تحولت جمعيات تنمية المجتمع بسوهاج التي تجاوز عددها1196 جمعية بالقري والمدن إلي سبوبة للمؤسسين الذين اتخذوا من إشهار هذه الجمعيات وسيلة للتربح السريع خلال سفر أعضائها لأداء العمرة والحج وحصولهم علي العديد من الإعانات والتمويل المالي للمشروعات التي تسندها الشئون الاجتماعية. وقال علي عبد السلام( موظف) إن جمعيات تنمية المجتمع بسوهاج هي عبارة عن منشآت فارغة وهياكل ادارية ليس لها أي أدوار بداية من رؤساء مجالس الإدارة مرورا بجميع العاملين بها, فالجمعيات مهمشة تماما لدرجة أن بعض الأشخاص لايعلمون أن هناك جمعيات تنمية مجتمع محلي في كل قري سوهاج ومن المفروض أن لها دورا حيويا وفعالا في خدمة أبناء منطقتها, بالإضافة إلي أن معظم رؤساء ادارات الجمعيات الأهلية لهم أكثر من ثلاثين عاما في رئاسة الجمعيات وإن المواطنين بالقري لايعرفون مواعيد انعقاد هذه الجمعية العمومية لتسجيل أسمائهم حتي يتسني لهم الدخول كأعضاء في الجمعية. وأضاف د.جمال حسين أستاذ بجامعة أسيوط أن الجمعيات التي تحمل اسم جمعيات تنمية المجتمع عشعش فيها الفساد طوال العهد الماضي وأصبحت بعيدة تماما عن مفهوم التنمية وبدلا من أن يصبح نشاط هذه الجمعيات قائما علي خدمة المجتمع من خلال تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية وثقافية ومشروعات صغيرة وتنمية المهارات الحرفية للشباب والفتيات وغيرها من الأنشطة الأخري في العمل الميداني باتت الجمعيات غير فعالة وعلي العكس تماما من مهامها الأساسية تفشي الفساد فيها وتحولت إلي مجرد منشآت تقتصر في عضويتها علي الأقارب من رؤساء مجالس الادارات وذلك لكي تتم السيطرة علي أي انتخابات تعقد فيها بما يؤدي إلي ضمان نجاح نفس الوجوه التي تسيطر عليها هذا ان كانت هناك انتخابات حقيقية بالفعل. وقال عبد الرحيم خلاف( موظف) ان السبب الرئيسي لضعف تلك الجمعيات عدم تهيئة المناخ لكي يساعد المتطوع بلا أجر للعمل العام حيث يفاجأ بتوجيه السهام ضده من أعداء النجاح الذين يرغبون في أن تظل أوضاع المحليات كما هي دون أنشطة للجمعيات وعدم وجود مساندة لهؤلاء المتطوعين من بعض المسئولين أو حل الجمعية من جانب مديرية الشئون الاجتماعية وإحالة رؤساء الجمعيات للنيابة لأسباب بسيطة مما أدي لتراجع العمل الخيري في مجال الخدمة العامة. وقال أحمد عبد القادر( بالمعاش) جمعيات تنمية المجتمع زمان كان لها هدف نبيل وكانت توجد في كل قرية جمعية واحدة فقط وفي بعض الأحيان كانت بعض العزب والقري لاتوجد بها جمعيات وتعتمد علي أقرب جمعية لها وهذه الجمعيات كانت تقوم برعاية الأسر الفقيرة وتنشئ معاهد ومدارس ومساجد وعمل قوافل طبية. من جانبه أكد رفعت رشدي مدير ادارة الجمعيات أن سوهاج بها1196 جمعية تنمية مجتمع محلي تعمل في المجالات التنموية المختلفة للرعاية الصحية وإقامة مشروعات صغيرة ومنح القروض الدوارة للمرأة, بالإضافة إلي رعاية الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين وأنشطة أخري كالحضانات. وأضاف أن الوزارة تقوم بتقديم جميع احتياجات الجمعيات ودعمها بالإدارات اللازمة لاكتمال هيبتها بالإضافة للمتابعات اليومية علي الجمعيات والأنشطة المختلفة. وأضاف أنه تم حل أكثر من200 جمعية لم تقدم أي دور فعال بالقرية أو المنطقة المقامة بها.