محمد عبدالعزيز مخرج صاحب تاريخ سينمائي طويل, ولكنه أصبح الآن وبفضل الدراما التليفزيونية يؤكد دائما ان حال السينما لايشجع علي الإبداع.. حول موقفه ورأيه في الأفلام السينمائية الآن دار هذا الحوار: في البداية قلت بعد تاريخ سينمائي طويل افرز حوالي67 فيلما.. * ماسر ابتعادك عن الشاشة الكبيرة؟ للأسف لقد تبدل حال السينما المصرية تماما وأصبح المناخ العام في الوسط السينمائي مؤسفا فآثرت الابتعادوبالبلدي كده حال السينما اصبح لايسر عدوا ولا حبيبا. * الم تشتق للعمل السينمائي؟ اطلاقا لم يحدث هذا لأن دور المخرج الآن لا يقود العمل وهذا الدور ليس ديكتاتورية بل المهنة هي التي فرضت ان يكون للفيلم قائد يفرض وجهة نظره. ولذلك أتجهت للاخراج التليفزيوني لاحقق فيه ما أريد, خاصة أن التنوع الذي كنا نراه في الافلام المنتجة بين الكوميدي والتراجيدي لم يعد موجودا. * مارأيك في لافتة للكبار فقط التي اصبحت موضة هذا الموسم؟ هذه اللافتة مجرد حيلة لجذب الجمهور وزيادة الايرادات وللاسف الرقابة هي التي سمحت بذلك ومن هنا فليس غريبا ان يصدم المشاهد بجمل حوارية ومشاهد غريبة لايقبلها عرف أو منطق وتنافي أي قيم اخلاقية أو اجتماعية. * وما السر في قلة أعمالك أخيرا؟ انا لا اقدم الا عملا واحدا في السنة حتي يأخذ العمل حقه لانه يحتاج لشهور في الاعداد الجيد والمناقشة واختيار فريق العمل والديكورات وأماكن التصوير بالاضافة الي أن الاعمال نفسها اختيارها صعب. * هل تقصد ان هناك أزمة نصوص؟ طبعا لقد أصبح العثور علي نص جيد أمرا صعبا ومرهقا للغاية ويحتاج لوقت وهذا مايجعلني أترك كثيرا من المواسم بدون المشاركة فيها لعدم وجود نصوص جيدة. * وما الحل في أزمة النصوص؟ هناك طلاب بمعهد السينما قسم السيناريو مبشرون لكنهم في حاجة لجرأة من الجهات المنتجة ليستعينوا بهم مع كبار المؤلفين ليكتسبوا الخبرة والتنوع في المصادر والافكار. * تقوم حاليا باخراج مسلسل بابا نور ما الذي جذبك اليه؟ العام الماضي قدمت عمل سيرة ذاتية أبو ضحكة جنان فقررت هذا العام ان اختار عملا سياسيا صريحا عن كواليس الأحزاب المصرية ودورها في الحياة السياسية بمصر. وقد استهواني الموضوع خاصة اننا في مرحلة سياسية يجب ان يكون للأحزاب فيها دور لذلك وشعرت بان الموضوع جديد فهو أول مسلسل يدخل في كواليس الحياة السرية للأحزاب وتكويناتها وقياداتها وكوادرها. * هل تتوقع النجاح للعمل خاصة انه سياسي جدا؟ فكرت في تناول الموضوع بطريقة كوميدية لكن النص لن يتحمل ذلك لإنه جاد وتراجيدي وعموما أنا متفائل لأنني سبق لي مناقشة موضوعات سياسية في السينما بشكل كوميدي مقبول. * وكيف تري العمل مع الجهات الانتاجية الحكومية؟ أري أن لديهم جرأة في طرح موضوعات لايمكن أن يتناولها القطاع الخاص ولديهم امكانيات انتاجية كبيرة مهمة للمخرج واعتقد أن هذا دورهم في طرح الموضوعات الجادة وذلك ما لاحظته في الاعمال التي تنتجها مدينة الانتاج الاعلامي. *قدمت مسلسل اسماعيل يس في رمضان الماضي ألا تري أنه ظلم في العرض؟ المسلسل ظلم في عرضه بمصر لانه كان حصريا علي قناة واحدة لكنه عرض بشكل جيد في الدول العربية. وأنا منتظر الفرصة ليعرض علي شاشة التليفزيون المصري لأنه ملك للشعب المصري واضحكهم كثيرا ولم يعرفوا تفاصيل حياته إلا من خلال الشاشة. * هل تفضل العرض علي القنوات المصرية أكثر من الفضائية؟ طبعا خاصة في شخصية مثل اسماعيل يس لأنه نابع من قلب مصر والعمل تعرض لرحلة طويلة منذ ميلاده و الي وفاته عام1972 وما مر به من انكسارات ونجاحات وطموحات ووصل الي القمة وانحدر بعدها بشكل كبير وعاش فترات سيئة قبل وفاته. * هل يمكن ان تكرر التجربة؟ لا فالعملية مرهقة جدا في الاعداد لها لأننا قمنا بدراسة لمصر كلها منذ عام1912 وحتي عام1972 وهو تاريخ عانيت في اختيار الشخصيات والملابس واماكن التصوير الخاصة به ولذلك احتاج لراحة أكثر من موسم لأعود مرة أخري لاخراج سيرة ذاتية *وما رأيك في انتشار ظاهرة الاستعانة بالمخرجين والفنيين العرب؟ الحكاية أصبحت زيادة جدا وأري ان المنتجين يستسهلون وايضا لديهم اعتقاد بأن هذا عنصر من عناصر التسويق بالاضافة الي خفض التكلفة النهائية للانتاج. * وماهو الموقف الذي لابد أن يتخذ؟ نحتاج لضوابط من المنتجين والنقابات وتصاريح العمل التي تعطي.. فمن الصعب ان اشاهد ممثلة شامية تقدم دور بنت بلد من الحارة المصرية. وذلك يجعلني أضع علامات استفهام خاصة بعد علمي بأن قصة حياة كليوباترا ونجيب الريحاني سيقدمهما فنانان خليجيان.