خبراء يطالبون برفع "كارت أحمر" لأقلام ووجوه النظام البائد عبد العزيز يطالب الرئيس بالتدخل لسنّ تشريعات لتطوير الإعلام السيوفى: يجب مواجهة الفاسدين بالمحاصرة والعزل والفضح النجار: مجلس وطنى مستقل ل"فلترة" الخبيث من الطيب هبة مصطفى "أعطنى إعلامًا بلا ضمير.. أعطك شعبًا بلا وعى".. هذه المقولة قالها جوزيف جوبلز وزير الإعلام فى عهد هتلر النازى دون أن يدرى أنها سوف تتحول لقاعدة تنطبق على كافة الشعوب. فبعد ثورة 25 يناير 2011 لجأت غالبية الجهات والهيئات لتطهير نفسها بنفسها، عدا الإعلام الذى ما زالت هناك أيد خفية منبثقة عن دولة عميقة تستخدمه للعبث بعقول المواطنين.. وقد قامت "الحرية والعدالة" بفتح ملف كيفية التصدى لدولة وإعلام الفلول، فى التقرير التالى: فمن جانبه رأى الدكتور ياسر عبد العزيز "الخبير الإعلامى والمتحدث الرسمى باسم المبادرة المصرية لتطوير الإعلام" أن أزمة الإعلام المصرى لا تكمن فى التصدى لفئة أو الانتصار لأخرى، وإنما الأزمة الحقيقية أنه مجال يعمل بلا قواعد أو تنظيم، مشيرا إلى أن أولى خطوات القضاء على إعلام الفلول تبدأ من الدستور الذى يجب أن ينص على إنشاء مجالس مستقلة للإشراف على صناعة الإعلام، وينبثق عن تلك المجالس هيئتان؛ إحداهما لتنظيم البث المرئى والمسموع، والأخرى للإشراف على وسائل الإعلام المملوكة للدولة. وأضاف أنه يمكن إخضاع الأداء الإعلامى للتقييم والمراجعة عبر تلك الهيئات، وفى حال ثبوت ممارسة سيئة أو خاطئة سوف يمكن إنزال عقوبات مالية لمرتكبيها، لافتا إلى أن اضطرار رئاسة الجمهورية للجوء إلى القضاء للشكوى من ممارسات إعلامية تعتبرها خاطئة هو خير دليل على أننا نعمل دون تنظيم إعلامى. وطالب عبد العزيز رئيس الجمهورية باستخدام صلاحياته ومكانته للدفع نحو وضع نصوص دستورية تتيح مراجعة الأداء الاعلامى وإنشاء هيئات تتبنى هذا التقييم. بدوره، أكد أحمد السيوفى -مدير مكتب قناة "العالم" بالقاهرة- أنه لو لجأت الجماعة الصحفية والإعلامية لتفعيل ميثاق الشرف الصحفى، فإنها تستطيع عزل وفضح أقلام ووجوه دولة الفلول فى المؤسسات الصحفية والإعلامية، ودعا إلى وجود معايير واضحة على المستوى المهنى والأخلاقى، فلا يعقل أن يظل أفراد الدولة العميقة للإعلام موجودين على الساحة بكتاباتهم، خاصة أنهم لا علاقة لهم بالمهنة من قريب أو بعيد. وأبدى السيوفى رفضه للأكاذيب التى يتم نشرها فى وسائل الإعلام وتلوين الأخبار بشكل سياسى و"تجهيل" المصدر، ووصف ما يحدث من أفراد دولة فلول الإعلام بأنه "فساد وإفساد" أصاب الساحة الصحفية، مشيرا إلى أن من ينتمون لمربع الفلول بدءوا يخسرون مصالحهم، خاصة أن غالبيتهم عملوا كمستشارين للوزارات وخلطوا ما بين الإعلام والإعلان واستفادوا من النظام البائد. واتهم إعلام الفلول بالعمل على قطع الطريق أمام أى محاولة جادة على خطى الثورة، برفضهم أن ينعم الشعب المصرى بثورته وأهدافها، والقضاء على الفساد والاستبداد والقمع وأنماط السلوك الفاسد، مؤكدا أن جماعات المصالح الصحفية تبخل على الشعب بمعلومة صادقة وخبر شفاف. ولفت السيوفى إلى أن الإعلاميين المتمسكين بانتمائهم للنظام البائد يرون أن المناخ الجديد سوف يفضحهم ويقضى على مصالحهم، ولذلك يحاولون بكافة الأشكال غير الأخلاقية إجهاضه ومهاجمة كل من يحاول فضح زيفهم. ودعا إلى محاصرتهم وعزلهم باعتبارهم آفة هذا المجتمع، وفسادهم مؤشر على فساد أى مجتمع ينتمون إليه "لذلك إذا أردنا مجتمعا حرا ونظيفا فعلينا تطهيره من تلك الأقلام والوجوه؛ لأن الثورة كشفت المعادن، ويجب العمل بشكل فورى على التخلص من نفايات الإعلام الفاسد". من جهته، شدد الدكتور جمال عبد الحى النجار -رئيس قسم الصحافة والإعلام بجامعة الأزهر- على أهمية تشكيل مجلس وطنى يضم كافة التيارات ويكون مستقلا عن كافة الأحزاب وسلطات الدولة للقضاء على ظاهرة "ارتماء الصحفيين والإعلاميين فى أحضان النظام". واقترح ضم هذا المجلس لخبراء مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والتخصص والدقة لتقييم أداء الصحف وإعادة "فلترة" الخبيث من الطيب، قائلا: إن المتحولين والمنافقين ليس لهم مبدأ، ويجب تطهير الإعلام منهم فورا. ودعا إلى البدء الفورى فى كتابة ميثاق شرف صحفى وإعلامى جديد يتلاءم مع فترة ما بعد الثورة، بجانب العمل على تفعيل الرقابة على الصحف بإنشاء مكتب -على سبيل المثال- يتولى مراجعة ما ينشر ويبث بالتنسيق مع المجلس الوطنى فى محاولة لمراعاة المسئولية المجتمعية لدور الصحفى والإعلامى.