دعا محمد عصمت سيف الدولة مستشار رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية الشعب المصري الي الضغط علي صانع القرار قبل انتهاء الحالة الثورية التي تجعل العالم فيها يحترم رغبات الشعوب. علي ان تكون البداية بفرض السيادة المصرية الكاملة علي سيناء واعادة النظر في أعداد وتسليح الجيش المصري وتعديل اتفاقية كامب ديفيد بما يحقق المصلحة المصرية حيث أكد أن الدعم الشعبي في هذا الاطار هو الضمانة التي تقوي موقف المفاوض المصري بعيدا عن الصراع الدائر في مصر حاليا علي السلطة. وحدد سيف الدولة في حواره مع الأهرام المسائي هذه القضايا بداية من تحرير مصر من جميع بقايا اثار الهيمنة الأمريكيةوالغربية وكذلك كل اثار الهيمنة الاقتصادية من خلال روشتات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والعمل علي مواجهة استئثار فئة قليلة لا تتجاوز بضعة الاف ب40% من ثروة مصر في ظل معدلات فقر كبيرة يعاني منها ملايين المصريين. ** بداية ماهي مهام مستشار رئيس الجمهورية تحديدا؟ وكيف تتم هذه الاستشارة ولمن الفصل في حال كان هناك خلاف أو اختلاف؟ * أولا قصة الفريق الرئاسي ولدت بميدان التحرير في الفترة من25 يناير الي11 فبراير2011 وكان ذلك لحل مشكلة أنه لاتوجد قيادة موحدة للثورة فكان التفكير في مجلس رئاسي مدني وبعد تنحي مبارك عن الحكم تم التأكيد علي أنه بدلا من تسليم السلطة للمجلس العسكري يجب تشكيل مجلس رئاسي مدني وتكرر هذا المطلب مع كل مشكلة واجهتنا وللأسف تعثرت الفكرة حتي انتهت الجولة الأولي من انتخابات رئاسة الجمهورية وجاءت الجولة الثانية فتوافقت مجموعة من القوي الوطنية مع الدكتور محمد مرسي علي ضرورة وجود فريق رئاسي ومؤسسة رئاسة تجنب مصر حكم الفرد علي أن يكون هذا الفريق معبرا عن أكبر قدر ممكن من الأطياف السياسية في مصر, وبناء عليه فبعد الانتخابات الرئاسية شكل رئيس الجمهورية الفريق الرئاسي ولذلك فان الفريق الرئاسي المفروض أن يكون تعبيرا عن القوي السياسية في مصر ودور أعضاء الفريق ليس سماع كلام رئيس الجمهورية أو الدفاع عنه والترويج له في الأوساط السياسية وانما دورنا نقل رأي المصريين كشعب والقوي السياسية المصرية بما فيها القوي المعارضة الي مؤسسة الرئاسة أي نقل وجهة نظر المجتمع المصري الي الرئيس والدفاع عنها والقيام بدور معارض وضاغط في القضايا الرئيسية التي تطلبها القوي السياسية داخل الفريق الرئاسي لذلك فأنا أسميه فريق رئاسي ثوري وغالبية الشخصيات غير الحزبية الموجودة فيه هي شخصيات مستقلة فكريا ووطنيا ومنذ20 عاما أو أكثر وكل منها يحمل مشروعه الوطني الخاص الذي كان يعارض مبارك علي أساسه, وقد قبل المشاركة في هذا الفريق الرئاسي لكي ينتصر للمشروع الذي نادي من أجله. ** وماذا عن مشروع محمد عصمت سيف الدولة لمصر الذي سينتصر له كمستشار لرئيس مصر؟ *بجانب معارضتي لنظام مبارك لأنه كان نظاما فاسدا وطبقيا ومستبدا فقد مكن الولاياتالمتحدةالأمريكية من الهيمنة الكاملة علي مصر وفقا للنظرية الشهيرة بأن99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا وبالتالي فان مشروعي الرئيسي قائم علي فكرة استقلال مصر عن التبعية الأمريكية بجانب تحريرها من القيود الأمنية والعسكرية المفروضة عليها في سيناء بموجب المادة الرابعة من معاهدة السلام التي تحول دون مقدرتنا علي فرض كامل سيادتنا وحماية سيناء من اعادة احتلالها مرة أخري أو من أي أعمال ارهابية أو اجرامية مثل تجارة المخدرات والأعضاء البشرية وغيرها, وعندما أبلغت بترشيحي للفريق الرئاسي وأنا أعلم أن الدكتور مرسي وجميع القوي السياسية ومن بينها جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والقوي السياسية الأخري تعلم عني أن هذا هو مشروعي الرئيسي فقد فهمت الدعوة علي انها استدعاء لمشروعي الذي أؤمن به لكي يكون جزءا من مستقبل مصر, ولذلك فأنا أري أن الفريق الرئاسي يجب أن يكون دوره الانتصار لمصر الثورة وفقا لمشروعاتنا الثورية التي كنا نناضل من أجلها ليس فقط بعد11 فبراير2011 وانما ما كنا نناضل من أجلها منذ عقود طويلة. **ولكن هناك اتهامات بأن تشكيل فريق رئاسي في هذه المرحلة هو لمجرد تجميل صورة النظام بدليل أن غالبية اعضائه تنتمون بشكل أو بآخر للتيار الاسلامي كما ان فكرة تشكيل مجلس رئاسي مدني كانت مرفوضة من جانب الاخوان قبل الانتخابات الرئاسية؟ * هناك مجموعة من الشخصيات وفقا لتركيبتها الشخصية والفكرية والسياسية وطرحها الجذري لاتقبل أن تكون ديكورا ثم ان من يريد أن يصنع ديكورا تجميليا لنفسه فلديه بدائل كثيرة أسهل من هذه الشخصيات الموجودة في الفريق الرئاسي الحالي الذين يمكن أن يصنعوا مشاكل كثيرة اذا شعروا أنهم مجرد شكل صوري فهم غير قابلين للترويض والاخضاع,واذا كان في نية الرئيس محمد مرسي أن يصنع فريقا رئاسيا ديكوريا كان سيختار اخرين لكي لايكون لديه وجع دماغ طول الوقت ولذلك فأنا أنفي هذا الاتهام والأيام بيننا. **الفريق يضم مساعدين ومستشارين فما الفرق وكيف تقدم الاستشارة؟ **المساعد درجة أعلي في علاقته برئيس الجمهورية بمعني أنه متفرع لكن المستشار فهو غير متفرغ والمساعد قد يكون أقرب الي الموظف أما المستشار غير موظف ولكن الاجتماع دائما مايكون حتي الان مشتركا في إطار حوار حر ديمقراطي وكأننا علي مائدة مستديرة تضم رئيس الجمهورية والمساعدين والمستشارين يتم التحاور فيها رأسا برأس. ** بالعودة الي مشروعك الوطني فالبداية ستكون من سيناء التي لا ندري ماذا يحدث بها علي وجه الدقة والي ماذا سيصل الأمر خاصة مع تعدد المخاطر هناك؟ * بعد حرب1973 وانزعاج الولاياتالمتحدةالأمريكية واسرائيل من أن مصر لاتزال قادرة علي القيام بهذا النوع من أنواع الحروب فقد قررتا أن يتم تفكيك مصر التي انتصرت في هذه الحرب صامولة صامولة ومسمار مسمار واعادتا صياغة مصر وفقا لمشروع محدد اسميه الكتالوج الأمريكي لمصر وهو الدستور الفعلي لمصر من وقتها ويتكون من خمسة أبواب أهمهم الخاص بسيناء ولذلك فان الولاياتالمتحدةالأمريكية أعادت تأسيس النظام الحاكم في مصر السادات.. مبارك بحيث يكون علي رأس أي نظام أو حكومة طبنجة مسلطة طوال الوقت فحواها أن سيناء يمكن اعادة احتلالها