جاءت الباحثة تحمل مجموعة مطولة من الأسئلة, وكلها تبدأ بهذا السؤال.. هل أنت متفائل؟ الموضوعات تدور حول الأمن والاقتصاد والانتخابات والممارسة الديمقراطية ومستقبل البلاد في حالة وصول التيار الإسلامي للأغلبية. كما تشير النتائج حتي الآن. والمسألة بالطبع لا تقاس بالتفاؤل والتشاؤم, وإنما بمعايير وعوامل واعتبارات يجب أن تكون واضحة ومحددة حتي يمكن المقارنة بين الخيارات المطروحة والنتائج المتوقعة. ولكن اللجوء لقياس التفاؤل يعود في تقديري إلي سياق الأحداث التي نعيشها منذ الثورة الشعبية الكبري في يناير وإلي اليوم, وهذا السياق يخرج في الكثير من جوانبه عن الحسابات الطبيعية والتقليدية. وكل الشواهد تؤكد أن ما حدث علي أرض مصر من تطورات كان مفاجأة للجميع بما في ذلك القوي السياسية المعارضة للنظام السابق, والتي خرجت للاحتجاج يوم25 يناير, ولم تكن تعرف أنها تبدأ ثورة حقيقية سوف تتغير معها مصر إلي الأبد. التفاصيل معروفة والأخطاء القاتلة في اللحظات الحرجة وخروج الملايين في جميع المحافظات بصرف النظر عن تأييدها للقوي المعارضة, والانهيار السريع لأجهزة النظام التي تبخرت أمام الجموع الحاشدة, كل هذا أدي إلي حالة من اليقين بأن الإرادة الإلهية وحدها هي التي جمعت الأسباب لتؤدي إلي النتيجة التي نعيشها اليوم. وعلي هذا, فإن القياسات العادية لا تصلح للحكم علي قادم الأمور, فقد تكون الشواهد القائمة قاتمة عند البعض وتدعو للإحباط بل الخوف من صدامات وشيكة أو متوقعة بين الأطراف الرئيسية الموجودة علي الساحة. ولكن العودة لتسلسل الأحداث يجعلنا أكثر يقينا بأن الله هو الحافظ لمصر وشعبها في أشد الأوقات وأكثرها صعوبة, وقت الغياب الأمني والذي لو وقع في البلدان المتقدمة لفاقت الخسائر أضعاف أضعاف ما حدث في مصر, فقد ظهرت أصالة الشعب والقيم الثابتة والتماسك النادر, حين سهر الرجال والشباب لحماية الممتلكات العامة والخاصة, في تجربة تدعو للفخر والاعتزاز. وغير ذلك كثير من محطات وأعقبت الثورة حينما جرت محاولات إشعال الفتنة الطائفية ونشر الفوضي وأعمال البلطجة, ولكن تأتي الانتخابات البرلمانية في أبهي صورة ديمقراطية لتزيل التلوث وتعيد الأمور إلي نصابها الصحيح. وفي ضوء ذلك كله جاءت الإجابة بنعم علي السؤال.. التفاؤل موجود وحقيقي وله ما يبرره لأن الله هو الحافظ لمصر وشعبها.