ما كان يجب أن يكون قرار استئناف مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم بعد ثورة25 يناير بهذه العشوائية التي فرضها سمير زاهر منذ قدومه إلي رئاسة الجبلاية.. كان الهدف منطقيا ومعقولا وله وجاهته وهو الإيحاء للعالم كله بأن مصر مستقرة وآمنة ومستعدة لاستقبال الاستثمارات الأجنبية والعربية, ولكن فات حكومة الدكتور عصام شرف أن إدارة اللعبة ليست علي مستوي المسئولية ولم تتعود علي أن تدير مسابقات ناجحة تراعي الحياد والموضوعية والشفافية, وأنه لا يمكن الاعتماد عليها في أمر يخص مصلحة البلاد لأنها لم تفعل ذلك في يوم من الأيام, وإنما كانت علي الدوام يد النظام السابق التي تصفق لبطولة وتخلط الإنجازات بالأكاذيب! الأحداث بعد استئناف مسابقة الدوري الممتاز تؤكد أن الخسائر أكبر بكثير من المكاسب إذ ثارت أزمات عديدة وتتابعت فضائح وعلت أصوات التهديدات, وهي أشياء ما كانت لتقع لو أن اتحاد كرة القدم كان واضحا وعاملا مساعدا في نجاح اللعبة, لأنه من البداية منحاز ومحتار وحريص علي الحلول الوسط التي تكفل هدم مشروع سحب الثقة منه وتفويت فرصة عقد الاجتماع الطارئ للجمعية العمومية, وما ثورة الزمالك الذي ظلم في لقاء مصر للمقاصة إلا نتاج انهيار التحكيم المصري الذي أسندوا مسئوليته إلي محمد حسام فأهدر كرامته ثم عصام صيام فقضي عليه تماما! وما انفجار بركان الغضب في الإسماعيلي وإعلانه الانسحاب من الدوري بعد تعرضه للظلم في مباراة طلائع الجيش إلا نتيجة طبيعية للسياسات الكريهة لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم الذي خالف اللوائح وأعلن تعيين حكام أجانب للقاءات الأهلي والزمالك والإسماعيلي وهي الأندية التي تتنافس علي درع الدوري هذا الموسم رضوخا لضغوط الزمالك الذي انضم لجبهة المعارضة, إلا أنه علي ما يبدو أن ضميره وجعه ولكن فيما يخص الإسماعيلي وحده وأسند مباراته مع طلائع الجيش إلي آخر حكم يمكن أن يدير مباراة للدراويش بحكم سوابقه في السنوات الأخيرة, وهو إخلال بمبدأ تكافؤ الفرص وتفرقة مذمومة بين الأندية نتيجتها الطبيعية الثورة في المدرجات والشوارع كما يحدث الآن.. فهل من حل قبل أن تقع الكارثة الكبري ؟!