مرة أخري وقد فعلوا ذلك من خلال تجريد ثلث سيناء المسمي بالمنطقة ج من القوات المسلحة المصرية تماما وتجريد وسط سيناء وهي منطقة كبيرة بعرض109 كيلو مترات من القوات المسلحة تقريبا وقصرها علي4000 عسكري حرس حدود مسلحين بأسلحة خفيفة وتقييد المنطقة أ بجوار قناة السويس بحوالي22 ألف جندي مصري فقط و230 دبابة, مع العلم بأننا عبرنا في السادس من أكتوبر1973 ب80 ألف مقاتل مصري و1000 دبابة, وقد قبل أنور السادات عام1974 ذلك في مفاوضات فض الاشتباك الأول و يا للأسف ويا للعار بعودة هذه القوات مرة أخري الي الضفة الغربية لقناة السويس تبقي لدينا هناك7000 جندي مصري و30دبابة وهي الواقعة التي قال عنها هنري كيسنجر في مذكراته أن الجمسي بكي فيها, وعندما ذهبنا لتوقيع اتفاقية السلام والتي استقال فيها3 وزراء خارجية قبلنا ربع القوات التي عبرنا بها في6 أكتوبر بحيث أصبحت النتيجة النهائية أن ثلثي سيناء مجرد من السلاح والأسوأ من ذلك أن قوات حفظ السلام الموجودة في سيناء لا تخضع للأمم المتحدة كما هو متبع في جميع بلاد العالم, فلقد تعرضت مصر لخدعة استراتيجية من الولاياتالمتحدةالأمريكية بموجبها تم استبدال قوات الأممالمتحدة المماثلة لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان بقوات ام اف أو لا تخضع للأمم المتحدة وانما هي قوات تخضع للادارة الأمريكية مباشرة ومديرها هو سفير سابق بوزارة الخارجية الأمريكية علي الدوام والحالي هو ديفيد ستارفيلد, وبناء علي هذا الأمر يصبح علي كل نظام مصري أن يحرص علي عدم اغضاب اسرائيل أو الولاياتالمتحدةالأمريكية ليس فقط في شأن العلاقات المصرية الاسرائيلية وانما في شأن العلاقات المصرية الأمريكية ومقاومة الارهاب والتسهيلات العسكرية والملف الاقتصادي والعلاقات مع السودان والدول العربية وغيرها لأنه كلما قرر النظام المصري أخذ قرار مستقل يمكن أن يغضب الادارة الامريكية يتم تهديده ب الطبنجة المسلطة ويذكرونه بامكانية عودة سيناء الي الوضع الذي كانت عليه في1967 ولكن بعد الثورة لم يعد أحد يمكنه أن يمس ذرة تراب من أرض سيناء بسوء. ** وما الذي تغير تحديدا؟ * أننا في حالة ثورية تقول بوضوح أنه اذا فكر أحد في أن يمس ذرة تراب واحدة من أرض سيناء سيجد الملايين من المصريين الثائرين الذين لم يعد أحد يمكنه السيطرة عليهم عندما تكون هناك قضية جادة وسيكونون جنبا إلي جنب مع قواتهم المسلحة في هذه المسألة وبالتالي فان اسرائيل تتوهم استمرار استخدام سيناء كفزاعة لاخضاع ارادة مصر فهذا الأمر غير ممكن لكن هذا الكلام لابد أن يتم تدعيمه قبل ان تنتهي الحالة الثورية بتعديل المادة الرابعة من معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية التي تنص علي تقييد وتجريد سيناء من القوات المسلحة المصرية. * لكن هذا المنطلق لم يكن رأي الشارع الثوري؟ ** صحيح وكانت النتيجة أنه منذ25 يناير وحتي الان تم تهديدنا مرات بتهديدات تخص سيناء أولها بعد أن جاء السيد نبيل العربي كأول وزير الخارجية مصر بعد الثورة وصرح بأننا لن نصبح كنزا استراتيجيا لاسرائيل وأننا سنقوم بفتح المعابر بما يحقق الحقوق الانسانية للشعب الفلسطيني نقل لنا موقع نيوز وان الاسرائيلي في أول يونيو2011 أن نتانياهو اتصل بأوباما وأبلغة أننا لم نعد نصبر علي ما يتم في سيناء وأن كل الاحتمالات أمامنا بما فيها اعادة احتلال سيناء مرة أخري ولم تتحرك النخبة المصرية والتهديد الثاني نهاية ديسمبر2011 ويناير2012 هددتنا الولاياتالمتحدةالأمريكية بقطع المساعدات العسكرية عن مصر ليس لأننا أعلنا الحرب علي اسرائيل أو خرقنا اتفاقية كامب ديفيد ولكن لأن هناك قاضيا مصريا أراد أن يقوم بواجبه فذهب يسأل خواجة أمريكي هل لديه تصريح للعمل في مصر أو لا فكانت النتيجة تهديد الولاياتالمتحدة لنا وقيام الأجهزة المسئولة في مصر وقتها بتسفير المتهمين وعندما سأل الشعب المصري لماذا تم ذلك خرج علينا خبير عسكري سابق في احدي القنوات الفضائية ليقول اننا قمنا بتسفيرهم لأننا أبلغنا من الولاياتالمتحدةالأمريكية أنه قد يكون هناك عمل عسكري ضدنا تقوم به اسرائيل في سيناء, والتهديد الثالث حدث بسقوط5 جنود شهداء لنا في أول أغسطس2011 ولم نتحرك لأننا لا يوجد لنا أمن أو سيادة في سيناء, مثلما كان الحال عندما سقط لنا16 جنديا في أغسطس2012 ولم نتحرك, وهنا يجب التساؤل أنه رغم الانفلات الأمني الشديد في كل مصر بعد الثورة الا أن الجريمة البشعة بالاعتداء علي جنود للقوات المسلحة لم ينجح الا في سيناء وذلك بسبب أنه ليس لدينا قوات مسلحة أو سيادة هناك فمنذ عدة أيام قامت مجموعة ارهابية بالاعتداء علي مديرية أمن العريش وكل ذلك بجانب وجود تجارة مخدرات علي البحري في سيناء وكذلك تجارة اعضاء بشرية وارهابيين سواء لهم علاقة باسرائيل أو ليس لهم علاقة بها فضلا عن أن المواطن لا يستطيع الحياة هناك بسبب فقدان السيادة المصرية وكل ذلك يستلزم اعادة النظر في المادة الرابعة من معاهدة السلام الخاصة بالترتيبات الأمنية وتعديلها بما يسمح لمصر بفرض سيادتها كاملة, وكل من كانوا يتهمون من يدعون لذلك أيام مبارك بأنه داعية حرب نقول لهم كفي فأنتم تعلمون أن مصر لم تقم طوال تاريخها بالعدوان وحروبها دائما كانت لتحرير أراضيها وعندما كادت تحرر أراضيها في1973 تدخلت الولاياتالمتحدةالأمريكية لمنع تقدم القوات المصرية لتحرير الأرض المصرية وليس للعدوان علي اسرائيل وبالتالي كفي اخافتنا فالمصريون عن بكرة أبيهم يريدون فرض سيادة كاملة علي سيناء ومن يطرحون فكرة أن تنمية سيناء هي الحل أقول لهم أن التنمية شيء رائع ولكن وحدها لا تكفي لان تنمية بدون سلاح أو قوات مسلحة وأمن تصبح مثل من يضع هذه التنمية رهينة في يد اسرائيل ولابد أن نذكر بعضنا البعض بأنه عندما هددتنا اسرائيل بالعدوان علي مدن قناة السويس أثناء حرب1967 للضغط علي القيادة المصرية لكسرها واعلان استسلامها قررت القيادة المصرية تهجير مدن القناة واخلاءها من السكان حتي لا يكون اصبع مصر تحت ضرس اسرائيل وبالتالي فالقاعدة الرئيسية ألا تضع مواطنيك الامنين السالمين تحت رحمة المدافع والدبابات الاسرائيلية اذا لم يكن لك مدافع ودبابات مصرية تدافع عنهم والتنمية بدون سلاح بمثابة تحلية سيناء وتقديم مزيد من الاغراء للأطماع الاسرائيلية لاعادة احتلالها ولذلك يجب أن يسبق التنمية أو يصاحبها تسليح سيناء بحرية علي الوجه الأكمل. * ما الذي نملكه من أوراق ضغط تدعم موقفنا في هذا الأمر؟ ** أي مفاوضات بيننا وبين الأطراف المختلفة سواء المجتمع الدولي أو الولاياتالمتحدةالأمريكية أو اسرائيل سيكون الرد الأول هو الرفض وبالتالي فالطريقة الوحيدة للفوز بالقدرة علي فرض ارادتنا أن يكون المفاوض الرسمي المصري مسلحا برأي عام شعبي قوي يضغط في هذا الاتجاه فلا يمكن لنا أن ننتصر أو نحقق رغبتنا في المفاوضات وهي الطريق الامن لتعديل كامب ديفيد الا بوجود رأي عام دافع قوي يظهر المفاوض الرسمي من خلاله أن القرار ليس بيده ولكن بيد الشعب المصري. والان الشعب المصري يرغب في ذلك ولكن في قلبه ولا يعلنه ولا توجد قوي شعبية حاليا تعبر عن هذه الرغبات في الشارع السياسي لأن قادة الرأي العام من النخبة السياسية بجميع تياراتها من ليبراليين واسلاميين وغيرهم لا يوجهونه في هذا الاتجاه لأنهم مشتبكون مع بعضهم البعض في صراع علي ملف واحد فقط هو الملف السياسي والدستوري وهو برغم أهميته الا أن هناك ملفات كثيرة لا تقل أهمية ومنها ملف الامن القومي المصري. واذا توافقنا في تأسيس جبهة وطنية واحدة يكون خطابها للرأي العام لترجمة الرغبة في تحرير سيناء من المادة الرابعة لاتفاقية كامب ديفيد وفي هذه الحالة سنستطيع البدء ونحن واثقين في أنفسنا خلال المفاوضات خاصة وأنه في القانون الدولي واتفاقية فيينا للمعاهدات الصادرة سنة1969 ما يساعدنا في موقفنا كما أن لدينا من أساتذة القانون الدولي والخبراء المتميزين وكذلك السفراء والدبلوماسيين من أصحاب الخبرة ومعركة طابا دليل علي ذلك وجميعهم بالمنطق والقانون والجغرافيا يمكنهم ذلك ثم أن طبيعة التعديلات العسكرية ستحددها قواتنا المسلحة بخبرتها في هذا الجانب كما ان هناك مادتين في معاهدة السلام تعطينا حق طلب اعادة النظر وهي الرابعة والسابعة ولكن العقبة الرئيسية أمام هذا كله هو الصراع الحاد علي السلطة في مصر حاليا وهو ما يضعف المناعة الوطنية لمصر ويضعف من موقف المفاوض الرسمي المصري حيث التشكيك في كونه يمثل المصريين جميعا. **ملف علاقتنا مع اسرائيل مرتبط بشكل وثيق بعلاقتنا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية.. لكن ما يطلبه المصريون الآن هو أن نكون ندا فما تعليقكم؟ * اذا تبنت القوي السياسية والشعب المصري هذا الموقف فلا مجال لكي تسمح أو لا تسمح فالتيار الاسلامي اتهم بأنه يعيد انتاج نظام مبارك في قضية صندوق النقد الدولي ولكنه فاجأنا بالتضحية بالعلاقات الاستثمارية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لأن كبرياءه الديني جرح في قضية الفيلم المسئ.. وهذه هي شخصيتنا حيث عدم قبول الجرح أو الاهانة من الآخر وإذا كانت هناك ارادة سياسية مدعومة برأي عام شعبي وقوي سياسية متوحدة علي موقف وطني واحد فلن يكون هناك فرصة امام أي طرف خارجي ليسمح أو لا يسمح لنا في أي شئ. **وهل يمكن الاستغناء تماما عنها وخاصة مع وجود جزء كبير منها مساعدات عسكرية؟ *المساعدات الحقيقية ليست مساعدات أمريكية إلي مصر ولكنها مساعدات مصرية إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية!! ولكن النصب الأمريكي ونظام مبارك هم من كانوا يوحون لنا بعكس الحقيقة.. فمن واقع عدة تقارير للكونجرس الامريكي اهمها تقرير نشر عام2006 عندما طالب أحد الاعضاء الموالين للصهاينة بقطع المساعدات الأمريكية عن مصر ردت الادارة الامريكية بتقرير جاء فيه أن مصر لا غني عنها وانها شريك رئيسي في مكافحة الارهاب بالمفهوم الامريكي لمعني الارهاب وأن مصر قدمت لأمريكا تسهيلات عسكرية كثيرة سواء للطيران أو السفن الحربية في قناة السويس ولولاها لما استطاعت تحقيق النجاح في أفغانستان والعراق, وأن مصر هي قائدة السلام في الشرق الأوسط وأنها حليف وهو ما يعني أننا نقدم للولايات المتحدةالأمريكية مساعدات في صورة دعم لوجيستي, ومسألة الاستغناء عن المعونات الأمريكية التي تقدر ب1.3 مليار معونة عسكرية كل عام مقابل من2.5 إلي3 مليار كل عام لاسرائيل لضمان تفوقها علينا فضلا عن التحكم فينا من خلال قطع الغيار والدوائر الالكترونية المتحكمة في الأسلحة واستخدام ذلك لضمان التفوق العسكري الاسرائيلي ليس فقط علي مصر ولكن علي كل الدول العربية. ومن قبل الثورة وكل القوي الوطنية المصرية تصرخ بأن القبول بذلك غير معقول ولا يمكن ان تكون مصادر تسليحنا هي نفس مصادر تسليح العدو الذي يمثل خطرا دائما علينا, ولابد ألا يكون التسليح المصري محتكرا من أي دولة خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية, والفرصة الان بعد الثورة ان نقوم بتفكيك صواميل الهيمنة الأمريكية التي صنعها مبارك والسادات وهذا هو الوقت المناسب لحدوث ذلك لأننا نعيس حالة ثورية يحترم فيها العالم رغبات الشعوب. ** ماذا عن السودان؟ * المبدأ الحاكم اننا أولي بالسودان من أي طرف اخر والاشكالية أن مصر طردت من السودان في ظل نظام مبارك وتم اعطاء تفسيرات كثيرة لهذه المسألة, وفي اخر عهد مصر مبارك كان هناك تنسيق وعندما تقدمت مصر وليبيا مجتمعتين بمبادرة لحل مشاكل السودان بين الشمال والجنوب أبلغتهما الولاياتالمتحدةالأمريكية بألا يتدخلا, وتبنت مبادرة منظمة دول شرق أفريقيا. وهي منظمة وثيقة الصلة بأمريكا وسلسلة من الاجراءات تمهد بقوة إلي فكرة الانفصال. ومنذ خرجت مصر من السودان وتركت الساحة لأمريكا واسرائيل كانت النتيجة تقسيم السودان والان هناك محاولات جديدة لتقسيم السودان تحت أي مسمي فحق الشعوب في تقرير مصيرها لا يعني تجزئة وتفتيت الأمم ولابد من ابداء النصيحة والضغط لحل الصراعات بعيدا عن مزيد من تقسيم السودان المنصوص عليه في كل التصورات الاستراتيجية الأمريكية والصهيونية لتفتيت السودان لأربع أو خمس دويلات كأحد الأهداف الرئيسية في اطار تفتيت المنطقة العربية, ومن هنا فالعلاقات المصرية مع السودان يجب أن تكون قائمة علي فكرة وحدة السودان والتكامل الاقتصادي بينهما ومد خط سكك حديد وطرق للحفاظ علي المصالح المشتركة في مياه النيل.