرغبتين) فإن ذلك يكون علي حساب الدافع الآخر أو الرغبة الأخري, الذي يعني الفشل في إشباعه, وهذا بحد ذاته إحباط لذلك فالصراع ينطوي دوما علي إحباط وقلق الصراع اللاشعور وإن الكثير من حالات الصراع التي نمر بها شعوري, لكن بعضها يبقي في مستوي اللاشعور, كما أن بعضها الآخر يبدو شعوريا, ولكنه ينطوي في الأعماق علي عناصر لا شعورية. أنواع الصراع هما وصراع الإقدام والإحجام في صراع الإقدام والإحجام نجد أن هناك دافعين متعارضين, أحدهما يدفعنا لأن نعمل شيء, بينما يدفعنا الآخر إلي تجنب عمله فمثلا ما نمر بة حاليا من موافق ومعارض ومن يدفعنا للموافقة ومن يدفعنا للرفض لذلك الهدف كلما زاد قلقه وصراعه النفسي. وهذا الصراع بين الإقدام والإحجام إذا لم يحل, يجعل الشخص عاجزا عن التصرف, لا يستطيع أن يقترب ولا أن يبتعد, بل يعاني التوتر أو يصل به الأمر إلي حد المرض النفسي وقد يرفض الشخص الاختيار, وقد يلجأ إلي التأجيل مهما كان موقف الشخص وتكون الشخصية الناضجة والواثقة أكثر قدرة علي المواجهة وحل الصراع من الشخصية غير الناضجة والأقل ثقة. والسؤال هنا: الصراع النفسي, هل هو أساس الشخصية؟ تقول نظرية التحليل النفسي بان النفس الإنسانية تتكون من ثلاث أجزاء, الهو هو أول جزءيتكون في الإنسان ويولد معه, ويتكون هذا الجزء من الغرائز والشهوات ورغبات العدوان, فهذا الجزء يدفع الإنسان إلي المتعة والرغبة في الاعتداء, وعليه فان نظرية التحليلالنفسي تنظر إلي الإنسان علي انه يميل إلي العدوان والشهوات بطبعه, ولكي نفهم سببهذه النظرة لابد أن نعرف أن مؤسس هذه النظرية كغيره من علماء وفلاسفة عصره كانيحاول تفسير السلوك الوحشي الذي قام به البشر وخصوصا في أوروبا في حروبهم آنذاك, فكيف يمكن تفسير أن إنسان متحضر رقيق المشاعر ومهذب يقوم فجأة بالقتل والتعذيبوالاعتداء أثناء الحرب, تفسير التحليل النفسي هو أن الإنسان يميل بطبعه إلي هذهالأمور ولكنه يخفيها نتيجة وجود الضوابط الاجتماعية, ولكن عند انهيار هذه الضوابطفإن هذه الميول تظهر للعيان, ولكن الهو ليس هو الجزء الوحيد في الإنسان, لذا سيظل الانسان يبحث عن ما يريد وفي ظل تلك الصراعات الموجودة سنظل كشعب لانعلم ماذا نريد لاننا ببساطة لانستوعب الواقع.... لك الله يا شعب مص ر!!! ؟