شهدت ساحة مسجد القائد ابراهيم بالإسكندرية بعد صلاة جمعة الرئيس أولا والقصاص للشهداء تجمعات من مختلف القوي السياسية والائتلافات والحركات الثورية وكان المشهد اللافت للنظر تجمع بعض شباب الالتراس رافعين الأعلام ومنددين بموقف سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة واستقوائه بالفيفا والمطالبة بمحاكمته فورا. وتحرك شباب الألتراس بمسيرة إلي قيادة المنطقة الشمالية العسكرية في حين أسرع شباب ائتلاف الاحزاب واتحاد القوي الثورية الممثلة من الائتلافات والحركات الثورية في مسيرتهم إلي المنطقة الشمالية قبل وصول الألتراس لإقامة حاجز حتي لا يحدث صدام بين الألتراس ورجال القوات المسلحة بالمنطقة الشمالية, وكان من أهم مطالب الثوار تسليم السلطة ومحاكمة المخلوع وفلول النظام السابق والقصاص لأسر الشهداء ورحيل العسكر وإقالة النائب العام وحكومة الجنزوري وقد طغت أحداث بورسعيد علي المشهد السياسي بالإسكندرية. وأكد المهندس عصام عبدالمنعم رئيس اتحاد القوي الثورية ومنسق ائتلاف الأحزاب بالإسكندرية, أن بعض القوي السياسية والحركات الثورية قررت فض وتعليق اعتصامها بميدان فيكتور عمانويل بسموحة القريب من مديرية الأمن لتفويت الفرصة علي البلطجية والمخربين الدخول في مواجهات مع رجال الشرطة حتي لا يتم الصاقها بالثوار الشرفاء خاصة عندما حضرت قلة مساء أول أمس من المخربين ودخلوا في مناوشات أمام مديرية الأمن بعد الأحداث التي وقعت بين البلطجية بشارع اللاجيتية بالابراهيمية ومنطقة سيدي بشر لترويع المواطنين وتدخل الأمن وقبض علي بعضهم في محاولة من البلطجية للافراج عنهم باثارة المعتصمين بالميدان, مؤكدا أن الايادي الخفية بدأت الظهور علي الساحة في ظل تقاعس المجلس العسكري ووزارة الداخلية والنائب العام وعلي رأس الفلول سمير زاهر الذي يستقوي بالخارج بعد إقالته ولجوئه إلي الفيفا وطالبوا بمحاكمته فورا حيث أن اتحاد الكرة بالكامل يحركه جمال مبارك من وراء قضبان سجن طرة. قال عصام عبدالمنعم أنهم سيتحركون بمسيرات يومية بشوارع الإسكندرية لحين تحقيق مطالبهم برحيل المجلس العسكري وتسليم السلطة فورا لرئيس المحكمة الدستورية العليا وسحب الثقة من حكومة الجنزوري. وقد أكد الشيخ أحمد المحلاوي امام وخطيب مسجد القائد ابراهيم أن البلاد حاليا ذهبت بأيادي ابنائها إلي أمور معقدة حيث ان أعداءنا لم يتمكنوا من النيل من ثورتنا في بداية قيامها ولكن الآن تمكنوا منا بقتل أنفسنا لصالحهم بعد أن تفرقنا وأصبح لكل فصيل هدف معين بعيدا عن مصالح الأمة وأضاف أن فلول الحزب الوطني المنحل يملكون الأموال والثروات التي نهبوها من الشعب والآن يسخرونها في تخريب البلاد وقتل أنفسنا وأيضا يملكون قوة الاعداد في الخارج مستعينين بأمريكا واسرائيل, وأصبحت الأمور تتفاقم يوما بعد الآخر, موضحا أن الشباب هو الذي اسقط النظام ورأسه بالثورة ويجب عليهم حاليا الحفاظ عليها خاصة بعد تحقيق نتائج ملموسة ولا ينساقون وراء المخربين الذين ينفذون مخططات الاعداء. وأكد أحمد ممدوح المتحدث باسم الاشتراكيين والثوريين أن هناك محاولة لتصفية احد فصائل الثوار وهم الألتراس الذين شاركوا في الثورة المصرية منذ اللحظة الأولي ولهم مواقفهم الواضحة ضد المجلس العسكري ووزارة الداخلية. وأضاف أن دماء هؤلاء الشباب لن تذهب سدي وسنواصل المسيرات لإقالة حكومة الجنزوري ومحاكمة وزير الداخلية ومحاكمة المجلس العسكري عما ارتكبه من جرائم طوال العام. وعلي السياق نفسه تجمعت عقب صلاة الجمعة أكثر من سبع مسيرات من