هذه الثورة المذهلة التي أذهلت العالم كله.. منذ بدايتها حتي الآ.. بكل أحداثها من أول ما قامت بلا قائد والتي تمت عن طريق الإنترنت.. الفيس بوك.. والكمبيوتر.. وكان القائد الذي يمكن أن يطلق عليه اسم الشبح.. ذلك القائد الذي لم نتعود علي عدم وجوده.. والذي كانت تعتمد عليه معظم الثورات لقيادتها.. هذا الشبح الذي حير كل القيادات العالمية بحثا عنه.. وعن وجوده.. وفي مفاجأة تاريخية لم تحدث من خلال كل الثورات التي سجلها التاريخ يكتشف العالم أن القائد الذي أطلقوا عليه لقب الشبح هو الشعب المصري كله.. في وحدة مذهلة تجمع كل صفات القيادة.. الثورة يقودها الشعب بكل طوائفه.. وكل أعماره.. وعبر الشعب القائد عن كل آماله وأحلامه.. وطلباته.. في ثورة بيضاء.. يساند بعضها بعضا بشكل تلقائي.. وبانفجار بركان ثائر وأسلوب مذهل للعالم كله.. وللتاريخ الذي يسجل أحداثه!! وكان لابد من ثورة سينمائية جديدة تنطلق من ميدان التحرير.. لتقوم بدورها التاريخي في المشاركة في ثورة التغيير.. وذلك من خلال أفلام تعبر وتسجل وتتفاعل بصدق مع إظهار هذه الدراما التاريخية التي تحملها أحداث هذه الثورة في أعماقها.. وفي وجدان الشعب الذي أعلنها وتحمل كل آلامها من شهداء ومخاطر أحاطر به في كل لحظات الثورة.. لتكون الأفلام ليست مرآة للشعوب فقط.. ولكن أفلام ثورة مصر درس لنوعية الأفلام وما يجب أن تكون عليه.. وتحطم القواعد المتعارف عليها منذ عمر الدراما. إن هناك عددا من تيمات الدراما تبلغ36 تيمة أو أقل ولا تخرج أي دراما عنها.. لكن السينما المصرية وثورتها تقدم نوعا جديدا من التيمات ويصبح اكتشافا سينمائيا وعلميا تذهل به السينما العالمية.. وترسل رسالة التغيير والخروج من علب النمطية التي تعيش بداخلها السينما طوال مشوارها.. وتصبح نموذجا علميا جديدا يعبر عن التطور المستمر الذي يصاحب مرور الزمن.. وتسابق زمن الفيمتوثانية.. لتحقيق آمال الثورة.. وتعلن أن الثورة العلمية غيرت فعلا وجه السينما المصرية!! ومن خلال المتابعة لمشوار السينما في ميدان الثورة أظهرت أن هناك أفلاما تسجيلية وصل عددها إلي245 فيلما تسجيليا من بين1064 صورت في ميدان الثورة وتعرض علي الإنترنت.. قام بتصويرها الشباب بكاميرات عادية أضافوا إليها تعديلات أصبحت قادرة علي التصوير كأقوي الكاميرات العالمية في التصوير.. ومدة هذه الأفلام دقائق معدودة لكل فيلم.. تمشيا مع الفيمتوثانية.. والهدف إظهار وتسجيل دور الميدان لتراها كل شعوب العالم.. الذي أصبح يعيش بلا عوائق للمعرفة.. ومفتوح علي كل قنوات اللاب توب.. والفيس بوك.. والإترنت.. والكمبيوتر. ونموذج للأفلام التسجيلية ما قام به أحد الشباب المتحمس المشارك فعلا مع زملاء وزميلات في إنتاج نوعيات من الأفلام.. وهذا الشاب صور16 ساعة من أحداث ثورة الميدان.. وصنع منهنا10 أفلام تسجيلية أرسلها إلي النت ليراها العالم.. هذا الشاب اسمه خالد أبو النجا!! وظهرت بشائر تصوير الأفلام التي تعبر عن ثورة الميدان.. التي تم تصوير كل أحداث الثورة قبل بلورة الموضوعات التي ستكون في أحداث الأفلام.. منها فيلم شوارع الجنة للمخرج خالد حجر.. والميدان للمخرج مجدي أحمد علي.. واللجان الشعبية.. وفيلم أم الشهيد الذي أعلنت النجمة نجلاء فتحي أنها ستعود إلي السينما بعد غياب طويل لتجسد شخصية والدة الشهيد خالد سعيد.. الذي استشهد بعد التعذيب وكان هو بداية شرارة ثورة25 يناير!! وسوف يكون أبطال هذه الأفلام وغيرها من الأفلام التي هي مشروعات يتم الإعداد لها.. سيكون أبطال هذه الأفلام شكل تاني.. بمعني أنه سيستعين كل مخرج بنجوم شباب من الذين اشتركوا في أحداث الثورة في ميدان التحرير.. مع نجوم من الشباب والكبار يمثلون بقية من اشتركوا في أحداث ثورة الميدان. وهناك أفلام ومسلسلات بدأ تصويرها.. وتجري إضافة أحداث ثورة التحرير إلي خطها الدرامي وأحداث المسلسل أو الفيلم.. والاستعانة طبعا بما تم تصويره من أحداث الثورة في ميدان التحرير خلال الأيام الماضية. وهناك ارتباك في عرض عدد كبير من الأفلام التي صورت قبل الثورة.. وهي جاهزة للعرض حسب اختيار المنتج الذي كان يري أن يعرضها في الموسم الجديد موسم إجازة نصف العام.. لكن جاءت أحداث الثورة لتسبب ارتباكا في تقدير ميعاد عرض هذه الأفلام.. وحتي لو تم عرضها هل سيقبل عليها الجمهور الذي تغير وجدانه مع تغير الثورة.. وأصبح لا يميل إلي نوعية أفلام ما قبل الثورة لأنها بعيدة تماما عن وجدانه وما يعيش فيه من أحداث.. واهتمامات جديدة. وإذا كانت الثورة التي قامت ثورة علمية.. تعتبر العلم هو الأساس في الوصول إلي الثورات البيضاء.. والتغيير. فإن المطلوب من السينما وثورة السينما الجديدة.. أن تتعامل مع العلم لتطوير صناعة السينما.. ولا تنتظر الإبداع القادم من الخارج الذي يجعلها تنبهر وتندهش من التقدم المذهل والسريع في صناعة السينما في العالم.. مثلما أحدثه نظام ثلاثية الأبعاد للمخرج جيمس كاميرون آفاتار.. لكن علي أهل السينما أن يستعينوا بالعلم الذي يوصلهم إلي التطور السريع والمبهر في صناعة السينما المصرية.. وتصبح الثورة السينمائية ثورة مبهرة.. وتدهش العالم.. ويقف مذهولا أمام الشبح الخفي الذي لم يظهر كقائد للثورة السينمائية.. ثم يكتشفون أنهم نجوم صناعة السينما وشركات إنتاجها واستديوهاتها قد اتخذوا العلم بدلا من الشبح.. وقادوا هم الثورة السينمائية الجديدة!! س.ع