لم يعد طرد شاغلي وحدات السكن الإداري بالحكومة والشركات القابضة والهيئات بعد بلوغهم سن الإحالة للتقاعد, أمرا مقبولا في ظل مبادئ ثورة25 يناير التي رفعت شعار الحرية والعدالة الاجتماعية, فليس هكذا نكرم قدامي الموظفين والعاملين الذي أفنوا حياتهم الوظيفية في خدمة الدولة, حتي تتعرض أسرهم للتشرد. وفي أسوان ينتظر العشرات من العاملين القدامي بشركة الصناعات الكيمياوية كيما مابين لحظة وأخري طردهم من الوحدات التي يشغلونها حاليا ومنذ30 عاما, بعد قيام الشركة بإنذارهم رسميا بالإخلاء دون توفير البديل. الغريب أن هناك حالات مشابهة وفي نفس المنطقة نظرت إليها الهيئات الأخري مثل السد العالي وخزان أسوان بمنظور البعد الاجتماعي فقامت بتمليكهم الوحدات التي يشغلونها كسكن إداري تقديرا لما قدموه طوال خدمتهم الوظيفية. وفي الوقت الذي يطالب فيه العاملون المحالون إلي التقاعد بتفعيل بنود عقد الاتفاق الموقع ما بين الشركة والجمعية التعاونية لبناء المساكن للعاملين بشركة كيما, وهي البنوك التي تتضمن تخصيص نسبة20% من المساكن للمحالين إلي المعاش وأسر العاملين المتوفين خلال الخدمة, ويطالبون بالأنتظار لحين الانتهاء من بناء المرحلة الثالثة من مشروع الجمعية الذي يقام بالمنطقة ذاتها, فإن الدكتور جمال إسماعيل نائب رئيس الشركة أكد أن عددا كبيرا من العاملين السابقين يمتلكون مساكن بديلة ضمن مشروعات الجمعية بالقاهرة أو الإسكندرية, وأنه لا مانع من منح الآخرين من الذين لا يمتلكون هذه الوحدات مهلة لحين الانتهاء من المرحلة الثالثة الحالية. البداية وكما يقول حسب الله محمد عثمان مدير عام الاستحقاقات والتأمينات السابق بالشركة أنه التحق بالعمل بكيما عام1976 وشغل الوحدة الحالية طوال فترة وظيفته مستقرا مع أسرته, حتي فوجئ اخيرا بالشركة تنذره رسميا بالإخلاء الفوري, ويقول هل هكذا يكون جزاء العمر الذي قضيناه في الخدمة, ويضيف كنا من أكثر الموظفين إخلاصا في العمل ووقفنا ضد توجهات النظام السابق لبيع الشركة بعد تعرضها للخسارة, وكانت رواتبنا وقتها لا تكاد تكفي قوت يومنا, فماذا نفعل الآن وأمامنا أسبوعان مهلة للإخلاء حسب ما تطالب به الشركة, وأين نذهب بأسرنا التي تعودت علي السكن بالمساكن والمنطقة ومن أين ندبر البديل والمقابل المادي الذي يحتاجه, ويطالب حسب الله رئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية المهندس يحيي مشالي, وهو الذي كان رئيسا لمجلس الإدارة حتي فترة قريبة ونجح علي حد قوله بحب العاملين في أن يقفز بالإنتاج قفزة هائلة بأن يتدخل لوقف ما وصفها بالكارثة التي ستحل علي أسر عديدة, من جانبه قال الدكتور جمال إسماعيل نائب رئيس مجلس إدارة شركة الصناعات الكيماوية كيما أسوان إن الغرض من إخلاء السكن الإداري هو منح الفرصة للعاملين الحاليين بالشركة والمصانع في السكن, خاصة وأن الوحدات الإدارية ترتبط بالبقاء في العمل الوظيفي, وقال إسماعيل إن معظم الذين يعترضون علي الإخلاء يمتلكون وحدات سكنية أخري سواء في جمعية الإسكان بأسوان أوالقاهرة أوالإسكندرية, وأن من بينهم من حصل علي وحدات أخري ضمن مشروعات محافظة أسوان بالصداقة والمحمودية والعقاد. وأكد أن الشركة لا تمانع في أن تمهل غير الممتلكين لوحدات أخري مهلة لحين الانتهاء من المشروع الثالث من إسكان الجمعية, طبقا للاتفاق الموقع معها والذي يقضي بتخصيص20% من الوحدات للمحالين للمعاش وأسر المتوفين