انتخبت الجمعية التأسيسية لاعداد الدستور الجديد في ظل غياب نحو23 عضوا عن الاجتماع الاول لها امس نتيجة ما أعلنوه من انسحابات من الجمعية لم تصل رسميا بعد الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس لشعب رئيسا لها بأغلبية71 صوتا من بين72 شاركوا في التصويت وهو أول قيادة من جماعة الاخوان المسلمين تتولي هذا المنصب وسط سيطرة التيار الاسلامي علي تشكيل الجمعية التأسيسية.. وقد سجل المنسق العام للتحالف الديمقراطي الدكتور وحيد عبدالمجيد اول حالة انسحاب بعد حضوره احتجاجا علي سرعة الاجراءات والتصويت علي تشكيلها مطالبا بالتمهل خاصة ان25 عضوا قد تغيبوا اضافة الي عدم وجود لائحة توضح كيفية اجراءات تشكيل مكتب الجمعية من رئيس ونواب له وقال اننا بذلك نعطي انطباعا لدي الرأي العام بأنه لافائدة من الاعتراضات وأننا نواجه مايحدث بغلق الابواب, مطالبا بتأجيل الاجتماع لمدة اسبوع لمزيد من التشاور واصدار اللائحة التي تنظم عمل الجمعية, ونفي عبدالمجيد انسحابه من عضوية الجمعية, مؤكدا ان انسحابه من الاجتماع هو احتجاج علي الاجراءات فقط وفجر نواب منتمون للتيار الاسلامي من الاخوان والسلفيين مفاجأة في الاجتماع عندما اعلنوا استعدادهم للتخلي عن عضويتهم بالجمعية مقابل دخول اعضاء جدد حلا للازمة السياسية التي اندلعت بسبب ماوصفه التيار الليبرالي والقوي السياسية الاخري بسيطرة التيار الاسلامي علي الجمعية, في الوقت نفسه اعلن هؤلاء النواب خلال مناقشات ساخنة داخل الجمعية قادها المفكر الاسلامي د. محمد عمارة رفضهم لما وصفوه بديكتاتورية الاقلية واكدوا ان مايحدث هو محاولة هدم المعبد علي الوطن, مشيرين الي رفضهم المطلق لمطالب ليبرالية باصدار ملحق للاعلان الدستوري المطبق حاليا ورفضهم الكامل ايضا لتكريس النظريات الطائفية في هيكلة اللجنة مؤكدين ان مصر لاتعرف هذه الطائفية. واكد النائب علي فتح الباب زعيم الاغلبية رئيس الهيئة البرلمانية للحرية والعدالة بمجلس الشوري ان مبدأ الانسحاب مرفوض شكلا وموضوعا وعلي جميع المنسحبين العودة فورا لاعلان مواقفهم هنا داخل اللجنة وليس في الفضائيات كما يحدث الان وأوضح فتح الباب ان ضم اعضاء جدد ليس قرار الجمعية ولكن الاصل هو كل من مجلسي الشعب والشوري المنتخبين من الشعب وقال: دعوة من القلب للمتغيبين للعودة فورا حتي نستطيع ان نأخذ خطوات للأمام. وقال القيادي الاخواني د. محمد البلتاجي: علينا ألا نهدم المعبد علي الوطن وألا يتم نقل الازمة الحالية من خارج البرلمان الي داخله, مؤكدا ان الجمعية التأسيسية تضم تخصصات متنوعة منها11 استاذا جامعيا و18 استاذ قانون وهيئة قضائية وستة من النقباء اضافة الي ممثلين عن مؤسسات الدولة المختلفة حكومة وشرطة ومؤسسة عسكرية بل وتضم ايضا من يمثلون المصريين بالخارج واعلن د.