ما بين تغيير في خريطة الكبار في القارة, وتفوق المدرسة الفرنسية.. ولمعان المدرسة الوطنية.. ومولد عدد من المواهب الشابة جاءت أحداث التصفيات المؤهلة الي نهائيات كأس الأمم الافريقية المقبلة والمقررة اقامتها في جنوب افريقيا منتصف يناير.2013. تصفيات ساخنة ومثيرة ومليئة بالمفاجآت والظواهر فرضت نفسها علي مواجهات الادوار المختلفة في رحلة حصد15 منتخبا لبطاقات التأهل إلي نسخة الأولاد. خريطة النسخة المقبلة تشير إلي وجود6 منتخبات جديدة بالإضافة إلي جنوب افريقيا المنظم تشارك هذه المرة ولم تكن موجودة في نسخة غينيا الاستوائية والجابون فهناك, من عاد إلي البطولة بعد غياب دورة واحدة, وهما منتخبا نيجيريا والجزائر.. وهناك من عاد بعد غياب دورتين مثل توجو وهناك من عاد بعد غياب دام31 عاما, وهو منتخب أثيوبيا, وهناك من تأهل لأول مرة في تاريخه وهو منتخب الرأس الأخضر. والوجوه الجديد في البطولة هي: جنوب افريقيا والكونغو والرأس الأخضر, ونيجيريا, والجزائر وتوجو, وإثيوبيا, وهي منتخبات حلت محل السودان, وغينيا الاستوائية, والجابون, وليبيا, وغينيا, والسنغال, وبتسوانا لتصل نسبة التغيير إلي40% والذي تسبب في ابتعاد العديد من المنتخبات الكبيرة في القارة التي كتب خروجها مفاجآت التصفيات وأبرزها المنتخب بطل نسخ2010,2008,2006, والذي يغيب للمرة الثانية علي التوالي بعد خسارته أمام افريقيا الوسطي4/3 بمجموع للقاءين في الدور الثاني, ولحق به منتخب الكاميرون الذي جدد الفشل وودع التصفيات بعد سقوطه أمام الرأس الأخضر بهدفين دون رد في ذهابا ثم فاز بصعوبة في لقاء العودة بهدفين لهدف وفشل في التأهل للمرة الثانية. وتعد الكرة العربية الأكثر تضررا من هذا التغيير, وفقد فقدت3 مقاعد في البطولة عقب خروج منتخبات مصر, وليبيا, والسودان.. وكان من الممكن الحصول علي مقعدين من خلال مصر, والسودان إلي جانب الجزائر, والمغرب, وتونس. المدرسة الفرنسية في المقدمة.. ظاهرة ترتبط بعالم المديرين الفنيين, ولكن الأجانب هذه المرة بعد نجاح الوافدين من فرنسا في قيادة أكبر عدد من المنتخبات للتأهل إلي البطولة.. ويتصدر المشهد هيرفي رينارد بطل كأس أمم افريقيا الماضية الذي قاد زامبيا لتجاوز عقبة أوغندا بصعوبة, وعبر ركلات الترجيح, والحفاظ علي مقعد في النسخة المقبلة يدافع فيها عن لقبه. يليه الفرنسي من أصل بوسني وحيد خاليلو دزفيتش المدير الفني لمنتخب الجزائر الذي حسم القمة العربية ذهابا وإيابا أمام المنتخب الليبي, وفاز3/ صفر بمجموع اللقاءين ليتأهل محاربو الصحراء إلي النسخة المقبلة بعد غياب دورة واحدة. وقدم جانزو المدير الفني الجديد لمنتخب مالي أوراق اعتماده سريعا, وقاد فريقه صاحب برونزية النسخة الماضية لتفوق كامل علي بتسوانا, والتأهل بأعلي نتيجة وهي7/ صفر ذهابا وايابا, واعاد المدرب الشاب الهدوء والاستقرار الذي غاب عن المنتخب بعد استقالة مواطنه آلن جيرس. ويبرز أيضا الوجه الجديد صبري لموشيه المدير الفني لمنتخب كوت ديفوار الذي حقق نجاحا سريعا مع الافيال, وقاد الفريق لصعود مستحق علي حساب السنغال والفوز2/4 ذهابا, و2/ صفر ايابا مع تقديم كرة قدم جميلة. المدرسة الوطنية