عاشت مصر سنوات طويلة من النصب والاحتيال الرياضي لعب فيه دور القيادة في الأندية والاتحادات مجموعة من المحترفين الذين دخلوا من أبواب النظام المخلوع طلبا لأرضية يقفون عليها وشهرة يفتحون من خلالها الطريق للبيزنس. حتي إنه من كان يفلس لا يجد أمامه إلا ترشيح نفسه في انتخابات ناد أو اتحاد وكانت الأوامر جاهزة من أساتذة تزوير الانتخابات! وبدلا من أن تتجه الرياضة إلي الخبراء الذين يضعون الاستراتيجيات والخطط ويشرفون علي تنفيذها أصبحنا أمام مجموعة من طالبي السمسرة والعمولة الذين أسندوا العمليات كلها بالأمر المباشر إلي من' يفتح مخه'.. وكان من الطبيعي أن ينهار كل شيء, وتنحصر الرياضة في صفر كبير علي صعيد النتائج والتنظيم, بل توارت الكفاءات واختفي الصف الثاني لأنهم لم يكونوا يحتاجون إلي مساعدين ولكن إلي' خدام' يجيدون تنفيذ الأوامر ولا يعرفون كلمة لا.. وازدحمت المقار الرياضية بالأقارب والمحاسيب ومن يحملون الحقائب ويخفضون رءوسهم ولا يرفعون أيديهم إلا بضرب' تعظيم سلام' لولي النعمة! ومع أنهم شاخوا في مواقعهم إلا أن النظام أبقي عليهم لأن خدماتهم تسبق فمنهم من كان يقود حملة التوريث, ومنهم من كان يجمل الصورة, ومنهم من كان يدفع من المؤسسة التي يعمل بها لتمويل هذه الحملة أو تلك, ومنهم من كان يقدم الهدايا الكبيرة! ولما تغيرت الحياة في مصر, ولن يكون من حق رئيس الجمهورية أن يقضي أكثر من دورتين صدرت لائحة للأندية الرياضية اقتداء بما حدث في الاتحادات, ولكن هذا لم يعجب أصحاب الكراسي الوثيرة الذين يقاتلون الآن لإلغاء بند الثماني سنوات للبقاء! وتعد كرة القدم الصورة المصغرة للمأساة الكبيرة.. وإذا كانوا تاجروا بالبطولات الأفريقية للمنتخب الوطني, فإنهم ذهبوا بكل شيء إلي الخراب, فالمنتخب في المركز61 عالميا, والمسابقات متوقفة, والتعصب وصل مداه, والفقر نخر في عظام الأندية في عصر' الفلوس' الكثيرة التي ذهبت إلي جيوبهم فقط.. وهم الآن يخططون لتوريث أماكنهم لمن يدينون لهم بالولاء حتي لا تظهر' البلاوي' إذا ما فتحت الحسابات! [email protected]