مع استمرار حالة الغياب الأمني التي تعانيها مصر بعد الثورة, بدأت يظهر العديد من حالات سرقة الكابلات, مما يهدد أعمالا كاملة بالتوقف لاعتمادها علي الاتصالات, وأخري علي الإنترنت, وهو ما كلف الدولة80 مليون جنيه منذ25 يناير حسب ما أعلنته الشركة المصرية للاتصالات, وينتج عنها تعطيل التليفونات, وتنتشر هذه الظاهرة في المناطق العشوائية مثل المقطم, والعباسية, وإمبابة, والعمرانية, والمرج, والسلام, وهو ما يجعل الأهالي بالمنطقة لا يتمكنون من إجراء أي اتصالات مع النجدة والإسعاف, وتأتي أزمة سرقة الكابلات بارتباطها أيضا بخدمة الإنترنت, مما يسبب خسائر فادحة للذين يعتمدون بشكل أساسي علي الإنترنت, وهو ما تترتب عليه خسائر لأصحاب الأعمال. منطقة العمرانية.. إحدي المناطق التي أصبحت بها سرقة الكابلات وانقطاع الاتصال أمرا طبيعيا, فيقول صلاح شاكر( أحد سكان المنطقة): إن تليفونه معطل منذ أربعة أشهر, وبرغم تعدد البلاغات فإنه لا حياة لمن تنادي, وهو ما جعلنا لا نتمكن من الاتصال بأي شخص عند أي طوارئ, وفي حالة رجوع الاتصال يكون هناك تشويش شديد, كما أن التليفون أصبح كثير الأعطال لدرجة لا يمكن التحدث للآخرين, وفي حالة الاتصال بالمسئولين عن الأعطال لن نتمكن من الوصول إليهم برغم تقديم الوعود بتقديم الإصلاحات, إلا أنه يعاود العطل مرة أخري, ولا حياة لمن تنادي. ويضيف أنه أصبح البديل استخدام التليفونات المحمولة, لكن لا يمكن الاستغناء عن التليفون الأرضي ومع انتشار وتزايد حالات السرقة انتابتنا حالة من الذعر, كما أنه مع تعدد الشكاوي بدأنا نفقد الأمل في رجوع الاتصالات, ولن نتمكن من الوصول إلي أي حل بديل. ويروي طلعت محمود( أحد سكان المنطقة) أن تليفونه معطل منذ شهر تقريبا, وفي كل مرة يحاول أن يتصل بالشركة ينكرون تماما أن العطل من جانبهم, قال: قمت بتغيير عدة التليفون أكثر من مرة, لكن يظل العطل مستمرا, وهو ما يجعلنا لا نتمكن من معرفة السبب الرئيسي في العطل. وبمنطقة المرج كشف علي السيد( أحد سكان المنطقة) عن أن المنطقة تعرضت لحالات سرقة الكابلات بشكل مثير للقلق, مما أدي إلي توقف العديد من العيادات والأنشطة التي تحتاج إلي وجود تليفون أرضي, أو تعتمد علي استخدام الإنترنت, موضحا أنه برغم تزايد الاعتماد علي التليفونات المحمولة لكن هناك أنشطة لا يمكن أن تستمر بدون وجود التليفون الأرضي, كما أنه مع انتشار البلطجية, وعدم تكثيف الوجود الأمني شجع العديد من البلطجية لسرقة الكابلات, وهو السبب الذي يؤدي إلي تزايد الأعطال كل يوم. وبمنطقة العاشر من رمضان تم ضبط تشكيل عصابي متخصص في سرقة الكابلات, فيقول علاء عبدالعزيز( أحد سكان المنطقة): إن سرقة الكابلات أصبحت أمرا عاديا, وبرغم تعدد الشكاوي وتقديم بلاغات, لكنهم لم يتمكنوا من وقف نزيف عمليات سرقة الكابلات, كما تتم سرقة الكبائن في عز النهار, وتكون النتيجة انقطاع الاتصال, ومنها الإنترنت. ويضيف أن هناك عصابات متخصصة في سرقة الكابلات, وبدأت تنشط بشكل مثير, خاصة بعد الثورة, مما جعلها سببا رئيسيا في تهديد وترويع الآمنين, خاصة في حالة عدم التمكن من ضبطهم, مطالبا بضرورة عودة الوجود الشرطي, خاصة في هذه المناطق, لما قد يتسبب فيه مع استمرار حالات السرقة. وبمنطقة المقطم تتم سرقة الكابلات في عز النهار, مما أدي إلي توقف العمل بإحدي المصالح نتيجة انقطاع الاتصال, وهو ما ترتبت عليه خسائر فادحة نتيجة توقف العمل لفترات طويلة, ويشكو محمد شكري( طبيب وأحد سكان المنطقة) من أن ظاهرة سرقة الكابلات انتشرت بكثرة, وهو ما أدي إلي تكرار انقطاع الاتصالات أكثر من مرة, ومع غياب الوجود الشرطي تزايدت حالات السرقة مع تزايد وانتشار البلطجية بالمنطقة في محاولة منهم لترويع الأهالي. ويضيف أنه قام باستئجار إحدي الشقق السكنية ليعدها لتكون عيادة, لكن مع تكرار انقطاع الاتصالات لم يتمكن من استكمال مشروعه, لأن هناك استحالة في إعدادها مع انقطاع الاتصال واستمرار سرقة الكابلات. وفي النهاية فنزيف سرقة الكابلات يعد استمرارا لحالة الغياب الأمني التي نعانيها, خاصة مع عدم تشديد دروريات الأمن بشكل مستمر, مما يساعد البلطجية علي ممارسة إجرامهم دون حسيب أو رقيب.