شهدت محافظة بني سويف حالة من العزوف عن شراء اللحوم والخراف بسبب الأسعار الباهظة للشراء هذا العام علي مستوي اللحوم الجاموسي والبقري وكذلك لحوم الضأن. حيث تعدي سعر كيلو اللحم البلدي ال58 جنيها وكيلو الضأن القائم38 جنيها كما سادت حالة من الغضب عند الأهالي بسبب عدم وجود أماكن للتنزه في العيد, بعد أن قامت المحافظة بتأجير جميع حدائق ومتنزهات بني سويف لرجال الأعمال الذين فرضوا أسعارا باهظة علي المشروبات. وقالت رضا بدوي مديرة مدرسة علي المعاش: إن الأهالي يعانون من غلاء اللحوم وعدم توافر البديل فالفقراء لا يأكلون اللحم إلا في العيد وغالبا سيحرمون منه هذا العام أيضا ويضطر الأهالي إلي شراء الخروف أو الماعز بمشاركة سبعة أفراد حتي يستطيعوا التضحية في العيد وفقا للسنة بعد أن وصل سعر الخروف المتوسط إلي أكثر من ألفي جنيه حيث يتعدي سعر كيلو اللحم للخراف قبل ذبحه ال40 جنيها. أضاف سامح مرسي صاحب محل جزارة أن الحال نائم وعمليات البيع والشراء انخفضت لأكثر من50% عن الأعوام الماضية, معللا ذلك بتدني الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. وقال إنه يضطر للبيع بالخسارة أو بسعر الجملة ب نظام المضاربات أفضل من فساد اللحوم عنده أما بالنسبة للخراف والماعز فالكميات التي نقوم بشرائها من التجار نعيدها مرة أخري بعد أن نكون تكبدنا مئات الجنيهات في علفها وفجر سامح مفاجأة حينما أكد أن الأهالي يضطرون لشراء الكوارع والسقط بدلا من اللحوم. وأكد أسامة محجوب مستورد لحوم أنه بالرغم من رخص أسعار اللحوم السودانية والأثيوبية إلا أنها لا يمكن أن تحل محل الذبائح في العيد حيث إن الحكومة لا تسمح بدخولها إلي البلاد إلا مذبوحة وفارق سعرها ضئيل عن سعر اللحوم البلدية يجعلها أيضا تبحث عن المشتري كباقي اللحوم الأخري. وفي نفس السياق قامت جماعة الإخوان المسلمين بإقامة العديد من الشوادر لبيع اللحوم بسعر45 جنيها وهو ما يعتبره الفقير أيضا تعجيزا له للوصول لغايته في تناول اللحوم أو حتي مجرد التفكير في التضحية. فيما قال مصطفي زكي سائق: كتب علينا قضاء العيد هذا العام في المنازل خاصة وأن جميع حدائق بني سويف مؤجرة لرجال أعمال ولا تستطيع الأسر الفقيرة والمتوسطة دفع فاتورة المشروبات الإجبارية لتلك الحدائق بالرغم من أنها مجانية أو برسم رمزي خصصت في الأساس للفقراء ولم يتبق لنا إلا حديقة كورنيش النيل التي أنشئت لتعويض الأهالي عن الحدائق التي تم تأجيرها ولكن للأسف سيطر عليها البلطجية. أضاف ناصر دياب مشرف حديقة كورنيش النيل: قامت المحافظة بتأجير عدة كافتريات علي مساحة9 أمتار فقط لكل كافتريا وفقا لكراسة شروط التأجير ولكن قام أصحابها بالسيطرة علي الحديقة بأكملها بل قاموا بسرقة التيار الكهربائي وإدخال عدة ألعاب للأطفال تعمل بالكهرباء وهو ما يخالف القانون ولم يجدوا من يردعهم مما تسبب في هروب الأهالي بعيدا عن تلك الحدائق التي أصبحت متنزها للأشباح.