إلي الذين يزايدون علي مصر, ويراهنون علي فرض الوصاية علي الوطن, ويسعون إلي إشعال فتنة تحرق البلاد, وتدمر مستقبل العباد, إلي أولئك الذين يختلقون معارك وهمية.. وقضايا زائفة.. إلي كل من ضل الطرق وانحرف عن الحق.. وانجرف إلي الباطل.. إلي كل هؤلاء نقول استفيقوا من غفوتكم وعودوا إلي رشدكم ولا تلقوا وطنكم بأيديكم إلي التهلكة ولا تقذفوا بأبنائكم إلي المجهول, تذكروا أنكم لستم أوصياء علي الوطن ولستم خير أبنائه, كلنا شركاء في البناء, واعلموا أن فتنة الدستور التي أشعلتموها ستحرق الجميع يوم لا ينفع الندم. تعالوا إلي كلمة سواء.. إلي اصطفاف وطني من أجل مصر, خذوا من ثورة الشعب مرجعية ومن مبادئها منهاجا ومن شهدائها وصية, وليتذكر الجميع أن الثورة لم تقم من أجل إقامة نظام علماني أو نظام إسلامي بل أرادها الشعب دولة وسطا تحمي الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.. دولة تأخذ من الإسلام قيم العدالة ونبل الأخلاق والتسامح واحترام الآخر, دولة تصون الحقوق وتعلي الواجبات. تعالوا أيها المختلفون المتصارعون المتناحرون نعود إلي ميادين التحرير في الخامس والعشرين من يناير, لتتذكروا ما تحاولون نسيانه وتسعون إلي طمسه تعالوا نعود إلي ما اتفقنا عليه, في وثيقة كتبها شباب أطهار بدمائهم, يوم أن أشرقت شمس الحرية وتوحدت الهتافات وتلاقت الشعارات يوم أن اختفت فيه الحزبية وتوارت فيه المرجعيات الدينية فكان النصر من عند الله جزاء للمخلصين المعتصمين بحبله والمتمسكين بعدله والطالبين لرحمته. واليوم بأي أمارة يدعي فريق أو حزب أو طائفة أنه صاحب الولاية علي الدستور, وله السلطان علي مصير شعب قام بثورته من أجل أن يبني مستقبله الجديد, بروح المشاركة التي تضمن للجميع حق إبداء الرأي في الدستور الذي يريده بحرية كاملة. يا سادة: ما يحدث اليوم من صراعات تحت مظلة الدستور الجديد ما هي إلا فتنة تنذر بكارثة تهدد أمن وطن يبحث عن الاستقرار, والبناء وتذكروا أن مصر فوق الجميع ولا تكونوا سببا في إشعالها وتحويلها إلي طوائف وشيع.