خار جسد محمد إبراهيم وظل طريح الفراش عدة أيام.. لم يستطع التماسك والتحامل علي نفسه للذهاب إلي مستشفي قصر العيني الفرنساوي وتلقي جرعة العلاج الكيماوي وحذره طبيبه المعالج من مغبة التأخير.. فلملم جسده الواهي بمساعدة أشقائه وذهب إلي المستشفي ومعه قرار استكمال علاجه علي نفقة الدولة, وكان طبيبة المعالج في انتظاره لمعرفته خطورة حالته الصحية وليشرف بنفسه علي طريقة حصوله علي الجرعة الكيماوية. كان في اعتقاد المريض أن كل شيء سيمضي علي ما يرام ويدخل فورا لخطورة حالته لتلقي العلاج ويلقي الرعاية الواجبة. كان ظنه كاذبا كسراب ماء في صحراء موحشة.. اكتشف الأهمال الصارخ وعدم الاكتراث بحياة الناس.. تركوه ولم يسأل في حالته أحد وحاول طبيبه المعالج وهو أستاذ بطب قصر العيني مساعدته في حصوله علي العلاج الفوري دون جدوي وأمام رجاء أشقائه أعطوه موعدا بعد شهر.. وعليه التحامل ومكابدة ألم مبرح ينخر في جسده الواهي! انهار المريض الشاب وسقط علي الأرض مغشيا عليه لم يعد يطيق الألم, صرخ بصوته في قلب مستشفي, قصر العيني الفرنساوي يتمني الموت لنهاية الألم. صعد أشقاؤه مهرولين إلي الطبيب مدير الرعاية العلاجية, رفض استقبالهم أو حتي الحديث إليهم, عاملهم بجفاء ويبدو أنه انتزعت منه الرحمة. ولم يكن أمامهم سوي محطة أخيرة صعدوا إليها حيث يوجد مكتب الدكتورة مديرة المستشفي وليتهم ما صعدوا حيث وجدوا سياجا أمنيا يحيط بالمكان ويمنع دخول الناس ممن لهم مظلمة إلا من يحمل كارت توصية!! انهار المريض وتدفقت الدموع في عيون أشقائه.. جلسوا علي باب المستشفي في مشهد يكشف خراب الذمم والفساد الإداري في مكان لا يحتمل أيا من هذا.