الذي يثير الدهشة أكثر,أن بعض هؤلاء الأصدقاء يسمون أنفسهم, مفكرين, ويعتقدون أن هذا الذي يمارسونه هو الفكر, وأن هذه الحدود التي لايبرحونها هي حدود فكر الإنسان في هذا العالم.. كثيرا ما أندهش إزاء أولئك الأصدقاء, الذين لاتتجاوز رؤيتهم حدود الصالح الشخصي علي خريطة الناس والأحداث سواء في هذا الوطن, أو حتي في هذه الدنيا.. الذي يثير الدهشة أكثر,أن بعض هؤلاء الأصدقاء يسمون أنفسهم, مفكرين, ويعتقدون أن هذا الذي يمارسونه هو الفكر, وأن هذه الحدود التي لايبرحونها هي حدود فكر الإنسان في هذا العالم.. وكان الهبوط هو الثمرة المنطقية المريرة, لمثل هذا الواقع الذي آلت إليه خريطة الفكر, والمفكرين في هذا الوطن, بل ربما في هذه الأمة العربية.. وحقا..حقا..فإن شخصا مثلي يستمتع كثيرا, حين يطرح علي نفسه السؤال القائل: إذا كان مانراه من أشخاص, هو الفكر والمفكرون.. فما الذي يمكن أن يكونه حقا؟ أبو بكر الخوارزمي الذي توصل الي علم الجبر,أبو الأسود الدؤبي الذي وضع قواعد النحو والصرف في اللغة الأعظم, التي هي اللغة العربية, أو شخص ثالث مثل إبن سينا الذي وضع أساسات علوم الطب البشري وشروحات فهم الإنسان.. وحتي في تاريخنا المصري المعاصر,رأينا جهود عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في محاولات الصلح التي لاتنتهي بين تاريخ الأدب العربي والواقع الذي يتوجب أن يكون عليه, كلما أراد لنفسه الحفاظ علي مكانته الأدبية الإنسانية والعالمية..وكان الرجل كما رأينا, وسمعنا, وقرأنا, عميدا في الأدب الفرنسي بمثل ماهو عميد في الأدب العربي..فهل أحدثكم عن عبقريات العقاد, ورسومات صلاح طاهر التي تكشف روعة الصراع بين الإيمان وبين الغربة..وهل أحدثكم عن سخريات المازني, وأنوار محمد زكي عبد القادر, والبلاغة الصحفية عند أحمد الصاوي محمد, وعبقرية الخبر الاجتماعي عند علي ومصطفي أمين,.. هل أحدثكم عن أسطورة الشدو أم كلثوم,وعندليب الغناء عبد الحليم, وصانع الزخارف الموسيقية محمد عبد الوهاب. ونهر الموسيقي البليغ, بليغ حمدي, وهل أحدثكم عن كونيات يوسف ادريس, ووصفيات نجيب محفوظ, وروعة التحليل السياسي عند محمد حسنين هيكل.. من هذه الأسماء..وماتصنع من آفاق وسماء, انزلقنا مرة واحدة, الي مستنقع بشري لاحدود لمعونات العفونة فيه..هذا المستنقع البشري اسمه حسني مبارك رئيس جمهورية سابق, ثار عليه شعبه بعد أن أذاق شعبه المرار ويعاقب الآن مع أمثاله من حثالة المجرمين أمام محكمة الجنايات.. هل رأيتم شخصا واحدا ياحضرات السيدات والسادة, يصنع كل هذا المجد.,.وشخصا واحدا يصنع كل هذا الدمار.. إنه الإنسان..الذي يتوجب أن يكون نقطة البداية في بناء المجتمع المصري الديمقراطي الجديد! عبارة للتأمل: ومعذرة ياصديقي..فقد إكتشفت متأخرا جدا وكثيرا مايحدث ذلك أن أروع مافي مهنة الصحافة,أنها إحدي أهم وسائل الإصلاح, في كل المجتمعات.. طبعا مالم تكن للحكام, وأصحاب المصالح,مشيئة أخري..