بالرغم من قرار الحكومة بتأجيل تطبيق نظام الكوبونات في توزيع البوتاجاز الي يوليو المقبل فإن النظام لا يزال محاطا ب الالغاز التي تبحث عن تفسيروألغام تبحث عن من يستطيع التعامل معها بأمان قبل التطبيع. رغم وجود العديد من الاسئلة التي لم يتم الافصاح عن اجاباتها الا ان الحكومة ما زالت تسير في اتجاه توزيع اسطوانات البوتاجاز بالكوبونات ورغم اتفاقنا جميعا علي ضرورة تنفيذ هذا المشروع لعلاج بعض اوجه الخلل في منظومة دعم المنتجات البترولية الا ان المؤشرات الحالية لاتبعث علي الاطمئنان ووفقا لاراء عدد من المواطنين والذين ارسل بعضهم الي الاهرام المسائي فانه حتي الان لايعرف المواطنون الجهة التي سيحصلون منها علي الاسطوانة علاوة علي رفضهم لما حددته الحكومة من اسطوانات لكل اسرة متجاهلة ما شهده الريف المصري من متغيرات كثيرة خلال السنوات الماضية تجعل متوسط الاسطوانة ونصف لكل اسرة شهريا بعيدا تماما عن الواقع. وفي سياق متصل اوضح اصحاب المستودعات انهم حتي هذه اللحظة لايعرفون الهامش الذي سيحصلون عليه وفقا للنظام الجديد. الاهرام المسائي حاول الوقوف علي اراء جميع الاطراف من خلال هذا التحقيق. في البداية اكد المهندس هاني ضاحي الرئيس التنفيذي لهيئة البترول أن توزيع البوتاجاز باستخدام الكوبون يمثل احدي وسائل ترشيد دعم المنتجات البترولية وضمان وصول الدعم الي من يستحق مشيرا الي قدرة قطاع البترول علي توفير احتياجات المواطنين من المنتجات البترولية غير أن استمرار حصول اصحاب المزارع ومصانع الطوب وغيرهما علي البوتاجاز المخصص للاستهلاك المنزلي وبالسعر المدعوم يمثل اهدارا لحقوق المواطن البسيط. وأضاف انه خلال تنفيذ المشروع سوف تظهر بعض السلبيات وسوف يتم العمل علي علاجها حتي يصل المشروع الي الصورة المطلوبة ويتم سد أبواب التلاعب في هذه السلعة الاستراتيجية موضحا أن تحديد الكميات لكل أسرة تم بناء علي دراسات لمعدلات وأنماط الاستهلاك وأن دور الهيئة يتركز في توفير الكميات التي تتطلبها السوق وان التموين يتولي عمليات الرقابة علي التوزيع. محمد محروس( مدرس) قال ان المسئولين بالقاهرة لا يدركون ان المنازل في الريف تستخدم البوتاجاز في الطهي وتشغيل سخانات المياه علاوة علي اعداد الخبز بالمنازل وبالتالي فان تحديد اسطوانتين شهريا لكل أسرة يمثل اجحافا علي الأسر في الريف خاصة أن المشروع يتضمن تخفيض عدد الاسطوانات في الصيف عن الشتاء بنحو الثلث فكيف تعيش الأسرة علي اسطوانة واحدة فقط. ويضيف عبد الفتاح حسن( موظف) اننا لا نعلم علي أي أساس تم تحديد عدد الاسطوانات مشيرا الي استخدام البوتاجاز في أفران الخبز في الريف وان كان البعض ينظر إليه علي أنه نوع من الرفاهية الا أنه في ذات الوقت يقلل من تلوث الهواء الناتج عن استخدام الأفران البلدية. وقال اذا كانت الحكومة صادقة حقا في توجهها من المشروع فما هو المانع من زيادة عدد الاسطوانات المخصصة للأسرة التي لايزيد عدد أفرادها علي ثلاثة أفراد من أسطوانة ونصف الي اسطوانتين شهريا وتطبيق نفس الزيادة علي الأسر ذات العدد الأكبر. عماد السيد صاحب أحد المستودعات أكد أنه حتي الأن لا يعرف المقابل الذي سيحصل عليه عند تنفيذ المشروع موضحا أنه لم يتم ابلاغهم بأي شيء حتي الأن وما هو عدد المواطنين الذين سيتم التوزيع عليهم متسائلا عن موقف مشروع شباب الخريجين لتوزيع البوتاجاز وهل سيحصلون علي حصصهم من المستودعات كما يحدث حاليا أم أن هناك تغييرا سوف يحدث. .. والتموين:صحيفة الحالة الجنائية شرط لاختيار السريحة أكدت وزارة التموين والتجارة الداخلية أن هناك آلية واضحة لحصول المواطن علي أسطوانات البوتاجاز في ظل تطبيق نظام الكوبونات المقرر بدؤه أول مايو, حتي يتسني للمواطن الحصول عليها بطريقة سهلة لضمان نجاح المشروع الجديد. وعلم الأهرام المسائي أن صحيفة الحالة الجنائية ستكون شرطا للتعاقدات مع موزعي انابيب البوتاجاز بالكوبونات. وقال فتحي عبد العزيز رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بالوزارة ان الدكتور جودة عبد الخالق وزير التموين وافق علي ربط نحو10 من السريحة علي كل مستودع في مختلف محافظات الجمهورية للقيام بتوصيل الاسطوانات للمنازل بنظام الدليفري. وأشار إلي أن المواطن سيحصل علي كوبونات البوتاجاز من خلال البقال التمويني المتعامل معه ودفع ثمن الكوبونات الخاصة به, وبعد ذلك له حرية الاختيار أما أن يذهب للمستودع ليحصل عليها, وأما يتعاقد مع المستودع لكي يقوم السريحة المربوطون عليه في بتوصيل الاسطوانة للمنزل وتحصيل رسوم خدمة التوصيل فقط, التي ستتراوح بين جنيه وجنيهين كحد أقصي. وأوضح أن الوزارة قررت الاستعانة ب السريحة نتيجة لانتشارهم علي مستوي الجمهورية وامكان وصولهم للمناطق البعيدة في القري والنجوع والأحياء الشعبية, مشيرا إلي أن كل سريح سيقوم تقديم اوراقه وذلك ليكون معتمدا فيها ومعتمدا لدي المستودع. وفيما يتعلق بمدي كفاية الكميات المخصصة للاسر من البوتاجاز شهريا, قال أن وزير التموين كلف عددا من الخبراء باعداد دراسة لتحديد الكميات الفعلية التي يحتاجها المواطنون من البوتاجاز التي انتهت بتحديد1.5 اسطوانة للاسر البالغة3 افراد واسطوانتين للاسر التي يزيد عددها علي3 اشخاص شهريا. وفيما يتعلق بهامش الربح الخاص باصحاب المستودعات أوضح عبد العزيز أن وزارة التموين غير منوطة بتحديد هامش الربح فقطاع البترول هو المنوط بهذه المهمة, مشيرا إلي أن وزارة التموين في انتظار تلقي تقرير مفصل اليوم من قطاع البترول فيما يخص كميات البوتاجاز الخاصة بالكوبونات والكميات الحرة التي ستباع في الاسواق.