تحولت أراضي محافظة بورسعيد إلي خرابات وساحات فضاء مهجورة تفاوتت مستوياتها ما بين خرابات خمس نجوم وتتمثل في الأراضي المتخلفة عن هدم آلاف الوحدات المصيفية الواقعة علي شارع الكورنيش( عاطف السادات). وخرابات المناطق الشعبية المتخلفة عن هدم عمارات مناطق: ناصر والسلام وبلوكات الأمين وإيواءات خان الخليلي و6 أكتوبر والموزعة ما بين أحياء العرب والمناخ والضواحي, ويعزو مواطنو وقيادات المدينة استمرار هذه الأراضي الخلاء علي حالها منذ أكثر من3 سنوات لحالة ارتعاش الأيدي التي يعانيها التنفيذيون بالمحافظة والذين يفضلون إهدار تلك الثروة علي البدء في تنميتها بمشروعات سياحية وإسكانية قد تذهب بهم للمساءلة أمام الجهات الرقابية في حال مخالفة أي بند ثانوي في القوانين المتعلقة بالمناقصات والممارسات الخاصة بالبناء والتشييد في أي من مراحل التنمية المستهدفة بتلك الأراضي, وهو ما سيطيح بهم من مناصبهم في المحافظة. يقول المواطن مجدي السيد من قاطني حي الشرق: إن مسئولي المحافظة فضلوا الحل السهل في التعامل مع هذا الكنز الثمين من الأراضي الناتجة عن هدم كبائن المعمورة والمجموعات, وسلسلة المطاعم والكافتيريات المطلة علي شارع الكورنيش السياحي وتمثل الحل في إبقاء وضع تلك الأراضي علي ما هي عليه وعلي البورسعيدي المتضرر الموت بغيظه, وذلك برغم وجود مشروع سياحي متكامل تركه المحافظ الأسبق د. مصطفي كامل لاستغلال جميع تلك الأراضي المميزة, ويبقي هناك سؤال مهم وهو: لماذا اكتفت المحافظة بتسوير هذه الأراضي وتركها علي هذا الوضع المزري أمام الآلاف من ضيوف وزائري المدينة مرتادي القري والفنادق السياحية, والشاطئ والذين يعودون كل عام للمدينة فيجدون هذه الخرابات علي حالها. ويقول المواطن محمود زكريا من سكان منطقة شباب الخريجين بالضواحي: إن الأراضي الناتجة عن هدم المساكن الشعبية قد تحولت لمقالب قمامة ومأوي للفئران والكلاب الضالة ولن ينسي البورسعيدية محاولات كبار مسئولي المحافظة بالعهد البائد إخفاء تلك الخرابات القذرة بسرادقات لكيلا يراها رموز النظام السابق خلال زياراتهم لبعض المناطق الشعبية بالمدينة, وكان آخر ما جري في هذا الشأن إخفاء خرابة ناصر والسلام في تقاطع شارعي عاطف الشربيني والأمين عن عيون رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف الذي قدم لافتتاح مساكن منطقة الحرية المجاورة. ويضيف أن المحافظ الحالي مطالب بالبحث في الأدراج عن المشروع المتكامل لتنمية قلب حي العرب منطقة السلام وناصر للبدء في تنفيذه فورا خاصة أن المشروع الذي دفعت المحافظة الملايين من أجل دراسات جدواه لا يحتاج إلي تمويل حكومي بالنظر لتمويله من عائد بيع الأراضي المطلة علي الشوارع الرئيسية والتي ستخصص لتنمية بقيته وتحويل قلب بورسعيد لقطعة من أوروبا مجانا. ويعرب المواطن محمد فرج عن أسفه البالغ للمحاولة الفاشلة التي قامت بها المحافظة قبل الثورة لاستغلال قطعة الأرض التي كانت مشغولة بمطاعم الشاطئ والكافتيريات وتحولت إلي حديقة مهجورة ومظلمة لا يرتادها أحد رغم موقعها المتميز, وقد بلغت تكلفة إقامتها نحو6 ملايين جنيه أهدرت كلها, وكان بالإمكان استغلال تلك الأرض في مشروعات سياحية بديلة من شأنها تنمية الشاطئ وتطوير الكورنيش بدلا من تحويلها لخرابة خضراء تحت مسمي المنتزه العام. وكان محافظ بورسعيد اللواء أحمد عبدالله قد أرجأ النظر في تخصيص بعض قطع الأراضي المطلوبة للعديد من المشروعات الخدمية والتنموية لحين العرض علي المجلس المحلي المصغر البديل والجاري تشكيله, وكالعادة لم ترد أي إشارة بالاجتماع التنفيذي الأخير للمحافظة عن الأراضي المهدرة في كل شارع وحي بالمحافظة,