شرق ووسط وغرب المدينة اتجهت نحو المنطقة الشمالية العسكرية بترديد هتافات بسقوط حكم العسكر والقصاص العادل للشهداء وقد شاركت المناطق الراقية بمناطق رشدي ولوران وكفر عبده بمسيرتين احتجاجا وتضامنا مع أسر شهداء الكرة الذين لقوا حتفهم ببورسعيد, وعلي الجانب الآخر اتجه العديد من شباب الالتراس إلي ميدان التحرير وخرجت أيضا بعض المسيرات من منطقة بحري والمنشية والجمرك والعطارين متجهة إلي طريق الكورنيش إلي قيادة المنطقة العسكرية الشمالية التي اتخذت اجراءات احترازية مشددة من خلال الأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية حول قيادة المنطقة والشوارع المحيطة بها تفاديا لحدوث اشتباكات, وأعمال شغب في ظل حالة الاحتقان المشتعلة. كما قررت حركة الصامتون قادمون التي تضم العديد من الشباب بمختلف مناطق الاسكندرية بالتنسيق مع حركة لمسة وفاء وائتلاف شباب بيحب مصر إلغاء مسيرة الجمعة التي كان من المقرر قيامها من ساحة مسجد القائد ابراهيم للمنطقة الشمالية العسكرية, وأعلنت تحركها إلي مديرية أمن الإسكندرية بسموحة لحمايتها من المخربين والبلطجية. وأكد المهندس محمد حجازي المتحدث الرسمي لحركة الصامتون قادمون, أنهم قرروا الذهاب إلي مقر مديرية الأمن بعد وصول أنباء عن اتجاه البعض بالتحرك من المنطقة الشمالية إليها للاشتباك مع رجال الشرطة هناك, وتشكيل دروع بشرية من الشباب لمنع المتظاهرين من إلقاء زجاجات المولوتوف أو الحجارة والاشتباك مع الأمن, حيث انه فور وصول أنباء عن مصرع74 مشجعا من الأهلي وإصابة المئات خلال المباراة مع المصري في بورسعيد, توجه بعض المخربين للمديرية في محاولة لاقتحامها واشعالها بالنيران مساء أول أمس ولكنهم تصدوا لهم بالتعاون مع أهالي وسكان منطقة سموحة خاصة أصحاب المنشآت التجارية وتمت اعادة المتظاهرين مرة أخري إلي ميدان فيكتور عمانويل مقر الاعتصام. وأشار إلي أنهم مستمرون في حملاتهم بالمناطق الشعبية والنائية لتوعية الشباب بعدم الانصياع إلي دعاوي التخريب ونشر الفوضي والتصدي للبلطجية والالتزام بالجدول الزمني لتسليم السلطة لرئيس منتخب والتصدي لمثيري الشغب والفتنة الذين يريدون انهيار البلاد وتنفيذ الاجندات الداخلية والخارجية بتفكيك الوطن عن طريق الوقيعة بين الشعب والجيش. تجمعت المسيرات المتنوعة التي انطلقت من أرجاء احياء الإسكندرية أمام قيادة المنطقة الشمالية العسكرية لتصل أعدادها في الساعة الرابعة عصرا من يوم أمس إلي ما يقرب من مائة ألف سكندري مما أدي إلي توقف حركة المرور بوسط المدينة, وقيام العديد من أصحاب المنشآت التجارية باغلاقها خاصة بمناطق سيدي جابر وكامب شيزار والإبراهيمية وكليوباترا وسموحة ومصطفي كامل تخوفا من حدوث اشتباكات أو مشاحنات نتيجة دخول بعض العناصر المندسة التي تستغل هذه الاجواء والغياب الأمني الذي اختفي تماما في ظل المسيرات الحاشدة وحدوث فوضي وانتشار البلطجية واللصوص, وقد ظهر خلال المسيرات اختفاء أعضاء وكوادر جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين في مشاركتهم في جمعة الرئيس أولا والقصاص لدماء الشهداء برغم مشاركة بعض الأعداد القليلة من شباب الإخوان والسلفيين, في ظل سيطرة جماهير الألتراس علي المشهد أمام المنطقة العسكرية بهتافات مدوية تطالب برحيل المجلس العسكري عن إدارة شئون البلاد وكان من أهم هتافاتهم أنا رحت بورسعيد ورجعت في كفني شهيد وهو الهتاف الذي أشعل حماس المحتشدين هناك في صورة تعبر عن مدي الغضب الشديد الذي يجتاح الثغر نتيجة مذبحة بورسعيد.