لا يمكن الحكم علي تجربة الأمريكي بوب برادلي مع المنتخب الوطني لكرة القدم ليس فقط لأنه لم يخض بالفريق إلا مباراة رسمية واحدة وعلي أرض مصر وأمام فريق موزمبيق المتواضع الذي تتباعد المسافة بينه وبين منتخبنا كثيرا, ولكن أيضا لأنه تولي المهمة في ظروف سياسية وكروية طارئة بحكم ما يدور علي الساحة المصرية بعد خلع مبارك ونظامه, وما يشهده فريق الفراعنة من عملية إحلال وتجديد طبيعية بعد رحيل الجهاز السابق بقيادة حسن شحاتة! وإذا كانت التجربة قيد التقييم, ولن تعلن نتيجتها إلا بانتهاء تصفيات كأس الأمم الأفريقية وتصفيات كأس العالم, إلا أن الرجل الأمريكي بصرف النظر عن الاحتقان تجاه سياسات بلاده قدم درسا يستحق أن نتوقف عنده, فهو يتعامل مع الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بهدوء شديد, ولم يصرخ أو يملأ الدنيا ضجيجا ولم يهدد بالاستقالة, ولم يستعن بوسائل الإعلام للضغط هنا أو هناك, وهو لم يتورط في أزمة مع لاعب وتعامل مع المتمردين وهم كثيرون بطريقة المحترفين.. لم ينل من أحد, والتمس من عذر إلي سبعين عذرا, واعترف بالتقارير الطبية حتي لو كان يراها وسيلة لتبرئة الساحة والهروب السياسي, ولم يهاجم هذا أو ذاك أو يكيل الاتهامات, بل التزم الصمت حتي في الحالات الواضحة للعصيان, وتقبل أن يصاب عمرو زكي ومن بعده عماد متعب بمرض واحد وهو التهاب الأذن الوسطي\, وقبل كل ذلك انتصر للمبادئ, ولم يضم شيكابالا بعد أن تهجم علي مدربه بشكل مؤسف في مباراة المغرب الفاسي ببطولة دوري أبطال أفريقيا! الدرس الذي قدمه المدرب الأمريكي للكرة المصرية في هذه الفترة القصيرة, وفي تلك الظروف الاستثنائية لابد أن يكون أمام عيون مدربي الأندية ومسئوليها, وتكون القاعدة أن اللاعب الذي لا يريد البقاء, لابد من الإسراع إلي تجريده من شرف ارتداء الفانلة وفتح كل الأبواب أمامه للرحيل مع الاحتفاظ بكل الحقوق المادية, واللاعب الذي يري مدربه أنه لن يستطيع التعامل معه, أو أنه لن يفيد فريقه لابد من حسم أمره سريعا حتي لا تطول الحكاية وتصبح حديث الصباح والمساء, خاصة وأن الفضائيات الآن خالية شغل!