عبرت دول غربية وعربية عن الغضب أمس إزاء استخدام روسيا والصين لحق النقض( الفيتو) ضد مشروع قرار بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي. فقد أعلنت السفيرة الأمريكية لدي الأممالمتحدة سوزان رايس أنها تشعر بالاشمئزاز من الفيتو الروسي الصيني, مشيرة إلي أن إراقة أي دماء أخري ستكون المسئولية عنها علي عاتق( روسيا والصين). وفي صوفيا, أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس أنه بعد فشل قرار مجلس الأمن الدولي حول سوريا يجب أن يتم تشكيل ائتلاف دولي خارج إطار الأممالمتحدة للضغط علي الرئيس السوري بشار الأسد لإجباره علي التنحي. وذكرت وكالة أنباء صوفيا البلغارية, أن كلينتون قد أدلت بهذا التصريح في مؤتمر صحفي عقدته عقب اجتماعها مع رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف ووزير الشئون الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف- مؤكدة علي أن الولاياتالمتحدة ستواصل خلق مزيد من العقوبات لإقناع النظام السوري بوقف العنف, حيث إن الوضع في سوريا قد يتحول إلي حرب أهلية وحشية, معربة عن أملها في تدخل المجتمع الدولي لمنع هذه الأعمال. بينما أعلنت كلينتون أن حق( الفيتو) الذي استخدمته روسيا والصين لوقف قرار مجلس الأمن الذي كان سيحث الأسد علي التنحي أمر فظيع. وفي لندن, وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيج النظام السوري بأنه محكوم عليه بالزوال وأنه قاتل, محذرا من أن البلاد تتجه نحو حرب أهلية بعد الفشل الدرامي للجهود الدبلوماسية التي دعت لتنحي الأسد. وأضاف هيج أن تصويت روسيا والصين أعطي لموقف الأسد قوة وأن هاتين الدولتين تتحملان مسئولية متزايدة حول العنف المستمر, وأن هذا سيعني تزايد الغضب في الشرق الأوسط والعالم العربي تجاه موقفهما. كما أعربت تركيا عن أسفها الشديد إزاء فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل لاتفاق حول مشروع قرار بشأن سوريا المقدم من المغرب باسم المجموعة العربية, والذي كان يدعو إلي تسوية الأزمة في سوريا والوقف الفوري لجميع أعمال العنف, وأعرب المغرب عن عميق أسفه وخيبة أمله إزاء الفيتو, مؤكدا أن العرب لا ينوون التخلي عن الخطة. وفي الأراضي المحتلة, أكد النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم إن روسيا استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لخشيتها من سقوط النظام السوري, وما قد يترتب علي ذلك بالنسبة للاستقرار في إيران. وفي موسكو, أعرب جينادي جاتيلوف, نائب وزير الخارجية الروسي عن أسفه لعدم بذل جهد إضافي لحل الأزمة السورية قبل اللجوء إلي مجلس الأمن, وقال إن من اقترحوا مشروع القرار ضد سوريا لم يرغبوا في بذل جهد إضافي للتوصل الي حل وسط. و أدانت منظمة العفو الدولية( أمنستي إنترناشونال), المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم, استخدام الصين وروسيا حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا. وقالت المنظمة في بيان لها أوردته قناة( الجزيرة) الفضائية أمس إن الفيتو الروسي الصيني يعد خيانة للشعب السوري. ومن جانبه, قال الأمين العام للمنظمة سليل شيتي إنه استخدام غير مسئول بالمرة لحق النقض من قبل روسيا والصين, كما يعد أمرا صادما لانهما حالتا دون المصادقة علي ما كان مشروع قرار ضعيفا جدا بالفعل. من ناحية أخري, كشفت تقارير صحفية تركية أمس الاحد نقلا عن مصادر سورية عن أن هناك مساومات مستمرة بين الحكومة التركية وإدارة دمشق بهدف إطلاق سراح49 استخباريا تركيا معتقلين في سوريا. ونقلت صحيفة( ايدنلك) التركية عن نفس المصادر قولها إن الحكومة السورية طلبت من حكومة العدالة تسليم قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد مقابل إطلاق الاستخبارايين الاتراك. وأشارت الصحيفة إلي أن وزير الخارجية التركية أحمد