إنها الليلة الأعظم قدرا فكيف لا وقد أمر الله سبحانه وتعالي فيها جبريل بإنزال القرآن من اللوح المحفوظ الي بيت العزة في سماء الدنيا وبعده كان ينزل متفرقا علي النبي عليه الصلاة والسلام حسب الأسباب والحوادث.. من قامها ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ويا له من أجر نتمناه جميعا وسعي له بكل ما أوتينا من قوة. يقول الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق ليلة القدر تكلم عنها القرآن الكريم في سورة سماها باسمها وفيها إنا أنزلناه في ليلة القدر أي أن القرآن جملة أنزل في هذه الليلة المباركة التي وصفها الله سبحانه وتعالي بأنها خير من ألف شهر أي أن ثواب العبادة فيها أكثر من80 عاما وبالتالي هي فرصة عظيمة في كثرة الثواب والاجر تتنزل فيها الملائكة والروح الي الأرض وهي سلام يظل الخلق جميعا طوال الليل وحتي مطلع الفجر ففيها الدعاء مستجاب فهي ليلة مباركة وليست مجرد جائزة يتلقاها صاحب الحظ وعلي كل انسان مسلم يحرص عليها أن يتقرب فيها بالكثير من العبادة الي ربه سبحانه وتعالي. ويضيف د. أحمد قول النبي عليه الصلاة والسلام التمسوها في العشر الأواخر من رمضان وفي رواية أخري في الوتر من العشر الأواخر من رمضان وتركها دون تحديد واضح حتي نستغرق أكبر قدر ممكن من العبادة والتقرب للخالق عز وجل مشيرا الي أنها كانت محددة لولا حدوث شحناء وضغينة بين اثنين من المسلمين حيث ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله فتلاحي رجلان فأنسيتها وذلك دليل واضح علي أن الخصومات والشحناء بين الناس من أسباب رفع الخير في الأرض وهو ما يجب علي المسلمين حاليا في ظل الظروف الراهنة التوقف عن الفرقة والانقسام والمشاحنة والبغضاء حتي يرفع الله سبحانه وتعالي غضبه ومقته وينزل خيره علينا وعلي بلادنا. يقول الدكتور منصور ساطور عميد كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر سابقا ان الله قد جعل من بعض الأوقات والأماكن افضلية علي غيرها حيث عظم منها ومن التضرع الي الله والدعاء فيها. من هذه الأوقات ليلة القدر التي لانعرف يوما محددا لها مهما حاول البعض تحديدها أو تخمين توقيتها. ويضيف ساطور أنها الليلة العظيمة التي لا مثيل لها حيث أنزل الله القرآن فيها وجعل في القرآن سورة باسمها وهي سورة القدر وتحدث عن قدرها حيث قال تعالي إنا انزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر وعظم الله من شأنها عندما قال إنها خير من ألف شهر حيث أن قيامها علي الوجه الأكمل خير من عبادات وطاعات ألف سنة بالاضافة الي الوعود الالهية التي بثها لنا الله عز وجل من خلال نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم حيث قال: من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وأوضح لنا فضل الدعاء فيها حيث قال عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر أنها قالت يا رسول الله, أرأيت ان علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عني. ويؤكد أن الله بشرنا فيها بقوله تعالي تنزل الملائكة والروح فيها وقوله عز وجل سلام هي حتي مطلع الفجر ليحث المؤمنين علي القيام بتلك الليلة الروحانية كما يجب ويرشدهم الي ضرورة التعلق بها وبفضائلها, لينهي ساطور حديثه قائلا ياهناه وقربه من ربنا الذي يقوم ليلة القدر كما يجب.