في القاعة رقم38 بمستشفي قصر العيني الفرنساوي ترقد مروة غائبة عن الوعي.. تصارع الموت الذي يحيطها بسياج سميك يمنعها عن كل أسباب الحياة. علي حافة فراشها يجلس والدها الحاج محمد بدر يبلل الفراش بدموعه في صمت يكاد يقتله خشية أن يخرج نحيبه من بين جنبات صدره فيزعج صغيرته وأحب الناس إلي قلبه والتي يتعلق بأهداب فراشها لعله يستطيع أن يمسك بها بكل قوته فلا نضيع منه إلي الأيد..!! كلما نظر إليها وأسلاك أجهزة التنفس الصناعي وخراطيمها وأجهزه قياس نبضات القلب أحس أن ابنته التي كانت تأتي إليه مهرولة كلما عاد من عمله لترتمي في أحضانه تبتعد عنه وأن يديه لم تعد قادرة علي الوصول إليها..!! قبل أيام كانت مروة محمد بدر20 عاما تعيش حياتها بشكل طبيعي.. تحلم بالمستقبل وماذا يخبيء لها.. وكيف هو ابن الحلال الذي من نصيبها مثلها مثل أي فتاة في مثل سنها.. ولكنها الأيام التي أرادت لها أن تعيش سيناريو طويلا وداميا سوف يفصل بينها وبين الحياة بحواجز عالية سميكة.. حواجز زجاجية يراها كل من حولها وهي ساكنة أسيرة تحت نير أنياب الموت الذي يقترب منها شيئا فشيئا يكاد ينهش حياتها البريئة في لحظات.. هم يرونها علي هذه الحال وهي لا تراهم.. ولا تعي شيئا عنهم أو عن نفسها وكأن الزمن توقف عندها في اللحظة التي سقطت فيها علي الأرض واصطدمت رأسها في سن قطعة حديدية راحت بعدها إلي عالم أخر غير عالمها تدري من أمر نفسها شيئا.!!! عندما تم نقلها إلي مستشفي قصر العيني التعليمي كلية الطب شخص الأطباء حالتها بأن القلب توقف من أثر الصدمة لمدة10 دقائق وتم علي الفور وضعها علي جهاز التنفس الصناعي وتم التعامل مع عضلة القلب المتوقفة وانعاشها حتي عادت تعمل ولكن بعد السيطرة علي الحالة تبين أنها تعاني من قصور في وظائف المخ وأجريت لها جراحة شق حنجري وأودعت في الرعاية المركزة ولكنها مازالت فاقدة لوعيها.. الأطباء قالوا أنها في حاجة إلي البقاء داخل العناية المركزة لفترة طويلة يتم خلالها التعامل معها بالعلاجات حتي تستعيد وعيها بالتدريج.. ولكن والدها رجل بسيط بعمل قدر طاقته لتدبير نفقات واحتياجات بيته الحياتية بالكاد يوما بعد يوم..! حضر محمد إلي الأهرام المسائي يناشد الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء أن يرأف بحال ابنته ويأمر بعلاجها علي نفقة الدولة كما يناشد أصحاب القلوب الرحيمة مساعدته في نفقات علاجها ويقول أن الأمل في شفائها يتجدد في قلبه ويقينه بالله كبير أنه سوف يشفيها له بمساعدة أهل الخير.