البلتاجي امام الحاضرين استعداده فورا للانسحاب من الجمعية من أجل دخول تيارات اخري غير التيار الاسلامي بل ومستعدون للتنازل مطالبا بتشكيل لجنة تلتقي مع الزملاء المعتذرين حتي نصل الي توافق في الشكل والمضمون دون ان نعطي الفرصة لهدم منظومة قائمة يمكن ان تدخل الوطن الي حالة من الفراغ. وقال القيادي الاخواني صبحي صالح وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس الشعب ان الذي يريد ان يخدم الوطن لايحتاج الي لافتة فقد مارس البرلمان بغرفتيه اختصاصاته طبقا للمادة60 من الاعلان الدستوري ولايجوز المساس بأي وضع قانوني ونرفض استدعاء نظريات طائفية لاتعرفها مصر وعلينا ان نصعد من الاحتياطيين لتغطية وضع المنسحبين. وأعلن الدكتور سليمان صالح رفضه ماوصفه بديكتاتورية الأقلية وسيطرة اتجاه سياسي معين الذي يركز هدفه علي تعطيل مسيرة مصر وصولا الي مرحلة الديمقراطية الحقيقية ورفض الحديث عن الجدارة والكفاءة, مؤكدا ان كل اعضاء الجمعية من ذوي الجدارة والكفاءة والحديث عن غير ذلك يحمل اهانة لنواب البرلمان. وقال النائب السلفي يوسف مخيون ان العبرة فيمن يضع الدستور ان يضع مايريده الشعب فالدساتير التي وضعها خبراء دستوريون في عهود سابقة جلبت الخراب لمصر وأن مايحدث هو اقصاء تيار معين زرع النظام السابق الخوف منه وحذر من ان محاولات تهميش هذه الفئة هي افتئات وتعد علي30 مليون مصري اختاروا هذا التيار وأكد ان هذا التجريح مرفوض تحت اي بند واكد النائب حسين ابراهيم زعيم الاغلبية ل الأهرام المسائي ان الاجتماع حقق اهدافه معربا عن امله في تراجع الزملاء الذين اعلنوا انسحابهم والعودة الي الجمعية التأسيسية مشيرا الي ان الدستور ستشارك في اعداده جميع القوي السياسية والحزبية والثورية والمجتمع المدني والافراد والشعب كله. وأعلن الكتاتني امام اعضاء الجمعية ان اللجنة ستزور سيناء والنوبة وحلايب وشلاتين للاستماع الي ابناء هذه المناطق ووضع مطالبهم في الدستور الجديد مشيرا الي ان الجمعية ستقوم بانشاء موقع الكتروني لها لتتلقي اقتراحات ومطالب المصريين في الداخل والخارج في اطار الدستور الجديد خلال مراحل اعداده. ووجه الدعوة لجميع القوي السياسية والاحزاب والحركات الثورية ومصابي الثورة الي المشاركة بمقترحاتهم في صياغة الدستور الجديد. وقال إنني في هذه اللحظة التاريخية.. التي تفصل ما بين الخيط الأبيض والخيط الأسود من فجر مصر الجديدة.. التي تكاد تنبلج عن ضوء نهار يهدينا سواء السبيل وإلي طريق مستقيم يسلكه أبناء الوطن جميعا آمنين مطمئنين.. نحو مستقبل طالما حلم به أبناء الوطن جميعا. وأعرب لكم عن إحساسين عميقين يتنازعان نفسي: الأول.. أنني مدين لكم بكل الشكر والتقدير لاختياركم لي رئيسا لجمعيتكم الموقرة.. وهذا لعمري من فيض كرمكم وتفضلكم.. وكلكم أساتذة أجلاء موضع فخر وإشادة الجميع. والثاني: إحساس بعظم وجسامة المسئولية التي تثقل كاهلنا جميعا.. ونحن نضطلع بمهامنا في صياغة مشروع الدستور. إنها مسئولية تجاه الثورة المصرية المجيدة وأهدافها ومبادئها.. مسئولية تجاه دماء الشهداء الزكية.. مسئولية تجاه مصابي الثورة.. مسئولية تجاه الشعب بجميع طوائفه وألوانه السياسية.. مسئولية تجاه كل رجل وامرأة عايشوا ما كان.. ويأملون فيما سيكون.. مسئولية تجاه كل شاب وقتاة يحلمون بمستقبل أفضل لوطنهم.