تكسب في التصفيات.. عنوان لظاهرة مدوية سار عليها الكبار قبل الصغار في القارة بعد اسناد منصب المدير الفني لنجوم سابقين ووطنيين, والتخلي عن المدرب الأجنبي, ويتقدم المنتخبات الاكثر استفادة من هذه الظاهرة منتخب المغرب الذي حقق معجزة بانقاذ بطاقة صعوده عندما فاز في أول مباراة له تحت قيادة رشيد الطاوسي علي موزمبيق بأربعة أهداف دون رد ليعوض السقوط ذهابا بهدفين مقابل لاشيء, وهي الهزيمة التي اطاحت بالبلجيكي إيريك جيرتس, والمثير ان الطاوسي لايكلف خزينة المغرب سوي20% فقط من راتب جيرتس قبل اقالة الأخيرة. ويظهر في الصورة منتخب نيجيريا الذي استعاد مكانته بين كبار افريقيا, وعاد للظهور مجددا في البطولة تحت قيادة نجمه القديم ستيفن كيشي المدير الفني الذي حاز علي تأهل مستحق عقب خوضه4 مباريات لم يخسر فيها وحسم البطاقة بفوز كبير علي ليبيريا بستة أهداف مقابل هدف, وهو أكبر انتصار للنسور الخضر في آخر8 أعوام.. وجدد كيشي دماء المنتخب بجيل جديد من اللاعبين. ومن الكبار أيضا منتخب غانا الذي يعتمد علي كواسي أدياه منذ ابريل الماضي, وحقق أدياه بداية جيدة عبر بوابة التصفيات وخاض لقاءين أمام مالاوي وحقق فيها الفوز سواء2/ صفر ذهابا في أكرا أو1/ صفر ايابا في كمبالا سيتي, وجدد آدياه دماء المنتخب وقدم العديد من الوجوه الشابة في الفترة الماضية. وحافظ سامي الطرابلسي المدير المدير الفني لمنتخب تونس علي سلسلة نتائجه الجيدة منذ حصوله علي المنصب مطلع العام الماضي وقاد نسور قرطاج هو الآخر للتأهل علي حساب سيراليون للنسخة الثانية علي التوالي. وهناك بيشاو المدير الفني لمنتخب إثيوبيا وصاحب أحدي أبرز مفاجآت البطولة من خلال الاطاحة بالمنتخب السوداني من الدور الثالث عقب الفوز2/ صفر إيابا بعد خسارته5/3 في الخرطوم خلال جولة الذهاب. تصفيات النجوم الجدد عنوان آخر يفرض نفسه علي التصفيات عقب لمعان العديد من المواهب الشابة خاصة في المنتخبات ال15 المتأهلة إلي نهائيات كأس الأمم الافريقية. ويتقدم هؤلاء دومينيك أدياه مهاجم أرسنال كييف الاوكراني, وايمانويل كلوتي المنتقل إلي الترجي التونسي, وهما دويتو هجوم منتخب غانا الجديد, وسفيان فيغولي, ورياض بودبوز, وسوداني مثلث الرعب الجزائري الذي سجل5 أهداف خلال التصفيات. ويبرز أيضا عبدالعزيز برادة نجم خيتافي الاسباني والمهاجم الأول للمنتخب المغربي, الذي لعب دور البطولة في قيادة أسود الاطلسي للصعود الصعب علي حساب موزمبيق, وسجل هدفا وصنع هدفين من ثلاثية فريقه. ولمع بشدة في التصفيات دروجبا الكرة الافريقية الجديد مبوكاني هداف فريق أندرلخت البلجيكي ومهاجم منتخب الكونغو الذي سجل4 أهداف خلال مشوار فريقه في التصفيات كان لها مفعول السحر.. وبرز صلاح الدين الطيب مهاجم منتخب إثيوبيا الذي قدم أوراق اعتماده في مباراة واحدة التي جمعت بلاده بالسودان في أديس أبابا, وشهدت تسجيله هدفا وصناعة آخر لتفوز إثيوبيا2/صفر وتتأهل إلي البطولة لأول مرة منذ31 عاما. وبرز العديد من الوجوه الجديدة عبر بوابة منتخب نيجيريا يتقدمهم أحمد موسي لاعب الوسط المحترف في الدوري الروسي, وصانع الالعاب الأول في تشكيلة النسور الخضر حاليا.