لا يمكن لأحد أن يشكك في محمد بركات الإنسان بالقدر نفسه الذي لا يمكن التشكيك فيه كلاعب موهوب له ثقله ودوره الكبير في البطولات التي حصل عليها مع الأهلي والمنتخب الوطني لكرة القدم. فهو من تلك النوعية الحساسة التي تتأثر سريعا بما حولها ولا تطيق أن تعيش في بيئة المؤامرات والتنازلات, وهو عندما اتخذ القرار الانفعالي باعتزال اللعبة بعد المذبحة التي شاهد فيها مع زملائه ما لم يشاهد أحد لم يكن يزايد ولا يناور ولا يكسب أرضا ولا جماهيرية ولا يبحث عن استعراض إعلامي, فهو ليس في حاجة إلي كل هذا لأن عنده من التاريخ ومن القدرة علي العطاء فيما هو قادم من السنوات ما يجعله لا يلجا إلي أساليب لم يلجأ إليها وهو لاعب صغير. بركات كان صادقا فيما قال, وكان محقا فيما قدم من الأسباب للتراجع.. وما كان لأحد أن يقره علي هذا قرار الاعتزال الذي جاء تحت تأثير الظروف القاسية التي عاشها الفريق بورسعيد, ولكن القرار في الوقت نفسه بعث برسالة للمجتمع السياسي والرياضي بأن ما حدث شيء خطير وجريمة بشعة لا يجب أن تعامل معاملة الزمن المنتهي, وأنه لابد أن يعرف أهالي الشهداء أن هناك من هو علي استعداد لأن يدفع الثمن من مستقبله لمجرد أنه شاهد ما هو غير إنساني, فما بالنا بالذين تسببوا في المجزرة, وتآمروا, وقتلوا مع سبق الإصرار والترصد شبابا في عمر الزهور ؟! بركات وأبوتريكة قاما بأكثر من المطلوب منهما, وكانا عند حسن الظن فيهما من جماهير الأهلي الكبيرة, ولكن النتيجة النهائية التي وصلنا إليها أنه لا جديد فمجلس المصري المعين برئاسة كامل أبو علي يصارع من أجل العودة رغم أنه لا أحد أجبره علي الاستقالة.. وحسام وإبراهيم حسن قررا العودة لتدريب الفريق رغم أنه لم يضربهما أحد علي أيديهم لإعلان قرار الاستقالة..ولم تحرك لجنة المسابقات ساكنا نحو عقوبات المباراة المشئومة.. وكل الأندية بما فيها الأهلي عادت للتدريبات والمباريات الودية والرحلات الخارجية وتترقب عودة الدوري, وتخاذل من تخاذل, وتفسح في أندونيسيا من تفسح, وبيقت حقيقة واحدة ألا وهي إقالة مجلس سمير زاهر من قبل الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء, وغير ذلك لم يشعر أحد بالشهداء وأسرهم إلا إعلاميا فقط! [email protected]