في الوقت الذي تدق فيه إسرائيل طبول الحرب وتعلن عزمها إجهاض البرنامج النووي الإيراني بضربة عسكرية مثلما أجهضت في ثمانينيت القرن الماضي المشروع النووي العراقي تسود حالة من الترقب الحذر في الولاياتالمتحدةالأمريكية إزاء الحرب الاستباقية التي تنوي تل أبيب شنها علي الجمهورية الإسلامية. ورغم ارتياح واشنطن لخيار الحرب بالوكالة إلا أن محللين ومراقبين أمريكيين يحذرون من عواقب هذه الحرب ويصفونها ب الكارثية. وفي هذا الإطار طرحت صحيفوسطن هيرالد الأمريكية سؤالا حول نوايا الدولة العبرية حيث تساءلت في تقرير لها: هل يمكن أن تدق إسرائيل طبول الحرب علي طهران؟ مشيرة إلي أن ذلك سيتطلب تورط الولاياتالمتحدة في صراع جديد تري أنه مستحيل في الوقت الحالي نظرا للخيار الدبلوماسي الذي تتبعه ويعتمد علي العقوبات الإقتصادية التي تفرض علي طهران مستبعدة خيار الحرب من أجندتها. ورغم رعب إسرائيل المزعوم من إمكانية إمتلاك إيران السلاح النووي مما يفوته عليها فرصة إستعراض عضلاتها مرة أخري أو خوض حرب ضدها إلا من خلال الإعتماد علي القوة العسكرية الأمريكية المتفوقة. وتكمن مخاوف الإسرائيليين في أنهم إذا بادروا بشن هجوم بطائرات أمريكية إسرائيلية ضد إيران, تقصف المنشأت النووية الرئيسية والتي يوجد بعضها تحت الأرض فسيكون رد الفعل الإيراني عنيفا للغاية حيث ستضرب الصواريخ الإيرانية في ثوان معدودة قلب تل أبيب معتمدة في ذلك علي حلفائها المقربين كحزب الله وحماس الذين سرعان ما سيوجهون صواريخهم صوب إسرائيل علي حد زعم إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن إيران لديها سيناريوهات أخري للمواجهة كإغلاق مضيق هرمز وهو ممر رئيسي أمام ناقلات البترول في العالم ويمكنها أيضا مهاجمة الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين إضافة إلي شن هجمات من خلال قواتها البحرية أو البرية المدربة جيدا. ويري مايكل أوهانلون محلل متخصص في الأمن القومي وسياسة الدفاع بمعهد بروكينجر أن الولاياتالمتحدة يجب أن تنأي بنفسها عن خوض هذا الصراع مشيرا إلي تحذير وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي إسرائيل من أن توجيه أي ضربة لإيران سيقابلها تدمير إسرائيل بالكامل. من جانبها رأت صحيفة جارديان البريطاني أن اي هجوم ضد طهران سيكون علي حد زعم غباء وحشيا وسيؤدي إلي حرب كارثية في منطقة الشرق الأوسط قد تجهل الولاياتالمتحدة وإسرائيل عواقبها الكارثية. وقالت الصحيفة أن الحرب بدأت بالفعل من قبل الولاياتالمتحدة وإسرائيل ولكنها حرب باردة خفيفة وكان ذلك من خلال الإغتيالات السرية لعلماء إيران النوويين والحروب الإلكترونية والأهم من ذلك العقوبات الإقتصادية التي تم فرضها علي إيران وهو ما يعرف بحرب الاعستنزاف, حتي يتم إستفزاز إيران وإستخدام رد فعل كذريعة لشن هجوم ضدها.