الرسالة الأبرز التي يمكن التقاطها من مظاهرات التحرير أمس أن الثورة مستمرة وأن الشعب قادر علي حمايتها وأنه لا بديل عن الشراكة الوطنية في صناعة المستقبل وإذا كان من متلق لهذه الرسالة فإنها لكل الأطراف المعنية بالعملية السياسية وأولها الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي تعهد بأن يكون رئيسا لكل المصريين، ومدافعا عن أهداف ومبادئ ثورة يناير ثم الجمعية التأسيسية للدستور التي يجب أن تستمع جيدا للرسالة التي هتف بها المتظاهرون وهي دستور عصري يحقق طموحات كل مصري، دستور يدخل بمصر إلي آفاق المستقبل ويفتح أمام الأج أما الطرف الثالث الذي يجب أن يستوعب الرسالة فهو جماعة الإخوان المسلمين وهي ان سياسة الإقصاء والاستبعاد لن تبني وطنا والمغالبة لن تصنع مستقبلا، والانفراد بالقرار لا يجلب الاستقرار، وإنما المشاركة هي التي تقيم وطنا وترفع أمة. ومن ثم فإن الجماعة مطالبة بأن تعيد النظر في سياساتها وتراجع مواقفها حتى تعود الوحدة الوطنية من جديد لبناء مصر الجديدة. وقد أعجبتني الدعوة الحكيمة التي أطلقها أمس الدكتور محمد البرادعي لجميع القوي الوطنية من أجل التوحد والعمل المشترك ونبذ الخلافات وفي تقديري أنه لا بديل عن ذلك ولا مفر من المصالحة الوطنية الشاملة التي تعيد الجميع إلي ميدان العمل والإنتاج لأن الأمر جد خطير وأن أركان الاقتصاد بدأت تتهاوي ودواليب الإنتاج تتداعي، بل إن كل ساعة تمر دون حلول ترفع من فاتورة الأزمة، وتفتح أبواب الفتنة، وتلك هي مسئولية النخبة التي أصبحت مطالبة بعمل وطني حقيقي ينقل الوطن إلي بر الأمان بعيدا عن الصراعات الحزبية والخلافات السياسية التي تحركها المصالح الشخصية الزائفة. ولعل الخطوة الأولي في هذا التحرك الوطني المسئول هي: الدعوة إلي حوار شامل لكل القوي للتوافق حول القضايا الخلافية في الدستور والتوصل إلي نصوص واقعية تحقق صالح الوطن وتحافظ علي تماسكه بعيداً عن التشنج والتعصب وتبادل الاتهامات علي الفضائيات، ولابد أن يقود هذا الحوار أشخاص مشهود لهم بالوطنية والخبرة السياسية بعيدا عن التصنيفات الأيديولوجية التي قسمت المجتمع ورسخت الفرقة والتشرذم، علينا استعادة روح الميدان التي أثبتت الأيام أننا كلما تخلينا عنها اختلفنا وفشلنا وتفرقنا وأصبحنا كلنا خاسرين. رابط دائم :