فجأة افتقدت القدرة علي اختيار ما أكتب فيه رغم كثرة القضايا والموضوعات التي تزيد الشهية للكتابة ؟إلا أن الكلمات حزينة والعبارات تنزف دما والجمل تكاد تلطم علي وجهها والسطور سوداء والأوراق تستعصي علي استقبال ما تريد. حاولت استجماع القوي وقلت أهرب مما يقال عن سلق الدستور وما يتداوله الكثيرون من مداعبات من عينة يا تري انت عايز دستورك سبايسي ولا من غير ملح ؟ وكعادتي بحثت عن المسودة وقلت أقرأ ما يصوت عليه85 من أعضاء اللجنة التأسيسية من الأساسيين والاحتياطيين وللحق ومع الوضع في الاعتبار أنني لست فقيها دستوريا لم أجد ما يشين اللجنة بل وجدت موادا مستحدثة عن دستور71 لها قبول في نفسي وأن بعض تحفظاتي كانت علي قليل من العبارات والنصوص طلبها بعض الأعضاء أثناء المناقشات ولم تحظ بالأغلبية. ووجدت أن ما قامت به جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الدينية والتيارات المدنية وكل التيارات من شو واستعراض لم تكن له أي قيمة وأنه كان علينا أن ننتظر وصولا إلي الممكن اتفاقا لا استقطابا.. ثم هربت الكلمات. ووجدت أنه من الممكن أن أكتب عن صراع المليونيات سواء في ميدان التحرير الثائر ضد الإعلان الدستوري والرافض للرئيس محمد مرسي اليوم أو ما يتعلق بمليونية التأييد الإسلامي للرئيس والتي يتكاتف فيها الإخوان مع حزب النور مع الجماعة الإسلامية تحت شعار الشرعية والشريعة وكأنهما حكر علي البعض دون الآخر وضاعت الكلمات أيضا مع تزايد وتيرة الاتهامات بين الأطراف ما بين محذر من كوارث المواجهة والاحتكاك ومؤيد لنقل مظاهرات التأييد إلي جامعة القاهرة بدلا من التحرير ورافض لسياسات التهديد بمعارك دموية. وفضلت التفكير في الكتابة عن الناس الذين لا يهمهم الدستور ولا خلافات النخبة ولا يريدون إلا لقمة العيش والشعور بالأمن والبعد عن الهموم بعد أن دفعوا الكثير خلال ما يقترب من عامين من صحتهم وحياتهم ودون أن يتحقق لهم ما يريدون فقد تلاشت الخدمات وتوارت الطموحات وتصلبت شرايين التغيير وتزايدت السرقات حتي وصلت إلي سرقة الوطن وآماله وطموحاته. في النهاية, قررت أن أكتب عن الحلم فوجدته هرب مثل النوم الذي فارق عيوننا بفعل فاعل ولم يعد أحد منا يمتلك حلما وتحولت حياتنا بسبب الخلافات والاتهامات إلي كتلة من البارود والكبريت ومعهما بالتأكيد لن نتجنب الانفجار!