لا غرابة في حالة الفرح الكبير التي تسيطر علي الصحف الإسرائيلية وغيرها جراء الانقسام الذي يسيطر علي المشهد في مصر وما يصاحبه من استقطاب دموي ونزيف للقوي السياسية وما يتبع كل ذلك من سقوط مدو وتراجع غير مسبوق في حالة الاقتصاد المصري. هذه الروح العدوانية كشفتها وعلي مدار الأسابيع الماضية مجلات جيروزاليم بوست وهاآرتس وغيرها وأزاحت الستار خلالها عن شكر صهيوني خبيث يتخفي خلف الكلمات والمشاعر الزائفة لكل مصري يعصف بوطنه وكل إسلامي ومدني وجبهاوي يشعل نيران الخلاف والاختلاف علي كل شيء بداية من القيام بالثورة نهاية بالدستور الذي يراه البعض ديمقراطيا ويتمسك الآخرون بأنه سياسي ويصب في صالح الإخوان المسلمين وحلفائهم المؤقتين من باقي التيارات الإسلامية. وقد فشل العدو الحقيقي للمصريين فيما خطط ونفذ في حلمه ضد مصر ولكنه اكتشف أن السلاح الحقيقي لتدميرها ونسف أحلامها في النيران الصديقة التي كانت قوتها تتلاشي في عصر الاستبداد وبمجرد أن فتحت الثورة بابا للحرية تطايرت الشظايا وتلاشت القوة وهوما بدا واضحا في الصراع بين دولة القانون ودولة الميليشيات. دولة الإنقسام والقتال بين التيارات الإسلامية والقوي السياسية المعارضة وما ترتب علي ذلك من دعاوي استقلال بعض المدن والمحافظات والتي ينظر البعض لها بسخرية وهي ليست كذلك وصراع حصار المؤسسات وحروب الشريعة ومواجهات الإنقاذ الوطني. للأسف في عصر الفرجة ضاعت قيمة كل الأشياء وأصبح السياسيون يتلاعبون باسم كل مواطن بحثا عن غنائم شخصية ومصالح يرسمها آخرون لمسيرة الوطن والكارثة الكبري أن الكثيرين من نجوم المشهد السياسي يقبلون برضا وقناعة أن يكونوا لعبة تتحرك بالريموت كنترول سواء من جانب الإخوان أو من جانب القوي السياسية الأخري وتتزايد الاتهامات في هذا الصدد ما بين دعم قطري أو إماراتي وكأن أبناءها يريدون تقزيم دورها وقوتها وريادتها. لقد أصبح المصريون فيما بينهم أشد سوءا ممن يخططون ويدبرون في الظلام ضد وحدة صف بلادهم فقد انقسموا بالسياسة وفرقتهم إدعاءات التمهل في قوانين ومواد دستورية هم أكثر من يكسرونها ويهدمونها ويدمرونها ولكنها إرادة المرشد والرئيس والزعيم والكثير من المسميات التي شكلتها ثورة25 يناير ضد الظلم والاستبداد فلما تعارك الجميع وتقاتل تلاشت الثورة وبات الطريق ممهدا لإعادة تجميع النظام المخلوع من جديد واختلط الثوري بالفلولي بالإسلامي وتداخلت السياسة بالدين وما بين كل ذلك دماء تتساقط في الشوارع بين الحين والآخر لا تحتاج إلي تحليل لتحديد صاحبها لأنه في كل الأحوال مصري ضاع في معارك البحث عن الزعامة بين كل القوي السياسية. يا سادة توقفوا عن السياسة قليلا يرحمكم الله فقد انحني ظهر البلد أمام أوجاع الاقتصاد وهرب المواطن الغلبان منكم إلي جبل يعصمه من شرهكم للرئاسة والملك والتملك والقيادة ولم يعد لتجارتكم بالدين قيمة ولا بتلاعبكم بالديمقراطية أي ثمن وأجبرتمونا علي أن نشعر بأن الحياة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة.. منكم لله جميعا!