يصر دائما المسئولون عن اتحاد كرة القدم علي أن يحولوا كل الأشياء إلي ألغاز ولوغاريتمات قبل أن نراها في النهاية أزمة بعضها عنيف والآخر أقل حدة, ومعظمها يتم حلها بشكل ودي ومن خلال جلسات وعزومات وصفقات ومؤامرات بحكم أن بينهم وبين اللوائح ما صنع الحداد لا يحبون أن يقربوها, فهي ضد مصالحهم ومنافعهم وتحول بينهم وبين الأهداف التي من أجلها جاءوا إلي الجبلاية! في كل الاتحادات الرياضية المحترمة التي تعمل من أجل الصالح العام لا حكم إلا للوائح, ولا رأي إلا للأغلبية, ولا قرار إلا للجمعية العمومية, ولا مسابقات إلا من خلال لجان متخصصة لها كامل الصلاحيات, ولكن العهد الرشيد لمجلس سمير زاهر لا يعترف بكل هذا, ويحرص علي أن يخلط الأمور ببعضها حتي يحصل علي أكبر قدر من الترضيات التي لا يستطيعون العيش بدونها.. فليس من المقبول فنيا أن يعلق موعد إقامة مباراة أو استئناف مسابقة في حجم الدوري الممتاز علي احتمالات.. فإذا صعد المنتخب الأوليمبي لدور الأربعة في البطولة الإفريقية دون ال23 عاما المؤهلة للدورة الأوليمبية في لندن العام المقبل تقام مباراة الزمالك المؤجلة أمام وادي دجلة يوم9 ديسمبر, وإذا تأهل تقام في7 يناير, وهذه هي العشوائية بعينها.. ألم يعلم هؤلاء بأن هناك برامج فنية وأحمالا بدنية يجب أن تكون لها مواقيت محددة تضعها الأجهزة الفنية للفرق بناء علي مواعيد المسابقات الرسمية.. والأغرب أن تقر الأندية بهذه الفوضي ولا تقف في وجهها إلا إذا كانت فوضي عامة وشاملة لا فرق فيها بين ناد واتحاد! وتنسحب تلك العشوائية علي أزمة أخري وهي الخاصة باللاعب عمرو زكي الذي تقدم بشكوي ضد الزمالك طبقا للوائح الدولية لعدم حصوله علي مستحقاته المالية, ولم يجد مجلس الزمالك المعين إلا أن يرمي الأمر بعيدا عن ظهره بمخاطبة لجنة شئون اللاعبين بخصم مستحقات اللاعب من رصيد النادي من البث الفضائي, ولم يكن أمام الاتحاد إلا أن يستخدم لعبة القط والفأر ويقول للنادي: عفوا رصيدكم لا يكفي.. ومعني هذا أن تتوه الحقيقة, وتتفاقم الأزمة, ويبقي الخراب!