شهد مهرجان القاهرة السينمائي مساء أمس, العرض العالمي الأول للفيلم المصري لا أحد هناك المعروض ضمن مسابقة أسبوع النقاد للفنان أحمد مجدي في أولي تجاربه الإخراجية. وواجه الفيلم انتقادا من بعض الحضور الذين قالوا إن الفيلم يحمل قدرا كبيرا من الغموض, وقال أحمد مجدي في الندوة التي أقيمت عقب عرض الفيلم إنه فنان ومخرج متحرر من الفخوخ ومن السهل أن يقع أي فنان في فخ أن يقدم ما يلقي إعجاب الجمهور ولكن هذا بالنسبة لأي مخرج عادي وليس مخرجا يريد التعبير عن ذاته, مشيرا إلي أنه أراد من تسمية الفيلم بهذا الاسم هو رغبته في أن يعكس الفراغ والخوف داخل الناس. وأضاف أنه رفض الاستعانة برأي أي شخص حول السيناريو وكان في مقدمتهم والده المخرج مجدي أحمد علي, قائلا: كنت أعي جيدا ماذا أريد من الفيلم, وكنت ادعي أنني استمع لآراء أصدقاء لي ولكنني لا أعمل بها, مشيرا إلي أن السبب وراء إيقاع الفيلم البطيء هو رغبته في تقديم فيلم هادئ ويحمل معادلا من الرؤية البصرية ليتصارع هذا الإيقاع شيئا فشيئا. وأوضح أنه ليس بالضرورة أن تعتمد السينما علي قصة, ولكنه كان من الضروري أن يكون هناك معادلا بصريا, مشيرا إلي أن السيناريو لم يكن واضحا لأي شخص يقرأه ولكنه كان متفهما جيدا ماذا يريد من العمل. كما عرض العرض العالمي الأول للفيلم المصري الكيلو64 ضمن برنامج آفاق السينما العربية, للمخرج أمير الشناوي في أولي تجاربه الإخراجية. ويروي العمل قصة وائل شقيق أمير الشناوي, حديث التخرج من كلية صيدلة, لكنه قرر التمرد علي العمل في مجاله, واتجه لتجربة سبق لوالده أن خاضها وفشل فيها, وهي استصلاح أحد الأراضي الزراعية, ليرصد أمير الشناوي تجربة شقيقه وائل ومحاولاته إنجاح المشروع خلال عامين ليتعرض لخسائر مادية كبيرة, نظرا لعدم وجود عدالة في المكسب الأمر الذي دفعه لأن يترك حلمه الذي تمني أن ينجح, لكنه لم يعد للصيدلة, حيث اتجه للعمل في إحدي شركات الاستثمار الزراعي. وقال أمير الشناوي مخرج العمل خلال الندوة التي أعقبت عرض الفيلم إنه عمل علي الفيلم لفترة طويلة مع أشقائه وائل بطل العمل, والمخرج كريم الشناوي الذي تولي مسئولية الإنتاج, وعندما شرع في تصوير بداية المشروع كان يري أن مستقبله سيكون مختلفا عن والده وأن هناك نهاية سعيدة, لكنه لم يتوقع أن يقرر وائل إغلاق مشروعه ويعمل في الاستثمار الزراعي فرغم أن النهاية حزينة إلا أنها تحمل إصرارا. وأوضح أن فكرة العمل بها ربط بين الماضي والحاضر ففي الماضي كانت الأرض مسئولية والده خلال فترة التسعينيات ولم يستطع استكمال المشروع, قبل أن يعود وائل ويبدأ العمل في الأرض والزراعة ولم يحقق نجاحا أيضا, ورغم كل الصعوبات التي واجهها في هذه الخطوة, إلا أنها كانت موفقة لهم علي المستوي الشخصي. بينما قال وائل الشناوي بطل العمل إنه شرف كبير له عرض تجربته خلال فعاليات مهرجان كبير مثل القاهرة السينمائي, موجها الشكر لشقيقه لتوثيق هذه التجربة معتبرا نفسه محظوظا لكون شقيقه مخرجا, موضحا أن هناك تجارب أخري أصعب منه لا أحد يعرف عنها شيئا, مشيرا إلي أن هذا العمل إهداء منه لأشخاص كثيرة مثله كان لديهم طموحات ولديهم قصص أصعب منه ودمرت أحلامهم. وأضاف المخرج كريم الشناوي شريك في الإنتاج أن الهدف من الفيلم ليس أعطاء طابع رومانسي, فكان من الممكن أن تكون النهاية سعيدة وبالفعل لم نتوقعها, ولكن الأهم من ذلك هو أننا كنا نرغب في نقل الواقع, فالنتيجة في كل الأوقات لم تكن مضمونة المهم نعمل اللي بنحبه, مؤكدا أنه محظوظ بالعمل مع فريق قليل وكان تطوعي لتوثيق القصة دون أجر. وقال والده الإعلامي حازم الشناوي الذي كان يتولي تقديم البرنامج الرياضي الكاميرا في الملعب, إن أسعد لحظة له هو رؤية أولاده هكذا, مشيرا إلي أن هذا الفيلم يقدم جرس إنذار للدولة التي بدأت تأخذ هذا الأمر في اعتبارها.