ارتكبت قوات الرئيس السوري بشار الأسد أمس مجزرة جديدة في مدينة حمص السورية حيث قتلت67 مدنيا خلال8 ساعات بعد توغل دباباتها ومدرعاتها في المدينة ليرتفع عدد القتلي خلال يومين إلي أكثر من150. يأتي ذلك في وقت دعت فيه مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الانسان في جنيف العالم إلي التحرك بسرعة لحماية المدنيين, فيما أعلن نائب سوري القبض علي رياض الأسعد مؤسس الجيش السوري الحر. وفي الوقت الذي جرت مشاورات هاتفية بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف حول الأوضاع في سوريا, بينما بدأت أنقرة مفاوضات مع دمشق لإطلاق سراح49 ضابطا تركيا محتجزين في سوريا. فقد أكد نشطاء في مدينة حمص ومصادر بالمعارضة السورية أن قوات مدرعة تابعة للأسد توغلت في مدينة حمص بوسط سوريا أمس مما أسفر عن مقتل67 مدنيا علي الأقل في الساعات الثماني الماضية منهم أفراد ثلاث عائلات. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو قد أكد لتليفزيون( ان.تي.في) في مقابلة ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سيبحث الوضع في سوريا مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عبر الهاتف أمس. وقال نشطاء في حمص ومصادر من المعارضة إنه في أحدث هجوم علي حمص أطلقت القوات الصواريخ وقذائف الهاون في حين دخلت الدبابات حي الإنشاءات واقتربت من منطقة بابا عمرو الأكثر تضررا من القصف الذي أسفر عن سقوط150 قتيلا علي الأقل خلال اليومين الماضيين. وقال النشط محمد الحسن عبر هاتف يعمل من خلال الأقمار الصناعية من حمص' عادت الكهرباء لفترة وتمكنا من الاتصال بالأحياء المختلفة لأن النشطاء هناك تمكنوا من إعادة شحن هواتفهم. احصينا47 قتيلا منذ منتصف الليل.' وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الدول التي لها نفوذ لدي المعارضة السورية عليها أن تضغط عليها لإجراء حوار مع الأسد وهي تصريحات اوضحت أن موسكو ليس لديها النية للتخلي عن حليفها القديم. بينما أكد عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود أن قوات الجيش ألقت القبض علي رياض الأسعد العقيد السابق بالجيش ومؤسس' الجيش السوري الحر' في بلدة كفر تخاريم بمحافظة أدلب. وقال العبود في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية( بي بي سي) أمس إن الجيش اعتقل عشرات الضباط الأتراك في سوريا كانوا يعملون علي إدخال مجموعات مسلحة إلي البلاد'. وفي موسكو صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن الرئيس السوري بشار الأسد كلف نائبه فاروق الشرع باجراء الحوار مع كل القوي المعارضة. وقال- في ختام مباحثاته مع نظيرته الباكستانية حنا رباني أمس في موسكو' نحن نؤيد كل المبادرات التي من شأنها ضمان الظروف للسوريين أنفسهم ليباشروا بالحوار ويبحثوا عن طرق المصالحة الوطنية', واضاف أنه يجب علي أعضاء المجتمع الدولي كلهم سواء في العالم العربي او أوروبا أو الولاياتالمتحدة أو غيرها من المناطق ان يعملوا علي ذلك. وأبدي لافروف أمس استغراب بلاده من إقدام عدد من الدول علي سحب سفرائها من سوريا..قائلا' إننا لا نفهم المنطق وراء هذه الخطوات. وأضاف- حسبما ذكر راديو( صوت روسيا)-' لا نفهم أيضا السبب وراء الدافع الملح لتجميد عمل بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية في سوريا. من جانبه ذكر الخبير الروسي في شئون الشرق الأوسط جيورجي ميرسكي أن الأسد ليس ديكتاتورا مثل أبيه الذي لم يكن يأخذ آراء الآخرين في الاعتبار, لكنه لم يجهز نفسه لتسلم السلطة. وفي جنيف دعت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي أمس الي تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين في سوريا قائلة إنها روعت من الحملة العسكرية العنيفة للجيش السوري علي مدينة حمص. وانتقدت بيلاي روسيا والصين صراحة لاستخدامهما حق النقض( الفيتو) ضد مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يدعو الأسد للتنحي. وأضافت في بيان' روعني هجوم الحكومة السورية المتعمد علي مدينة حمص واستخدامها المدفعية وغيرها من الأسلحة الثقيلة في هجمات بلا تمييز فيما يبدو علي مناطق مدنية في المدينة. علي صعيد آخر ذكرت محطة( شام إف إم) السورية الخاصة أن مفاوضات بدأت بين دمشقوأنقرة لإطلاق سراح49 ضابطا تركيا احتجزتهم السلطات السورية علي أراضيها. وقالت المحطة إن سوريا وتركيا بدأتا مفاوضات للافراج عن49 ضابط استخبارات تركيا' كانوا ينشطون بشكل غير شرعي' في سوريا. الجامعة العربية: لم نسحب مراقبينا من دمشق صرح السفير علي الجاروش نائب رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ومدير الإدارة العربية بالجامعة بأن الأمانة العامة لم توجه بسحب بعثتها من سوريا..وأن غرفة العمليات في دمشق التابعة للبعثة لاتزال تعمل بكفاءتها وطاقاتها, وكذلك إدارة الفريق تعمل أيضا علي ما هي عليه. وقال الجاروش- في تصريح له أمس- إن الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة بعد ما أوقف نشاط البعثة نظرا للاعتبارات التي أوضحها في حينه, طلب من أعضاء الفريق الذين أمضوا أكثر من شهر بعيدا عن بلدانهم وأسرهم منحهم أجازة لزيارة أوطانهم وأسرهم لحين ما يحدد العربي وضع البعثة في ضوء قرار مجلس الجامعة الذي سيتخذ في اجتماعه الأحد المقبل.