ثورة بيضاء.. ثورة في نقاء زهرة اللوتس.. درس للعالم الذي اندهش.. وأخذته الصدمة.. من هذا الذي يحدث في مصر.. بلد النيل.. والحب.. والحضارة في وحدة شاملة كل عناصره. لا فرق بين مسيحي ومسلم.. بين شباب وكبار.. بين سيدة وفنانة.. وحتي الأطفال.. الجميع. في وحدة مذهلة لكل العالم.. درس انطلق ليحدث زلزالا في كل بلاد العالم وأمنيات بأن تصبح كل الثورات.. بيضاء.. وحضارية.. وعلمية كصورة ثورة مصر وأبطالها. هكذا تغير وجه التاريخ.. هكذا دقت الأجراس للأبطال كلهم وهم شعب مصر الذي حمل لواء.. كيف يمكن أن تكون الثورات بهذا النقاء.. والتوحد بين أفراد الشعب ليسجل التاريخ هذا الحدث التاريخي الذي يحدث لأول مرة علي ايدي المصريين.. وعلي أرض مصر.. هل تستطيع السينما المصرية.. أن تواكب وتسجل.. وتغير وجهها هي الأخري؟.. وتقدم أفلاما تحتوي علي كل هذه الأسماء التي أظهرتها الثورة بعمق الصدق.. وفكر جديد.. يسجل المضمون الرائع الذي تحمله هذه الثورة في قلوبها.. وفي أحلامها التي أصبحت حقيقة.. وقصص بطولات حقيقية ليس بها أي زيف.. أو انتهازية تجارية أو مجرد خدش لحقيقة الأحداث الدرامية التي حدثت منذ بداية الثورة يوم25 يناير2011 وانطلاقها حتي الآن ومازالت مستمرة حتي تحقق المعجزة التاريخية التي يسجلها التاريخ قبل السينما.. هل تستطيع السينما أن تفعل ذلك؟.. هل؟؟ لقد أحدثت الثورة وقفة مهمة من شركات الإنتاج.. هدفها مواجهة ما أحدثته الثورة من تغيير في وجدان المشاهد المصري.. ولم تعد الموضوعات المطروقة قبل الثورة تناسب التغيير الكبير الذي حدث في وجدانه.. ويبتعد بالتالي عن الموضوعات التي دأبت السينما علي تقديمها قبل الثورة.. والنترك لشركات تفكر وتبحث عن حلول لهذه الحالة.. وتتحرك إلي أمل آخر. هناك أمل كبير في نجوم ونجمات السينما الذين لهم شركات إنتاج أو ينتجون أفلام من إنتاجهم الخاص تعبر عن رؤيتهم.. وتم فعلا إنتاجها ونجحت نجاحا كبيرا.. منها لالهام شاهين.. وقرارها إنتاج أفلاما علي مستوي الأحداث الحالية.. دون تردد. كذلك الممثلة.. بشري التي أنتجت فيلم678 ونجح الفيلم جماهيريا وحصل علي جوائز من أكثر من مهرجان.. وعاشت أيام الثورة في ميدان التحرير.. وكان فيلمها الذي انتجته واشتركت في بطولته.. تدور أحداثه حول التحرش الجنسي.. وخرجت من تجربة ميدان التحرير.. مندهشة.. وصرحت بأنها لم تتعرض لأي تحرش جنسي علي الرغم من زحام الملايين الذين يشاركون في الثورة.. وتغيرت نظرتها التي كانت تخشي دائما وتخاف الزحام رعبا من أحداث التحرش.. الثورة إلي هذه الدرجة كانت في هذا النقاء والتحضر!؟! هي أنتجت فيلمين آخرين. فيلم أسماء لهند صبري.. وفيلم بيبو وبشير لمنة شلبي وآسر ياسين وهي الآن في طريقها لإنتاج أفلام عن الحلم الذي تحقق.. والتغيير الذي حدث!! إلي جانب نجوم السينما أصحاب شركات إنتاج.. وبدأ تحركهم نحو السينما الجديدة وشاركوا في إنتاج أفلام لها رؤية جديدة ونجحت بالفعل.. كأفلام هليوبوليس.. وميكروفون.. ومشاركة خالد أبوالنجا في إنتاج هذه الأفلام ومعه مجموعة تكون شركة إنتاج منة شلبي.. هند