في هذا الوقت نفسه من كل عام.. ومع نهاية عام يمضي.. وبداية عام جديد يأتي.. تحدث لأهل الفن حالة من البحث عن المجهول القادم في مشوارهم الفني.. خصوصا النجوم الذين تحيط بهم أضواء الشهرة والنجومية. وهم يعيشون دائما في حالة من القلق تدفعهم إلي محاولات كثيرة لمعرفة أحداث مشوارهم الفني المقبل.. خوفا من هبوط النجومية.. أو زوال بختهم الذي يحيط بهم وهم في عز شهرتهم.. وأضواء نجوميتهم تصديقا من خلال قارئة الفنجان.. وقارئة الكف.. وضاربة الودع.. أو الكوتشينة.. والاقتناع بأقوالهن.. والتي قد تمر بهم أحداث الحياة التي من الممكن أن تكون في هبوط نجوميتهم أحيان.. أو صعود نجوميتهم أحيانا أخري.. وتؤدي كلمات العرافين والعرافات إلي أن يصبح لكل نجم أو نجمة عرافة.. أو عراف.. يقرأ لهم بعبقرية.. مزاولتهم لكشف بخت هؤلاء النجوم أو النجمات.. من خلال وسائل المعرفة الغريبة التي يكون مصدرها.. فنجان قهوة.. أو خطوط الكف.. أو تكوينات الودع.. الذي تضربه العرافة.. أو أوراق الكوتيشنة.. أو بختك هذا اليوم الذي ينشر في الجرائد والمجلات.. وهناك من النجوم وغيره من يقرأ هذا البخت من الجرائد يوميا فقط قبل أن يبدأ عمله اليومي.. وهناك من لا يقرأ بخته في اليوم نفسه.. لكن يقرأ الجريدة في اليوم التالي لتاريخ نشرها.. ويضاهي بعد ذلك صدق البخت من عدمه. وهذه الحالات موجودة من قديم الأزل.. ويعيش في وهمها.. صدقا.. أو عدم التصديق.. ومنهم من كان يصدقها ويطمئن من معرفتها.. من كبار النجوم.. فمثلا عمر الشريف النجم العالمي المصري يعلن أن هناك من تنبأ له بالطالع عن طريق عرافة الكفوقالت له إنه سيكون نجما عالميا.. وكان النجم الراحل عبدالحليم حافظ له من يخبره ويتنبأ له في مشوار حياته.. التي لخصها في آخر أغانيه قبل رحيله قارئة الفنجان.. التي كتبها نزار قباني عام..1977 وبعدها رحل الفتي الأسمر ابن النيل بعد مشوار من أجمل مشاوير نجوم الغناء. وهناك عديد من النجوم.. مروا بهذه الحالة من حب معرفة المجهول.. اقتناعا بها أو لمجرد تجربتها.. منهم يسرا.. سمية الخشاب.. فيفي عبده.. هالة صدقي.. نبيلة عبيد.. دلال عبدالعزيز.. سمير غانم.. ولكل منهم عراف أو عرافة يتعاملون معهم باستمرار.. وهناك بعض الأحداث التي تقع لبعض النجمات تؤثر تماما فيمن عاش فيها.. وأن هناك من قام بعمل عمل لهن.. منهن ليلي علوي.. وبوسي.. بعد الحادث الذي وقع لهما في أحد مهرجانات السينما بالمغرب.. وهما في مشوار بسيارة كانت حادثة مروعة.. وأثرت هذه الحادثة في حياتهما بشكل كبير. وفي هذه الأيام تكثر الدعاية الكبيرة من خلال القنوات التليفزيونية الفضائية تعلن بالصورة والكلمات عن كثير من العرافين والعرافات..للمساعدة علي كشف المجهول لمن يرغب.. سواء باللقاء أو الاتصالات التليفونية. وطبعا قراءة الفنجان منتشرة من زمن بعيد حتي في بيوت الأسر المصرية والعربية.. وقارئة الفنجان لها شهرة كبيرة في قراءة خيوط البن المترسب في جنبات الفنجان الفنجال.. وفي قاع الفنجان.. بعد أن يتم شربه.. وتأخذ بقايا البن أشكالا بصور بشر.. أو أرقام.. أو نجوم.. أو حيوانات تعبر عنها قارئة الفنجان بما تراه مرسوما.. خيرا.. أو شرا.. وكثيرا ما يكون خيرا.. طبعا من باب اطمئنان النجم أو النجمة ليبقي زبونا دائما عندها!! وقارئة الكف تجد أشياء مهمة من خلال الخطوط الموجودة في الكف.. كل خط يرمز إلي معني.. طول العمر.. النجاح.. الشهرة.. والحصول علي مراكز مهمة.. أو عدم النجاح أو الشهرة.. ومنها من يقدر الله له التوفيق بعد قراءة كفه فيصدق قارئة الكف.. ويصبح زبونا دائما لديها أيضا. وحكاية القراء هذه وصفها علماء النفس بأنها حالة شبه مرضية.. ولها جذور من بداية ظهور الإنسان علي الأرض.. وتتوارثها الأجيال.. والتفاؤل بها كالخرزة الزرقاء.. والحمراء.. أو الخضراء.. لأن كلا منها ترمز إلي شيء مهم في حياة البشر.. فالخضراء ترمز إلي الأرض وما تعطيه من زرع وخيرات.. والحمراء ترمز إلي الدم الذي يسري في عروق الإنسان ليبعث النشاط والحيوية.. والزرقاء ترمز إلي السماء التي تسبح فيها الشمس عطاءة النماء وتسكنها الملائكة.. وتحمي الإنسان.. والخمسة وخميسة.. وكف اليد الذي يواجه به البعض من يعتقد أنهم من أهل الحسد.. وأصلها أن القدماء يقولون إن لكل عدد ولكل حرف خواص معينة.. فعد أصابع اليد الخمسة.. وكف اليد لها ذبذبات طاقة الدفاع ضد الحاسدين.. وتمنع الأذي. والمهم أن البحث عن المجهول.. ومعرفة المستقبل الذي يقلق نجوم الشهرة والفن سيظل متكررا مع نهاية عام وبداية عام جديد.. ولعلم الجميع أن معرفة المجهول والمستقبل ليست في أيدي قارئة الفنجان.. أو الكف.. أو ضاربة الودع.. أو الكوتشينة.. وأنها مجرد البحث عن الاطمئنان.. ووجوده الحقيقي.. عند الله سبحانه!