السينما المصرية تعالج نفسها بنفسها.. إنها تقرر الاستمرار في إنتاج أفلام تحقق بها إصرارها علي ضرورة ألا تقف كاميراتها عن الدوران.. ولا أن تقف عاجزة عن حل مشكلاتها في انتظار العون من الآخرين.. ولا تريد أن تبتعد عن المنافسة الدائمة التي تعيشها مع سينمات العالم التي تجعل المنافسة شديدة الضراوة.. وتعلن أنها تقوم هذه الأيام بإنتاج أفلام عديدة تسهم نجومها جميعا في انطلاق أفلام الإنقاذ.. والاستمرار الدائم لتواجهها.. ومواجهة الحروب الخفية التي تنشر أسلحتها الكاذبة والشريرة لإصابة السينما المصرية بالضرر في تاريخها الطويل.. وريادتها السينمائية المؤثرة في وجدان المشاهد في أنحاء العالم العربي, والأجنبي, من هنا كان ظهور هذا الطوفان من أفلام الإنقاذ.. وإنتاج أفلام تعلن أن السينما المصرية أبدا لن تترك الساحة التي أسستها مرتعا للآخرين.. وبدأت أفلام الطوفان. بعد أن قام نجوم السينما ونجماتها وكل عناصر الفيلم من الفنيين.. إخراجا.. وتصويرا.. وعمالا.. ومهندسين.. ومونتيريين.. والقائمين علي تجهيز نسخ الأفلام لتصبح جاهزة لعرضها دون أي معوقات.. والتغلب علي مشكلاتها الخاصة بالتوزيع الخارجي والداخلي.. وبعد هروب القنوات التليفزيونية الفضائية من شراء الأفلام.. وبعد قيامها هي بإنتاج أفلام خاصة بها لعرضها علي شاشاتها بعد كل هذا.. بدأت السينما المصرية طوفانها السينمائي وتساندها الجماهير المصرية التي حققت كثافة رهيبة في عدد المشاهدين لأفلامها في الفترة الأخيرة مع بعض التحفظات علي نوعية بعض الأفلام.. لكنها جميعا حققت إيرادات أذهلت المنتجين وأصحاب دور العرض. وكان لاندهاشهم من تحقيق إيرادات الملايين.. واستمرار عرضها بعد موسمي عيد الفطر.. وعيد الأضحي.. شجع التحرك الإنتاجي بأفلام الإنقاذ.. وبعد أن قامت كل هذه العناصر الأساسية في أي فيلم بتخفيض الأجور إلي50%.. وهدأت زوبعة أجور الملايين المستفزة.. واقتناع نجوم السينما في كل عناصرها بالمساهمة الفعلية في استمرار دوران الكاميرات.. وبدأت الأفلام تعرف الطريق إلي إنتاج أفلام قليلة التكلفة بنجوم ونجمات وصناع الأفلام أصحاب الأجور التي تصل إلي الملايين.. وأصبح إنتاج هذه الأفلام يبدأ بتكلفة الفيلم من5 إلي10 ملايين جنيه حدا أقصي في تكلفة الإنتاج.. وعلي فكرة ليس تخفيض تكلفة الفيلم معناه أننا سنواجه نوعية أفلام المقاولات لأن الأفلام قليلة التكلفة هذه الأيام بنجوم الملايين.. ونجوم المستقبل من الوجوه الجديدة في كل عناصر صناعة الفيلم.. وكلهم يشتركون بإخلاص في أفلام الإنقاذ بلا تنازلات فنية!! وأمثلة لهذه الأفلام عديدة.. منها علي سبيل المثال: فيلم جيم أوفر الذي كان بكرة نشوف ليسرا ومي عز الدين وإخراج أحمد البدري.. وإنتاج أحمد السبكي.. تكلفة إنتاجه5 ملايين جنيه. فيلم واحد صحيح لهاني سلامة وبسمة وكندة علوش وإخراج هادي الباجوري.. تكلفة إنتاجه7 ملايين جنيه. فيلم فبراير الأسود لخالد صالح.. إنتاج الشركة العربية.. بتكلفة8 ملايين جنيه من إخراج محمد أمين. فيلم رأس الدبوس عن شخصية زوجة المخلوع سوزان مبارك لوفاء عامر.. بتكلفة10 ملايين جنيه. فيلم مصور قتيل لدرة وإياد نصار.. إخراج كريم الصدر.. بتكلفة8 ملايين جنيه. فيلم الثعبان الأسود عن شخصية كبيرة في النظام الفاسد الماضي.. لمحمود حميدة.. بتكلفة5 ملايين جنيه. فيلم هرج.. مرج لأيتن عامر.. بتكلفة5 ملايين جنيه. فيلم نمس بوند2 لهاني رمزي8 ملايين جنيه. فيلم الطريق إلي جهنم عن5 أبطال في حرب أكتوبر.. إخراج شوقي الماجري.. وأبطاله وجوه جديدة.. بتكلفة6 ملايين جنيه. فيلم خلي بالك من زيزي لسمية الخشاب.. إنتاج أحمد السبكي.. بتكلفة5 ملايين جنيه. فيلم موقعة كبريت عن محاصرة كبريت أيام حرب أكتوبر التي استمرت114 يوما.. وأبطالها الذين رفضوا التسليم للعدو الإسرائيلي.. وهو فيلم تقدمه السينما المستقلة.. وكله وجوه جديدة.. من السيناريو إلي الإخراج إلي التمثيل إلي كل عناصر الفيلم.. ويعتمد إنتاجه علي مساهمة كل العاملين مجانا.. ومع تحمل البعض جزءا من تكاليف الإنتاج. وعديد من الأفلام التي تم تصويرها.. ومازالت تنتظر العرض ومنها ما يستكمل التصوير.. ومنها ما لم يعلن عن اسم الفيلم أو أبطاله إلا بعد الانتهاء من تصويره والإعلان عن موعد عرضه. وهكذا يكون الوفاء للسينما ورد الجميل لها علي عطائها الدائم لكل العاملين فيها طوال مشوارهم السينمائي.. الذين يشتركون الآن بقوة في أفلام الإنقاذ.. واستمرار دوران كاميرات السينما المصرية صاحبة الريادة والتاريخ السينمائي الكبير طوال الأعوام المائة!! والأعوام المقبلة!! بإذن الله!! س.ع