داود اوغلو تطرق خلال زيارته الاخيرة لكل من موسكو وطهران للموضوع, وادعي بأنه فتح الاشارة الخضراء لتسليم رياض الاسعد مع عدد آخر من زملائه مقابل إعادة الاستخباريين الاتراك. وحسب الصحيفة تري إدارة دمشق هذا المقترح ليس كافيا وإنما تريد تقديم تركيا المزيد من التعهدات منها عدم تدريب السوريين المعارضين علي أراضيها وعدم السماح للمعارضين السوريين المتدربين علي السلاح بالدخول لسوريا من الاراضي التركية ثم إيقاف كل فعاليات الجيش السوري الحر علي الاراضي التركية إضافة إلي أن إدارة دمشق فرضت شرط ضرورة عقد اتفاق خطي بين تركيا وسوريا يتضمن كل الشروط المذكورة وعدم الاعلان عنها لكي لا يتضرر الشعبان السوري والتركي. وأفادت المعلومات الواردة للصحيفة بأن إدارة دمشق طلبت بأن تكون إيران شاهد عيان علي شروط الاتفاق.. مؤكدة أن مسئولي البلدان الثلاثة تركيا وسوريا وإيران مستمرون بمباحثاتهم السرية وحققوا تقدما ملحوظا. ميدانيا, أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية ارتفاع عدد قتلي تظاهرات أمس برصاص قوات الامن والجيش السوريين إلي31 شخصا بينهم5 اطفال و3 نساء, ذكرت ذلك قناة العربية الاخبارية أمس. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل تسعة جنود من قوات الجيش النظامي خلال اشتباكات وقعت مع مجموعة من المنشقين في محافظة إدلب شمال غرب سوريا. ونقل تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية( بي. بي. سي) أمس عن المرصد قوله إن الاشتباكات أسفرت أيضا عن إصابة21 جنديا آخرين. ومن جانبها, دعت لجان التنسيق المحلية في سوريا إلي ما اسمته عصيان الكرامة, وأعلنت ارتفاع عدد قتلي الثورة السورية منذ منتصف مارس الماضي إلي أكثر من سبعة آلاف و339 قتيلا, في غضون ذلك خرجت مظاهرات منددة وأخري مرحبة بالفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن. وأوضحت اللجان أن برنامج العصيان سيكون علي ثلاث مراحل: إعلان حالة العصيان المدني بإضراب حداد لمدة يومين, يتبعها بدء عصيان اقتصادي وتشكيل جمعيات شراء, ومن ثم تحضير لعصيان في دمشق وحلب. بدورها قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش السوري يحاول اقتحام بلدة مضايا بريف دمشق بعشرات الدبابات ومئات الجنود وسط قصف عنيف يستهدف البلدة. وأفادت بأن الجيش دفع بنحو خمسمائة عنصر مع آلياتهم إلي الجهة الشمالية للبلدة إضافة إلي التعزيزات الموجودة أصلا علي هذه الجبهة منذ أمس, والتي قدرت بنحو أكثر من مائة عربية تابعة للفرقة الرابعة وسط نزوح معظم أهالي مضايا إلي بلودان بريف دمشق. وبحسب الهيئة فإن معظم الجنود الموجودين داخل الدبابات مقيدون ولايستطيعون الخروج منها, وأوضح أن ذلك ربما يبدو خطوة احترازية من النظام تجنبا لهروبهم عن حدوث انشقاق ** العربي: الجامعة العربية ستواصل جهودها لحل الأزمة السورية نهلة متولي أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية ان إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية بسبب رفض كل من روسيا والصين للقرار واستخدام الفيتو ضده لاينفي أن هناك دعما دوليا واضحا لقرارات الجامعة العربية. كما أكد أن الجامعة ستواصل جهودها مع الحكومة السورية والمعارضة وبالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية من أجل تحقيق الهدف الأسمي الذي تعمل من أجله الجامعة والمتمثل في وقف جميع أعمال العنف والقتل وحماية المدنيين العزل. وأشار العربي إلي أن مجلس الجامعة المقرر انعقاده علي المستوي الوزاري يوم السبت المقبل سيتناول مختلف جوانب تطورات الأزمة السورية في ضوء العرض الذي سيقدمه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا وتقرير الأمين العام لاتخاذ القرار المناسب للتعامل مع هذه التطورات بما في ذلك امكان إعادة عرض الموضوع مرة أخري علي مجلس الأمن.