أثار فوز المطربة الشابة كارمن سليمان بلقب محبوبة العرب مؤخرا, سؤالا مهما في الوسط الفني, وهو هل سيكون هذا الفوز بداية لطريق النجاح أم سيذهب بها الي نفس الطريق الذي سار فيه من سبقوها من الفائزين في البرامج المشابهة من أمثال محمد عطية نجم ستار أكاديمي, شاهيناز نجمة ستار ميكر, شادي شامل, إيساف, عمرو قطامش, وغيرهم؟ وللإجابة عن هذا السؤال كان للأهرام المسائي هذه الجولة بين الملحنين وخبراء الإعلام وصناع الدراما: في البداية قال الموسيقار حلمي بكر أن هذه النوعية من البرامج تعتمد علي شقين الأول نصف موهوب, مثل كثيرين افرزتهم هذه البرامج, وبالتالي لايستطيعون استكمال مشوار النجومية لأنه سلك طريقا غير شرعيا, أما الشق الثاني فهو الموهبة الكاملة ولكنه لايحقق نجاحا بسبب عدم وجود خطة مدروسة له, خاصة وان النجاح في هذه البرامج بداية, لكن الأهم من كل ذلك كيفية استكماله. وأضاف أن هذه القنوات التي ترعي هذه البرامج يهمها في المقام الأول العائد المادي وليس العائد للنجم, مشيرا الي أنه ينبغي علي الإعلام المصري أن يتولي صناعة النجوم إذا كنا نعتبر أنفسنا الريادة, خاصة وأن الإذاعة في وقت من الأوقات كانت صانعة للنجوم, إلا أنهم الآن أصبحوا يهتمون في المقام الأول بمشاكل الموظفين والعلاوات فأصبح التليفزيون44 ألف علاوة ودرجة ليس بينهم فنان. وتابع يجب أن تلعب مصر دورا في صناعة النجوم إذا كان هناك من يعلم كيف يصنع النجوم؟ مشيرا الي أن المطربة كارمن سليمان موهبة حقيقية حيث تبناها وهي في عمر14 عاما, مؤكدا أن هناك مواهب حقيقية فشلت بعدما ضلت الطريق. بينما قال الإعلامي وجدي الحكيم إن مصر هي الدولة الوحيدة التي تستطيع تنظيم مسابقات حقيقية بعيدة عن الأهداف التجارية والمجهولة التي تشوب هذه البرامج. وحول مسألة اختيار النجوم قال إن القيمة في اختيار النجوم أن يجتاز المتسابق الاختبار بشهادة من اللجان الموثوق فيها, أما أن تتحول المكالمات من الأقارب والقبائل فهذا غير صحيح, بدليل أن هذه الأصوات لم تقدم أي شيء علي الإطلاق, لكن الأمر كان مختلفا في الإذاعة المصرية خاصة وأن خيرة الموسيقيين والملحنين هم من كانوا يختبرون المتسابقين, فيقول المطرب أن أجتاز الاختبار من اللجنة التي يرأسها الموسيقار محمد عبد الوهاب, مؤكدا أن البرامج الحالية تعتمد علي الإثار الشعبية في الوطن العربي فكل بلد تتحمس لصالح ابن بلدها. وأوضح المؤلف مجدي صابر أن هناك بعض النجوم تمت الاستعانة بهم في مثل هذه المسابقات ليحصلوا علي أقرب شخص يشبه الشخصية التي يريدون تقديمها, ومن هنا تكمن المشكلة في هذه النظرية الخاطئة فلا يوجد شخص شبيه لأحد يجب أن يكون الاعتماد علي الموهبة, ولذلك كل من اعتمدوا علي التشابه في الشكل لم يحققوا النجاح المطلوب, وبالتالي لم يقدموا أي أعمال أخري لأنه غير موهوب. وقال الموسيقار هاني مهنا إن صناعة النجم ليست مجرد مسابقة والسلام, ولكن مفترض أن يليها استلام النجوم لكي يتولوهم بالدراسة, والاحتكار, وعمل أغان وألبومات, وليس مجرد إيرادات من التصويت والرعاة وليس مهما مصير النجم. وأشار منها الي انه سبق وأقدم علي مسابقة صناعة النجوم من خلال أحد رجال الأعمال, حيث وضع خطة مدروسة لصناعة النجوم الي أن تتولاهم شركات الإنتاج, إلا أن البرنامج توقف وضاعت أحلام الشباب وكان من بينهم كارمن سليمان التي نجحت مؤخرا في برنامجarabidol, التي رأيت أنها موهبة حقيقية, وكان مثلها كثيرون, وبالتالي مايحدث في البرامج ليس صناعة النجم ولكنه تحايل علي الكسب. وقال الموسيقار محمد سلطان إن صناعة النجم مثل بناء العمارة تحتاج الي تخطيط فهو لن يصبح أبدا نجما بين يوم وليلة لمجرد فوزه في مسابقة كما يجب أن تتوافر فيه بعض الصفات التي تؤهله لذلك مشيرا الي أن الأمر لايتوقف فقط علي النجاح والشهرة التي تحققها هذه البرامج, وبالتالي ليس كل من ظهر في البرنامج أصبح نجما. وأضاف أن الأمر يحتاج الي جدية لأنه مشوار طويل خاصة وأن النجم لابد وأن يساهم في صناعة نفسه إذا كان بداخله موهبة كبيرة, ولديه شيء مميز يجعل الجميع يلتف حوله, مشيرا الي النجوم الحاليين فإذا نظرنا إلي مشوارهم الفني سنجد تاريخا, وليس مجرد نجاح في برنامج, لذا يجب أن يكون هذا النجاح له أساس وبناء يساهم فيه بنفسه. فيما أكد الشاعر أيمن بهجت قمر أننا ليس لدينا صناعة نجوم الا في تجارب قليلة جدا, ومثلما هناك عيوب في صناع النجوم هناك أيضا عيوب في النجوم أنفسهم. وأشار قمر الي تجربة سابقة له مع أحد نجوم برامج المسابقات حيث اكتشف أثناء التعامل معه انه يتعامل مع البشر علي أنه نجم كبير ويريد أن يفكر ويختار بنفسه رغم انه في أولي تجاربه وليس لديه من الخبرة مايساعده علي ذلك, موضحا انه يحب التعامل مع المطرب أبو الليف لأنه لم يصب بالغرور رغم تحقيق مبيعات لم يحققها نجوم كبار طرحوا ألبوماتهم أمامه وقال أنا سلمت نفسي لمن صنعوا نجوميتي بعد الله. وأضاف أتمني ألا يحدث ماحدث لنجوم البرامج السابقة مع المطربة كارمن ليتولاها فريق عمل ويقدمونها بشكل جيد, خاصة وأن هؤلاء النجوم انتهوا من مرحلة ليبدأوا من الصفر, ليحققوا شخصيتهم من خلال أعمالهم.