أري أسلحة تسن, وأرقب منصات تعد, وألحظ سهاما تشهد, وأرصد تحركات بجد, ليس لعدو يهدد البلاد, وليس لإرهاب يريد إراقة دماء العباد.. ولا لملاحقة الفساد الذي عشعش في المصالح والدواوين والهيئات.. ولا لمطاردة البلطجية والحرامية وقطاع الطرق الذين يعيثون في الأرض فسادا.. يسرقون وينهبون ويغتصبون.. وإنما أري المتربصين يحتشدون لاغتيال الإعلام وتحطيم الأقلام وإسكات صوت الحق.. وإطفاء نور الحقيقة. هكذا يخططون ويدبرون, تحت دعاوي تطوير الإعلام تارة أو تطهيره تارة أخري.. لا فرق تتعدد المسميات ولا تختلف المقاصد والأهداف.. دولة بلا إعلام حر.. قالها أستاذ الصحفيين محمد حسنين هيكل أمس الأول في حواره الممتد بقناة سي. بي. سي: ان الإعلام هو منبرالممانعة الوحيد الموجود لمنع تلوين مصر أو إضفاء صبغة معينة عليها, وأنه أكثر ما يخشي من صدور تشريعات خلال الفترة الحالية تكون في أساسها ضد الإعلام. ويشاطر الأستاذ هيكل مخاوفه كثيرون ممن التقطوا مناورات وترتيبات النيل من الإعلام, وزاد من المخاوف, ما سربه بالصوت والصورة الدكتور ياسر برهامي, عضو الجمعية التأسيسية والداعية السلفي في لقاء له مع عشيرته من أن الدستور الجديد به قيود كاملة لم توجد في أي دستور مصري, وإن كانت هناك رغبة في تشديد الرقابة علي الإعلام والنشر في الدستور مثل الرقابة السابقة, فإن هذا الإجراء قد يهيج لعالم ولكن سنعالجه في القوانين. وإذا ربطنا بين هذا التوجه الانتقامي والتصريحات التي تعكس روحا عدائية ثأرية والتي أصبحت سمة كل حديث عن الصحافة والإعلام يتأكد أبعاد هذا المخطط, بل يزداد وضوحا بالدعوة لمؤتمر يعقد اليوم في أحد فنادق القاهرة, بحضور ممثلي10 أحزاب ذات مرجعية دينية لمناقشة تطوير وتطهير الإعلام, في استباق واضح ومقصود لتشكيل الجهاز الوطني للإعلام المنوط به شئون الإعلام المصري وفق الدستور الجديد, ولا يعتقد أحد أن تيارا يكن كراهية ويعتبر الديمقراطية كفرا, ويمتلئ حقدا للإعلام يمكنه أن يناقش بموضوعية مستقبل الإعلام في مصر ويخرج برؤية يمكن الاعتماد عليها في التعاطي مع الشأن الإعلامي, لأنه افتقد شرط الحيادية والموضوع ناهيك عن أن الإعلام هو شأن قومي يعكس هوية الأمة كلها. وللجميع نذكر أن الرئيس محمد مرسي, الرئيس المدني المنتخب, تعهد بأنه لن يمس حرية الإعلام, ومن قبيل الاحتفاظ نؤكد أن هذه الحرية ليست منة من أحد, بل هي حق لا يمكن التفريط فيه ولا الاقتراب منه.. وسوف ترتد السهام ولن تسقط الأقلام!! [email protected] رابط دائم :