كانت القضية الرئيسية التي اجتمع من أجلها في الكويت, نخبة من رموز المجتمع الدولي, بدعوة من الشيخ فهد السالم الصباح, هي تجديد الحوار بين الحضارات.. فإن رياح الربيع العربي. فرضت نفسها علي جلسات الحوار وأدارت دفة المناقشات في اتجاه استخلاص الدروس المستفادة من النجاحات التي تحققت في دول مثل مصر وتونس, واستشراف مسارات التغيير في دول أخري.\ويقول الشيخ فهد, رئيس مركز فهد السالم لحوار الحضارات والدفاع عن الحريات,إن مشاركة شخصيات عالمية بارزة ونشطة في مجال حقوق الإنسان والسلام والديمقراطية, ومجموعة من رؤساء الدول السابقين, وحملة جوائز نوبل للسلام, أسهمت في اثراء الحوار والنقاش حول تعزيز الحوار من أجل الحريات وحقوق الانسان ليس في منطقة الشرق الاوسط فحسب وإنما في جميع أنحاء العالم. ويشير الي أن كل المشاركين أجمعوا علي ضرورةالعمل الجاد من أجل تفعيل ممارسات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.. داعيا حكومات الشرق الأوسط لتبني إصلاحات سريعة وشاملة, تلبي طموحات دعاة التغيير والديمقراطية, وذلك في ضوء ما تشهده المنطقة من مطالب شعبية متعددة في هذا الاتجاه. ويوضح أن مؤتمر الكويت سيكون نقطة الانطلاق للحوار البناء مع أبرز القيادات العالمية في مجالات السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان, للقضاء علي الاستبداد, وتفعيل الحوار القادر علي إحداث التغيير الحقيقي. ويؤكد أن تفعيل الحوار علي المستويات المحلية والاقليمية والدولية هو المحرك الأساسي لحل الصراعات, وبناء جسور الثقة والتحرك قدما باتجاه تعزيز مبادئ الحريات وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط والعالم علي حد سواء. ويقول الشيخ فهد أن في العالم العربي يوجد قرابة052 مليون نسمة. أكثر من نصفهم من الشباب تحت سن25 عاما, وكان هؤلاء الشباب ولفترة طويلة أسري ولكن بطريقة مختلفة, فهم مقموعون علي المستوي الفكري, ولا يسمح لهم بإبداء آرائهم فيما يخص السياسة والاقتصاد والتعليم والكثير من الأمور, حتي أن أحلامهم في العيش بكرامة قد تم قتلها. لكنهم اليوم متعطشون للمعرفة, بل أستطيع القول أنها أصبحت أحد مطالبهم الأساسية, فقد قهروا الجهل وخلفوه وراء ظهورهم, فشباب منطقتنا يكسرون حاجز الخوف والقهر والقمع كل يوم في منطقتنا العربية. فهم لا يناشدون البعض الحصول علي حقوقهم ولكنهم ينتزعونها. وحول استضافة الكويت للمؤتمر يقول ان الكويت جزء من الشرق الأوسط, مهد الحضارات. وتراث وثقافة الشرق الأوسط وكونه ملتقي طرق العالم, هو مبدأ متأصل لدي كل مواطن كويتي. وبدون شك نحن فخورون بهذا الإرث الحضاري, وبدون شك أيضا نحن علي دراية تامة بالدور الذي يتوجب علينا القيام به. ويشير الي أن دستور الكويت يعد دستورا ديمقراطيا علي الورق فقط, لكن ذلك لم يكن الحال علي الدوام, ونحن نسعي نحو الديمقراطية والحرية التي تتطلب جهدا شاقا, لكنها تستحق هذا العناء.. ويجب علينا أن نتحرك باتجاه تطبيق تلك الديمقراطية الموجودة علي الورق.ويؤكد أن اللحظة التي يمر بها عالمنا العربي, هي لحظة فارقة في تاريخ الأمة العربية. وقد قرأنا كثيرا عن الدور الهام الذي لعبته وسائل الإعلام في عصرنا الحديث, وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي علي الإنترنت, التي كانت تتصدر المشهد الثوري في أغلب تلك التحركات الشعبية, والتي ينسب لها الفضل من قبل الكثيرين في نجاح تلك الثورات الشعبية.