فرصة أو ميلاد جديد.. قل عنها ما تشاء ولكنهم في النهاية أرادوا استغلال ذلك اليوم الذي تكتب فيه شهادة ميلاد جديدة لمصر ليقرروا المشاركة ولأول مرة في اختيار من يحكمهم لأنهم اقتنعوا أخيرا بأنهم جزء من الدنيا التانية التي يتحدثون عنها دائما بكلمتين احنا وهما, ورغم رفض بعضهم حتي الآن الاعتراف بحقيقة أنهم ينتمون لهذا البلد و اعتكافهم الدائم داخل الأحواش والرضا بالمكتوب و العيشة وسط الأموات. كانت البداية مع أسرة عم سيد في منطقة الخيالة بجوار مقابر البساتين هذا الرجل الذي قضي58 عاما هي سنوات عمره وسط المقابر فهو كما يري نفسه أقدم واحد مجاور الميتين هنا فلم يخرج أبدا بعيدا عن منطقته التي ولد فيها ونشأ فيها رغم أن بناته التحقن بالمدارس والجامعات إلا أنه مازال لا يعرف طريق الخروج من الخيالة. قال لنا عن الرئيس القادم: المهم ميكونش إسلامي.. اصلهم معملوش حاجه في الانتخابات اللي فاتت, ويري أن اللي هيعدل البلد هو اللي هيرجع أمنها تاني ليروي مأساة ساكني المقابر مع البلطجية الذين يهددون حياتهم فهو كما أكد لنا لا يريد رئيسا ينقله لمكان آخر حتي لو كان ده حقه لأنه يراها عيشة ملوك علي الأقل بعيدة عن شياطين البلد ومشاكلهم علي حد وصفه. ويترك المجال قليلا لبناته ليتحدثن عن المعاناة حيث اختلفوا معه في الرضا بالعيشة وسط الأموات ليتوجهوا بحديثهم إليه: احنا من حقنا نعيش في مكان احسن من كده.. كإننا عايشين في الشارع ولا احنا مش من حقنا نعيش زي الناس الكويسين ويبقي عندنا شقق تلمنا.. ده غير الحرامية والبلطجية ممكن يطلعولنا في أي وقت لتقاطع واحدة الآخري قائلة فاكره لما خطفوا البت جارتنا, ليرد عم سيد خاتما حديثهم عشان كده مش عايزين من الريس اللي جاي غير الأمان اللي كنا عايشين فيه أيام حسني, واستكمل حديثه قائلا احنا احسن من غيرنا بكتير ومش هنطلب اكتر من كده..!, وأكد أنه حسم اختياره مؤكدا أنه هيجربه.. واكيد لو طلع وحش الناس هتنزل التحرير. ويأتي صوت نسائي حاد.. سيدة مسنة رفضت الحديث في البداية ولكنها لم تتمالك نفسها أمام ما قاله عم سيد لتصرخ قائلة محدش يقولي انتخبي إسلاميين.. انا اديتهم صوتي في مجلس الشعب ومعملوش حاجه وانا استنيتهم يزودوا المعاشات لتعود لصمتها من جديد وترفض سماع أي تعليق. لنترك أسرة عم سيد الذي رفض وأسرته التصوير مؤكدين أن الاعلام بيصورهم وبيطلعهم في التليفزيون أنهم أطفال شوارع ليعيد رفضه مجددا قائلا: هنتكلم ونقول كل حاجه بس منتصورش عشان اهلنا في البلد.