عندما دعا الشباب والحركات الاحتجاجية وقي مقدمتها كلنا خالد سعيد و6 ابريل إلي التظاهر والاحتجاج ضد ممارسات الشرطة ثم تطور الامر بعد نجاح ثورة تونس إلي المطالبة بتطوير الاحتجاجات إلي ثورة مثل الثورة التونسية. فارتفعت الشعارات.. وتساءل بعض الدعاه الإسلاميين عن شرعية الشعارات وموافقه هذه الثورة للشريعة. بعض هؤلاء مازالوا يقولون ان في اعناقهم بيعه لمبارك والثورة وخروج علي الحاكم كمجموعة السلفية الجامية المدخلية, وهؤلاء مرفوضون داخل الحركة الإسلامية.. وغيرهم توقفوا امام الشعارات المرفوعة وممارسات الميدان. نحن هنا بصدد مناقشة المجموعة الثانية هل توافقت شعارات الميدان وممارساته مع الشرع. لقد كانت الشعارات تطلبعيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. ومقاومة الفساد.. وهي جوهر وأصل من أصول الشريعة التي تقوم علي حفظ الحقوق أو الضرورات الخمس حفظ الدين حفظ النفس حفظ العقل حفظ المال حفظ النسل فشعار عيش يرمز إلي توفير الحد الادني من ضرورات الحياة وهو حد الكفاية وليس حد الكفاف وهذا الحد يحدده علماء الاجتماع بكمية معينة من السعرات الحرارية التي يستطيع الانسان من خلالها تأدية وظائفه الحيوية ونشاطه الطبيعي من خلال نظام غذائي تتوفر فيه كل المكونات الاساسية.. وهذا الرمز التظاهري الخبز مقصد من مقاصد الشريعة حفظ النفس. ومن نافلة القول ان هذا يكون بتوفير الوظائف المناسبة لكل شخص مؤهل وتحديد الراتب المناسب بما يحقق هذا الهدف.. وعندما يحدث الخلل في هذه القضية يظهر الخلل الاجتماعي والفساد الاخلاقي من السرقة والرشوة والاختلاس والنصب اذا كان رفع هذا الشعار والاصرار عليه امرا يتوافق تماما مع مقاصد الشريعة البند الثاني حرية وهي اسمي اهداف الشريعة الإسلامية بل ان اغلب الحروب الإسلامية كانت لتحرير الناس من العبودية للحكام الطواغيت الذين يفرضون علي الناس افكارهم وتصوراتهم.. حتي الشهادة لا اله الا الله تجرد الانسان من العبودية الا لله وشعار الإسلام دائما متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا فحرية الاعتقادلكم دينكم ولي دين وحرية التعبير في مواجهة الحاكم كما قيل لأبي بكر لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا. والشعار الاخر عداله اجتماعية يمثل اسمي المعاني في شريعة الله عزوجل والعدل كما يقولون اساس الملك والله سبحانه وتعالي كما قال فقهاء الإسلام يقيم الدولة العادلة وان كانت كافرة ولايقيم الدولة الظالمة وان كانت مسلمة والظلم افه من افاات النفس البشرية وعواقبه دائما وخيمة علي الفرد والامم ولم يكن من المعقول ان تصل مصر إلي هذا الفرق الشاسع والتفاوت المزعج في مستوي الحياة الاجتماعية بين افرادها لا لسابق علم او جهد أو ابتكار بل بالقدره علي الوصول للمتنفذين في مجاهل الحكم واصحاب القرار بالرشاوي المقنعة والظاهرة تستطيع ان تحصل علي كل شيء واي شيء فازداد الفقير فقرا والغني الواصل غني وانسحقت الطبقة المتوسطة وكل هذا مخالف لمبادئ العدالة في الإسلام التي تقوم علي رعاية الفقراء وسد حاجتهم والفقراء هنا ليسوا المتسولين ولكن اقصد الموظفين المطحونين الذين لايكفيهم راتبهم فهؤلاء بمقياس الشرع مساكين لقوله تعالي اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فهم يعملون لكن العائد لايكفيهم.. ثم يأتي شعار باطل الذي كان يمس كل اركان النظام فهو كلمة حق في وجه سلطان جائر وهو افضل الجهاد كما قال صلي الله عليه وسلم.. مع ماتبعه من طلب الرحيل ارحل التي كانت فا صلة في الحكم علي المشهد كله وتمثل اجماعا للامة لأن من قالها في الشوارع مايعادل22 مليونا. لقد كانت مطالب وشعارات الثورة تعبيرا حقيقيا عن جوهر وروح واحكام الإسلام ولايقدح فيها ان من بدأ بها حركات.. وشباب وطنيون أحبوا بلدهم وثاروا علي الظلم وليس ذنبهم انهم تقدموا في وقت تأخرت فيه الكثير من الحركات الإسلامية وفي الختام.. عيال التحرير كما يسمونكم شكرا لكم. [email protected] باحث في شأن التيارات الإسلامية