صبري.. وغيرهما.. وطبعا اتجه تفكيرهم إلي تكملة مشوارهم مع التغيير الذي أحدثته ثورة25 يناير.. ونوعية الأفلام التي تواكب هذا التغيير.. وظهرت بشائر سينمائية.. بقيام بعض المخرجين الشباب بتصوير الأحداث التي وقعت في ميدان التحرير طوال الأيام الماضية حتي بعد انتهاء الاعتصامات.. وبداية قيام الشباب من جميع الأعمار مع الشابات باعادة نظافة ميدان التحرير.. وذلك للاستعانة بتصوير هذه الأحداث في أفلام جديدة سيسعون لتقديمها قريبا.. وتستمر البشائر التي يعلنها أهل السينما لتقديم أفلام تتناول هذا الحدث.. منهم علي سبيل المثال.. المخرج داود عبدالسيد عندما صرح.. بأن ما يحدث الآن يستحق فعلا أفلاما علي مستوي عال.. وأنا في انتظار التعامل مع أحداث هذه الثورة الشبابية.. والمخرج عادل الأعصر.. ينتظر هو الآخر السيناريو الصادق عن أحداث الثورة ليقدم فيلما علي مستوي أحداثها.. والمخرج محمد خان.. قال.. ما حدث في الشارع المصري من خلال تلاحم الشعب بكل طوائفه يستحق فيلما سينمائيا.. وأنا في انتظار السيناريو الصادق.. والجاهز تماما للتعبير عن أحداث هذه الثورة. وبشائر أخري من المؤلفين.. حيث صرح المؤلف محمد صفاءعامر.. بأنه لن يستعجل تحضير السيناريو الملائم لهذه الثورة فالمسألة تحتاج لوقت حتي أبدأ في كتابة ما يعبر عن هذه الملحمة الشعبية الكبيرة..السيناريست بشير الديك.. أنا الآن أكتب سيناريو الراقصون علي النار والجزء الذي سيكتب بعد ثورة25 يناير سيكون أعمق كثير امن الجزء الذي كتبته قبل الثورة. المؤلف الكبير وحيد حامد.. طبعا سوف أكتب ماعشته وأعيشه مع الثورة.. والميدان اسم يحتل ما سوف أبدأ في كتابته.. وأذكر في فيلمي النوم في العسل لعادل إمام.. في آخر مشهد طلب ضابط المباحث من الشعب أن يصرخ.. والشباب في ثورته صرخ دون أن يكسر بابا أو يسرق محلا.. أكتب فيلما يسجل ما حدث في الشارع المصري الآن.. وما حدث يحتاج إلي فهم.. وفحص!! وهناك مجموعة من النجوم المنتجين يجهزون خطط اجديدة لمشاريعهم الإنتاجية القادمة.. لمواجهة التغيير الحتمي الذي أحدثه ثورة الشباب.. منهم.. محمود ياسين.. أبوالشباب كما يطلقون عليه.. نور الشريف.. محمود حميدة.. إيناس الدغيدي.. أحمد حلمي.. أحمد مكي.. محمد رياض.. وآخرون قدموا بعض الأفلام القليلة التكلفة وأفلام الديجيتال.. ومعظمهم من الشباب الواعد.. الذي بدأ مشوار التغيير.. وأفلامهم حققت نجاحا في المهرجانات.. وفي انتظار نجاح الجماهير.. وعلي الجميع ومن يهمهم أمر السينما العلم بأن التغيير أمر محتوم.. وإلا سيسبقهم التاريخ الذي تغير ومن الصعب اللحاق به.. فهم وكل نجوم الفن وخصوصا نجوم السينما يجب أن يعلموا أن الثورة التي حدثت ثورة علمية سخرت العلم لخدمة المجتمع.. وقدمت الدليل علي أن العلم أساس كل تطور وكل إبداع.. وتقدم الشعوب.. وأنه ظهر في ثورة الشباب جوجل المصري.. الذي له حكاية معنا قريبا..وأخيرا.. هل تستطيع السينما.. أن تسابق الزمن وتعبر عن كل هذا الذي حدث من ثورة الشباب.. من خلال الأفلام القادمة.. وتسجل أحداث ثورة اللوتس المصرية؟! نرجو ذلك!!