يصر الكثيرون في مصر ألان علي تحويل الصراع السياسي إلي جهاد دفاعا عن الشريعة وميلا لنزعة كفاح ديني دفعت شقيق أحد ضحايا صدام فرقاء السياسة للقول بأنه مع الشهداء لأنه كان يجاهد في سبيل الله و نصرة شريعته أمام قصر الاتحادية. وهؤلاء نجحوا في إقناع أتباعهم بأن المعركة السياسية ألان بين فصيل ديني وآخر علماني رغم أن كافة الشواهد تؤكد أنها علي المناصب السياسية, فلا الإخوان يريدون تطبيق الشريعة ولا يفضلون ذلك ولا دعاة الدولة المدنية يرغبون في نسفها وأري أن تقارب الإخوان مع السلفيين والجماعة الإسلامية ما هو إلا تحالف سياسي علي الطريقة التركية التي يعتبرونها قبلة للدولة الإسلامية رغم علمانيتها وهو ما فاجأ به أردوغان هؤلاء المتحالفين علي تسييس الشرع خلال زيارته الأخيرة لمصر. ولو عادوا إلي التاريخ السياسي للجماعة فلن يجدوا دليلا علي أن سياستهم كانت تعتمد علي القنال من أجل الشريعة, وأري أن تركيزها علي التعاون مع باقي الفصائل الإسلامية ألان ما هو إلا محاولة سياسية ربما يائسة للتغطية علي فشل سياسي كبير. فلم يكونوا في أكثر الحالات تفاؤلا يتوقعون أن أن يصبحوا أصحاب الحكم في مصر وأن يضعوا أيديهم علي خزائن الثورة ومفاتيح الثروة بداية من الأغلبية البرلمانية وتشكيل الحكومة نهاية بالملابسات التي أخذت بيد الدكتور محمد مرسي ليصبح رئيسا لمصروعندما تحقق ذلك لم ينجحوا في خلق تجربة سياسية بلا شعارات تجعل معارضيهم يجلسون علي كراسي الاحتياطي لمتابعة بناء المجتمع ونهضته. ولم تجعل الجماعة في تحولها الشكلي المؤقت من العمل السياسي إلي الجهاد الديني لنفسها حدا في التحالف والتوافق مع المشاركين في اللعبة رغم تاريخها الملئ بالتحالفات اتفاقا واستقطابا ولهذا وقف المرشد العام أمس يخطب في مصلي جنازة بعض شهداء الاتحادية بالجامع الأزهر ويتمسح بدمائهم وسط صيحات أنصار الجماعة' بالروح بالدم نفديك يا إسلام'. وذهب مؤيدو التحول المؤقت للجماعة ليحاصروا مدينة الانتاج الإعلامي لوقف أبواق المنكر والكذب والضلال علي حد قولهم وكانوا مسلحين بفتاوي تسييس الشرع كفتوي وجدي غنيم بأن معارضي قرارات الرئيس مجرمون ومأجورون يريدون إسقاط الشريعة الإسلامية ويستحقون القتل. وما لم يدرك المتلاعبون بفتاوي خلط الدين بغاياتهم السياسية وعدم العودة بالتفاوض والحوار إلي أجواء حنين والخندق واليرموك سوف تستمر الفتنة التي سيدفع ثمنها الجميع من وطنه وحياته ودينه أيضا. [email protected] رابط دائم :