انتشرت الأسواق العشوائية بشوارع القاهرة والمحافظات حتي اصبحت بمثابة قنابل موقوته أو سرطان يجب استئصاله بعدما شل حركة المرور والمشاه, في حين يري الباعة الجائلون أن حقهم المشروع هو البيع علي أرصفة الطريق بعدما تقطعت بهم السبل ولم يجدوا مصدر رزق آخر وانها حماية لهم من أن تمتد يدهم للسرقة أو التسول أو حتي تجارة المخدرات فالكثير منا يلوم الباعة داخل المترو ووسائل المواصلات العامة دون النظر الي حكاياتهم المأساوية التي دفعتهم الي هذا الطريق وتحمل اهانة الزبائن وأفراد الأمن وحرارة الجو فالدولة دائما تتبع أسلوب البطش والمداهمة دون ايجاد حل جذري ينشلهم من الفقر ويساعدهم في الحصول علي الرزق دون ايذاء أحد لتبقي المشكلة قائمة والبديل مجهول. فتقول سعدية ابراهيم بائعة بشارع62 يوليو أرملة وأم لاأربعة أطفال أن مصدر رزقها الوحيد بعد وفاة زوجها هو بيع طرح المحجبات علي أرصفة الطريق خاصة وأن زوجها ليس له معاش حكومي لأنها مهنته الأساسية مشيرة الي أنها اعتادت علي مداهمات أفراد الشرطة والحملات ولكن ماباليد حيلة, فهي لاتمتلك المال لتأجير محل تبيع فيه بضاعتها البالية رخيصة الثمن وأ ن أكل العيش واحتياجات أولادها هي مادفعتها لذلك. أما الحاجة فاطمة فقد رفضت تماما فكرة سوق اليوم الواحد التي يطال بها البعض كبديل لحل الأزمة والقضاء علي الأسواق العشوائية بعد الحملات, مشيرة الي أن زبائنها من الموظفين اعتادوا علي هذا المكان وأن نقلها لمكان آخر سيكون بمثابة قطع عيش كما تقول وخسارة فادحة أنها تصلح فقط لبيع الأطعمة وليست الملابس. أما الحاج محمد الوكيل بدأ كلامه ب حسبي الله ونعم الوكيل مستنكرا القسوة التي يتعامل بها أفراد الحملات مع الباعة الجائلين ففي آخر حملة علي شارع62 يوليو فرقت قوات الشرطة الباعة الجائلين بالضرب والسب وبعثرت متعلقاتهم علي الأرض دون رحمة أو شفقة أو حتي مراعاة للسن, ويحكي وهو يبكي أنه لايوجد دخل آخر له وأنه اضطر للبيع في الشوارع لكي يحصل علي رغيف العيش وايجار الحجرة الصغيرة التي يعيش بها بعدما تركه أولاده وأصبح كل منهم منشغلا بحياته وأولاده. ويقول سعيد عبد الله أحد الباعة الجائلين بشارع قصر النيل انه اعتاد علي ترك المكان وقت الحملات لمدة أسبوع كامل ثم يعاود الرجوع والبيع مرة أخري وذلك لانه لايوجد سبيل آخر لبيع بضاعته فيه قائلاهي الحكومة عايزة مننا ايه ببيع علشان اكسب لقمة العيش بدل مااسرق أو أبيع مخدرات خاصة وأنه لم يكمل تعليمه بسبب الظروف المادية لأسرته وأن الوظائف الشاغرة في شركات الخاصة هذه الأيام غالبيتها لاتصرف مرتبات سوي بعد ثلاثة أشهر وهو مالايقدر عليه أحد في ظل ارتفاع الأسعار ونقص الأموال وبالتالي لايمتلك المال لتأجير محل. ويري محمد صلاح موظف باحدي شركات البترول أن الحل هو عمل تجمع يسمي السوق الواحد بأماكن محددة لنقل الباعة الجائلين بها حتي لايؤثر تواجدهم بشكل عشوائي أمام المحلات التجارية علي ربحهم لافتا الي أن كثير من الحوادث والمشاجرات تنشب بين الباعة المتجولين وأصحاب المحلات بالأسلحة النارية والبيضاء في ظل اقتناع الباعة بأنه حق مكتسب وغالبيتهم من سكان العشوائيات الذينت لايجدون قوت يومهم وافترشوا الطرق والكباري وعطلوا حركة المرور والمشاه. ويضيف أن البطالة هي السبب الأكبر فقي انتشار الباعة الجائلين وأن سوق العمل لم يعد يحتاج الي أصحاب المؤهلات العليا مقارنة بأصحاب الحرف اليدوية بالاضافة الي الأسعار الزهيدة التي يبيعون بها بضاعتهم فيزيد الاقبال عليها نظرا لسوء الأحوال الاقتصادية والظروف المادية وارتفاع الأسعار وجشع التجار فيكونوا هم الملجأ الوحيد لأصحاب الدخول الضعيفة ويضيف أن المتسولين لهم النصيب الأكبر من اشغالات الطريق والذين ينتشرون خاصة في هذه الأيام المباركة. ويقول المهندس صلاح حجاب رئيس شرف جمعية التخطيط العمراني أن الباعة الجائلين مضطرين الي افتراش الطرق والكباري لأنه لايوجد بديل آخر توفر لهم الدولة بالاضافة الي أنه لايوجد رقابة أو سيطرة أو هيمنة من الدولة خاصة علي السلع الغير قانونية والغير مرخصة ويتم تهريبها بطرق غير شرعية نظرا لثبوت ضررها كالأدوية وأدوات التجميل والسجائر المستوردة التي تباع بأرخص الأسعار وربحها كثير يفوق تجارة المخدرات, مما ينبغي علي الدولة مصادرتها والتصدي للبائعين في كل نواحي القاهرة والمحافظات. لافتا الي أن تلك التجمعات يقوم أصحابها بسرقة الكهرباء من أعمدة الانارة مما يسبب زيادة في الأحمال, مشيرا الي أن الحل يكمن في تحديد مناطق للباعة الجائلين متكاملة الخدمات, وأنه يجب أن تكون للأحزاب دور في مساعدتهم بخلاف المؤسسات الحكومية من وزير حتي رئيس حي وبطريقة منظمة لاستغلال الأراضي الفضاء وتأجيرها لعدة ساعات بحيث تغطي احتياجات أهالي كل منطقة.