عيون المشاهد ترفض أن تنام.. أو حتي تغمض عينيها.. لحظات.. إنه إصرار علي اليقظة... ومتابعة الأيام التاريخية.. التي ستستمر حتي تتحقق كل الآمال والأحلام... التي بدأت مع ثورة التغيير.. بأول يوم تاريخي25 يناير2011. وبدأت العيون تشارك في الأيام التاريخية التي يشهد عليها الزمن.. ويسجلها التاريخ الذي يسجل تلك الأحداث.. والأيام التاريخية وصرخت مع أول الأيام التاريخية التي بدأ فيها الشعب يمارس الحرية والديمقراطية.. والاختيار.. بانتخاب ما يريده.. ليكون ممثلا له.. في مجلس الشعب.. في أول مجموعة انتخابية.. وذلك الاقبال الكبير من الشعب يدق بحضوره ناقوس بداية الحرية في اختيار من يريد.. وتحقق بداية التغير... وصرخت العيون معلنة.. بجملة عنوانها... هي.. دي مصر.. يا سينما!! واشهد يا زمن وسجل يا تاريخ. ومن يومها الأول لم تغلق العيون عيونها وهي تتابع وتشارك في ملحمة أيام التاريخ التي تحدث في مصر هذه الأيام.. وتعلن للسينما أن تتحرك لتسجل هذه الأحداث في أفلام سينمائية مهما كان نوعها.. تسجيلية وثائقية.. درامية طويلة.. أو قصيرة.. أفلام تنضم الي عالم الحقيقة التي تسعي الي توثيقه السينما طوال تاريخها... لتؤكد فصوله أن السينما مرآة الشعوب.. وأن علي السينما المصرية الآن.. أن تقدم وتصور أفلاما الآن من خلال الأحداث التي تحدث.. ليعرف العالم.. والشعب والتاريخ.. شكل مرآة الشعب المصري وما يحدث فيها! وعلي السينما المصرية الآن أن تنتهز الفرصة التاريخية.. لتوثيق أحداث ثورتها من خلال أفلام بها أحداث.. كانت محبوسة طوال سنوات عديدة.. وأفاقت.. واذا الحلم حقيقة.. والأماني كلها إرادة.. وأصبحت نموذجا بثورتها يحتذي به في العالم كله.. العربي والأوروبي.. والأمريكي.. والذي نشهد أحداثه هذه الأيام التي أخذت من ثورة مصر... نموذجا لثوراتها.. بكل مبادئها.. وأسلوب نجاحها.. وعلي السينما ألا تنتظر... زمنا حتي يستطيع المؤلفون.. وكتاب السيناريو.. أن يبدعوا كتابة أفلام عن الثورة.. بحجة ضرورة الانتظار حتي تكتمل الثورة.. ولا ندري لماذا الانتظار وكل العناصر الدرامية موجودة الآن في أحداث الثورة.. ولماذا نترك للسينما العالمية التي انتشر كثير من المخرجين والمصورين في ميدان التحرير.. ومتابعة الاقبال الكبير علي الانتخابات... ويقومون بتصوير أحداث ثورتنا في أفلام تسجيلية وثائقية... ويعرضونها في مهرجانات العالم.. ومنها الأوسكار.. وغيره.. ويكون لهم سبق عرض مرآة الشعب المصري.. بحقيقة أحداثه.. وقد تحدث منهم بعض الهنات والأهداف الخاصة بهم.. وتبقي السينما المصرية مجرد مشاهدة وليست منافسة إلا ببعض الأفلام التسجيلية البسيطة التي قدمت بسرعة في لقطات متشابهة وعرضت في كثير من المهرجانات. إننا نطلب من السينما المصرية.. أن تبدأ مشوار ثورة السينما الجديدة.. فلم تعد الأفلام التقليدية هي مرآة الشعب المصري فقط... ولكن لابد للسينما الجديدة أن تظهر مصر الجديدة.. في مرآة الشعب المصري العريق بثورته المذهلة.. وعلي السينما المصرية أن تعلم أنها تعيش في أعظم فرصة للتغيير.. وبداية سينما جديدة تستكمل مشوار السينما المصرية صاحبة المائة عام! س.ع