ما بين مسيرات سلمية خرجت تأكيدا لمطالب الثورة واستكمال أهدافها, وبين تظاهرات منددة بحكم العسكر, وبينهما مشادات كلامية وأحيانا اشتباكات بالأيدي والألفاظ في عدد من المناطق والمحافظات, خرج الآلاف من الثوار إلي مختلف ميادين مصر لإحياء ذكري جمعة الغضب تحت عنوان جمعة العزة والكرامة أمس, وعلي الرغم من تأكيد مختلف القوي السياسية والثورية علي سلمية التظاهر, إلا أن البعض خرج عن المسار بارتكاب عدد من التجاوزات في ميدان التحرير. وقد قام عدد من المتظاهرين بميدان التحرير بالهتاف ضد الدكتور محمد البلتاجي, عضو مجلس الشعب والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين, أمام منصة الإخوان بالقرب من مسجد عمر مكرم, وذلك بعد أن حاول البلتاجي تهدئة المتظاهرين وإلقاء كلمة من المنصة,إلا أن المتظاهرين رددوا هتافات مناهضة للإخوان وطالبوا البلتاجي بالنزول من علي المنصة. وبرغم أن البلتاجي هتف يسقط يسقط حكم العسكر قائلا لهم: هذا أول هتاف من منصة الإخوان ضد المجلس العسكري, فإن المتظاهرون استمروا في الاعتراض عليه ورددوا هتافات: انزل.. انزل ويسقط الإخوان والإخوان برة الميدان ويسقط الإخوان والمجلس العسكري. علي الفور شكل شباب الإخوان دروعا بشرية حول البلتاجي لمحاولة إخراجه من الميدان وحمايته من المتظاهرين بالتعاون مع اللجان الشعبية بالميدان وأخرجوه بصعوبة من الميدان. واختلفت أجواء جمعة العزة والكرامة من ميدان إلي آخر, ومن محافظة إلي أخري, حيث قام ثوار السويس بنصب مقابر رمزية للرئيس السابق حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في رسالة منهم إلي ضرورة القصاص لدماء الشهداء. وشهدت مظاهرات محافظة أسيوط بعض المشادات الكلامية والاشتباكات بين الإخوان وائتلاف شباب الثورة اعتراضا علي رغبة الإخوان في إقامة منصة بميدان الشهيد أحمد جلال. بينما شهدت الدقهلية معركة طاحنة بين أنصار الدكتور محمد غنيم وأمين الحرية والعدالة بالمحافظة, بينما كانت الإسماعيلية هادئة تماما, حيث كانت مسيراتها سلمية دون أي تجاوزات. وكانت تظاهرات المنوفية ثورية لتأكيد مطالب الثورة, إلا أنها لم تخل من المطالب الفئوية أيضا. وبالنسبة لتظاهرات القوي الثورية في مختلف المناطق بالعاصمة والمحافظات, فقد شهدت مواقف متباينة وأحداثا مختلفة, حيث اعتدي بلطجية علي متظاهري مصر الجديدة بالأسلحة البيضاء, وسرعان ما تم القضاء عليها. وانحصرت المطالب التي نادي بها الشباب في هتافاتهم أمس, في سرعة تسليم البلاد إلي سلطة مدنية منتخبة وعودة الجيش إلي ثكناته وتطهير مؤسسات الدولة ووضع الدستوروالقصاص لدم الشهداء وسرعة محاكمة رموز النظام السابق وعودة الأموال المنهوبة من الخارج.