كل المؤشرات تؤكد أن مصر علي حافة الانزلاق إلي بحر من الرمال المتحركة جراء الأزمة السياسية التي أوشكت علي حرق البلاد في غياب تام لحوار جاد ينتشل البلاد من الهاوية. ففي كل يوم يمر دون أم في حل, أصبحت البلاد علي موعد مع كارثة جديدة, تهدد أمن الوطن واستقراره, وتباعد فرص إخماد هذه الفتنة التي تهدد بإراق دماء أبناء الوطن, وأخطر ما في المشهد, أن النخبة بدلا من أن تنخرط في حوار عاقل وفعل مسئول, دفعوا بالمواطنين الأبرياء في قلب هذه المعركة التي تحركها دوافع في معظمها لا تحقق مصالح وطنية, بل مزايدات شخصية وحزبية ضيقة, كما لا يمكن إغفال دور الإعلام الذي انحرف عن المهنية, وانجرف إلي قلب الصراع السياسي يغذي روح الفتنة وشعل نار الأزمة, من منطلقات ودوافع أيديولوجية بعيدة كل البعد عن الموضوعية ومبادئ المسئولية الاجتماعية التي نص عليها ميثاق الشرف الإعلامي, وأقصد هنا الصحف وكل القنوات العامة والخاصة والدينية والحزبية, فالجميع يرتكب الجرائم نفسها في حق هذا الشعب. لا بديل عن الحوار والجلوس علي طاولة المفاوضات بروح مخلصة, وقلب مفتوح, وشعور بأن هناك وطنا علي وشك الانهيار, ولعل تصريحات وزير العدل أمس من أنه حصل علي ضمانات جديدة من الرئيس مرسي تشمل إمكانية تأجيل الاستفتاء ومناقشة كل القضايا الخلافية إذا ما قبلت القوي الوطنية التحاور, تحمل تطورا مهما في موقف الرئيس إذا ما قورن بما جاء في خطابه أمس الأول الذي لم يقدم فيه أي حلول, بل استبعد الحديث عن الدستور وموعد الاستفتاء, وأعتقد أن هذا التغيير يمكن البناء عليه وتطويره عند الجلوس علي مائدة الحوار. وأعتقد أن هناك فرصة كبري أخري اليوم أمام الرئيس يمكن أن توفر غطاء للخروج من الأزمة الراهنة, وهي الموافقة رسميا علي تأجيل الاستفتاء كمبادرة منه لإفساح المجال أمام حوار جاد حول المواد الخلافية الأخري, ويعطي تطمينات للقوي الرافضة للحوار أن تنخرط فيه, بل يضعها أمام مسئولياتها الوطنية وأمام الشعب.. فهل يفعلها الرئيس وينزع فتيل الفتنة؟ [email protected] رابط دائم :