في الوقت الذي تعتزم فيه مجموعة كبيرة من قيادات متابعة الملف النوبي برئاسة الناشط حجاج أدول الاعتصام غدا أمام مبني ديوان عام محافظة أسوان والخزان القديم للتعبير عن رفضها للإجراءات الحكومية بشأن تعويض النوبيين غير المقيمين وقت التهجير بمشروع وادي كركر والمطالبة بحق العودة كاملا إلي ضفاف بحيرة ناصر, رفضت قيادات وأبناء المنطقة الشمالية بمركز نصر النوبة والتي تضم قري دابود وأمبركاب وأبو هور ودهميت وكلابشة المستفيدة من المرحلة الأولي لمساكن كركر بعدد2000 وحدة سكنية هذا الاسلوب واعتبرته خروجا علي الشرعية, وطالبت القيادات التي دعت إلي الاعتصام بزيارة المشروع علي أرض الواقع للوقوف علي هذا الانجاز الذي لم يحدث من قبل, علي حد قولهم مطالبة قيادات الشمال بالتروي لحين استقرار اوضاع البلاد وحتي الانتهاء من الانتخابات الرئاسية. يأتي ذلك في غضون تأكيد الناشط النوبي حجاج أدول ضرورة تلبية جميع المطالب دون ابطاء, بعد ان صبر أبناء النوبة دهرا خلال العهد البائد الذي عانوا خلاله الظلم والاستبداد والتجاهل لقضيتهم, ودعا علي محمود العمدة بقرية أبو هور أدول لزيارة واحدة إلي مشروع كركر, ليقيم بعدها الموقف مذكرا اياه بأنه كان أول من استقبله في المنطقة الشمالية في عهد النظام السابق وعقد له مؤتمرا شعبيا وقتما تهرب منه الآخرون, لاننا كنوبيين نؤمن بالقضية والمطالب وكانت النتيجة ان هدم المحافظ السابق سمير يوسف منزلي. وأضاف: الاعتصام ليس محله أسوان وإن كان فلابد ان يكون أمام مجلس الوزراء خاصة وأن المحافظ مصطفي السيد لاعلاقة له ببقية المطالب, وأشار إلي أن هناك طرقا شرعية وقانونية يجب ان نتبعها بعد أن تعرضنا للظلم والقهر منذ عام1963, والدولة حاليا غير مستقرة اقتصاديا في ظل تدهور السياحة وخسائر البورصة وتوقف الإنتاج, لافتا إلي أن مساكن كركر في طرازها المعماري وتشطيبها لم تحدث من قبل واصفا نظائرها التي حصلوا عليها من قبل في نصر النوبة انهازرايب. وقال حمدي عبد الظاهر من قرية أمبركاب: نرفض أي اعتصامات ومظاهرات قد تحدث في الوقت الحالي الذي تحتاج فيه الدولة لكل جهد لتخطي هذه المرحلة, مشيرا إلي أن الحكومة ما هي إلا انتقالية, لن تتخذ أي قرار بشأن المطالب إلا بعد انتخابات الرئاسة. وطالب عبد الظاهر باعتماد المستندات المقدمة من الذين لهم حق التعويض والتي توقفت بسبب بعض اوجه النقص وتمليك الأراضي للنوبيين بمدينة أسوان من متضرري تعليتي الخزان عامي1902 و1933. وأكد محمد صالح من قرية دابود حرص أبناء النوبة علي عدم إثارة أي ازمات لحين استقرار اوضاع الوطن وقال: إن من حق أبناء أسوان تملك الأراضي في مشروعي النقرة وتوشكي والظهير الصحراوي بعد أن تستوفي مطالب النوبة, كما طالب بوضع حجر الاساس لقري النوبة المستقبلية علي ضفاف البحيرة ضمانا للوفاء بالحقوق, ووضع جدول زمني للتنفيذ بعد الاستقرار وانتخاب رئيس جديد للبلاد. في السياق ذاته, أكد محافظ أسوان تضامنه مع المطالب النوبية, وقال: إن النوبة جزء لايتجزأ من الوطن وإنهم أكثر أبناء مصر حرصا علي المصلحة العليا, مؤكدا موافقة رئيس الوزراء علي فصل دائرة نصر النوبة الانتخابية عن كوم أمبو كمطلب اساسي لعرض المطالب الجماهيرية من خلال قيادات شعبية شرعية, وأضاف أن لقاء النوبيين المرتقب مع الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء خلال أيام سيكون مفتوحا وبلا قيود مع القيادات التي اختارها النوبيون بأنفسهم ودون تدخل من أي جهة. وأكد المحافظ ان جميع الأراضي التي تم استردادها في عام2008 بنحو223 ألف فدان ببحيرة ناصر سوف تكون له أولوية التوطين بها لأبناء النوبة, كما سيكون لكل فئات المجتمع الأسواني ولشباب خريجي النوبة نصيب منها بعد الوفاء بالحقوق النوبية لغير المقيمين, بحيث ستكون الفرصة سانحة لاقتحام الصحراء من خلال مشروعات زراعية وصناعية وسياحية وخدمية. وعلي حد قول المحافظ أكد أن مركز نصر النوبة شهد عدة مشروعات منها تطوير المستشفي المركزي, والبدء في قرية الظهير الصحراوي بابريم ومساكن الشباب والبيوت الريفية وكذا منح النوبيين1.5 مليون متر مربع من أراضي المتخللات داخل المركز بالمجان, وإنشاء مصنع للملابس الجاهزة ومركز للتدريب الحرفي والفندقي مما مكنه ان يحتل المركز الأول علي مستوي جنوب الصعيد والمحافظة من حيث الخدمات. واختتم المحافظ تصريحاته بأنه يجري حاليا التنسيق مع الجهات الوزارية والقضائية لتقنين تمليك الأراضي للنوبيين من متضرري تعليتي خزان أسوان داخل المدينة العاصمة بشكل قانوني تنفيذا للقرار رقم364 الصادر في هذا الشأن.